صحافة دولية

مجلة فرنسية: المطر يتحول لكارثة صحية بلبنان. والسبب؟

ينذر تكدس النفايات في لبنان بكارثة صحية مع قدوم موسم الأمطار
ينذر تكدس النفايات في لبنان بكارثة صحية مع قدوم موسم الأمطار
نشرت مجلة سلايت الناطقة بالفرنسية؛ تقريرا حول تأثيرات أزمة النفايات المستمرة في لبنان منذ ثلاثة أشهر، خاصة بعد هطول الأمطار، وقيام مواطنين بنشر صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي يحذرون فيها من مخاطر هذه الأوضاع التي تهدد بانتشار الأوبئة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن لبنان يغرق في النفايات، منذ بداية الأزمة الناجمة عن إغلاق مصب النفايات بالناعمة في 17 تموز/ يوليو الماضي. وقد تزايد قلق المواطنين مما يحصل، خاصة بعد هطول أمطار غزيرة في المنطقة، يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، واعتبروا أن المسألة أصبحت أكثر خطورة نظرا لما ستخلفه الأمطار من تلوث في التربة، وانتشار مزيد من الأمراض والأوبئة.

وقد قام عدد من المواطنين بنشر صور ومقاطع فيديو؛ تظهر طوفان مئات الأكياس من القمامة في شوارع لبنان التي اجتاحتها المياه، وقامت الصفحة الرسمية على "فيسبوك"؛ لحملة "طلعت ريحتكم"، وهي الحركة التي نظمت عدة مظاهرات في لبنان خلال الثلاثة أشهر الماضية تنديدا بتقاعس الحكومة في تعاملها مع ملف النفايات، بنشر العديد من الصور، وذلك سعيا منها لنقل الواقع، وكشف الحالة التي يعيشها لبنان في هذه الفترة جراء أزمة النفايات.

وذكرت المجلة أن النفايات الملقاة في الشوارع هي السبب الرئيسي وراء تلوث التربة والهواء، كما أن استنشاق دخان النفايات الملوث نتيجة حرقها يفرز أيضا مواد سامة عديدة، مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز والميثان، وقد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي القاتلة، كما سيساهم انتشار الحشرات كالذباب والبعوض في نقل الأمراض.

وأضاف التقرير أن الفيضانات التي غمرت المنطقة منذ أيام؛ ستخلف أضرارا أشد خطورة، حيث إن القمامة من الآن فصاعدا ستتحلل في التربة، لتصل بذلك إلى خزانات المياه الجوفية، وهذه المياه سيشربها المواطن اللبناني، أو سيقوم باستخدامها في ري الحقول المنتجة للفواكه والخضراوات.

وذكر التقرير أن المياه الملوثة أدت إلى إصابة بعض المواطنين بأمراض معوية وإسهالات، ما جعل الأطباء يخشون من تفشي هذه الأمراض، وانتشار أوبئة أشد خطورة مثل مرض الكوليرا أو التيفويد في لبنان.

وأشار إلى أنه قد تم التأكد من وجود حالات إصابة بالكوليرا في سوريا والعراق، بعد أن قامت منظمة الصحة العالمية بالنظر في 1263 إصابة بالكوليرا في العراق، في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر.

ونقل التقرير عن طبيب سوري مختص في هذا الشأن قوله: "إن عددا كبيرا من الأشخاص معرضون للإصابة بهذا المرض، وقد ثبت تاريخيا أن الكوليرا تهدد أيضا الأشخاص النازحين من بلادهم، لذا فان الكوليرا تنتشر بسرعة سواء داخل البلاد أو خارجها، وبالتالي فإن أول من سيتعرض للإصابة بهذا الوباء في لبنان هم اللاجئون".
التعليقات (0)

خبر عاجل