حول العالم

"الجمعة 13".. خرافة قديمة أيقظتها هجمات باريس

هل تعيد هجمات باريس خرافة الجمعة13 إلى الأذهان - انترنتية
هل تعيد هجمات باريس خرافة الجمعة13 إلى الأذهان - انترنتية
عاشت باريس ليل الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أحداث دامية سقط ضحيتها أكثر من 140 شخصا، وهو ما يؤكد خرافة "الجمعة 13"، وتصبح اعتقادا جازما لدى الفرنسيين نهائيا بأن مصادفة تاريخ 13 ويوم جمعة "تجلب الشؤم" والحظ السيئ.

فلعقود طويلة، ظلّ الفرنسيون، كسائر البلدان الغربية، يعتقدون أنّه يستحسن عدم السفر أو البدء بمشروع مستقبلي هام، يوم الثالث عشر من كل شهر، وخصوصا حين يوافق يوم الجمعة لأنّه يجلب النحس، وحتى لا يبوء بالفشل.

خرافة وغموض
ومن القصص الغريبة والمأساوية التي حدثت في التاريخ، قصّة تقول "إن البحرية البريطانية، أرادت ذات مرة في القرن 18 أن تمحو رهاب الثالث عشر "الجمعة 13" من نفسيات وعقول الشعب البريطاني، فأطلقت رحلة بحرية في هذه الليلة تحديدا وسميت الرحلة برحلة "الجمعة 13"، حتى إنهم اختاروا بحارا يسمى "جيمس فرايداي" للإبحار بها، وكانت المفاجأة الكبرى والفجيعة غير المتوقعة أن اختفت السفينة في طيات المجهول".

وهناك أحداث واقعية أخرى تشترك في تاريخ "الجمعة 13" وربّما زادت في غموض هذه الخرافة، التي سيطرت على عقول قادة ومشاهير غربيين، ومنها تحطم طائرة "الإنديز" الرحلة 571 لسلاح الجو "الأورغوياني" عام 1972، حدث في الجمعة الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 1972.

رهاب الرقم 13
ونجد حادثة الصاعقة التي ضربت طفلا بعمر 13، في الساعة الواحدة وثلاثة عشر دقيقة بتوقيت غرينتش، في الجمعة الثالث عشر من آب/ أغسطس 2010، في عرض طيران "ويستوفت" عام 2010 في "سوفولك"، وإعصار "تشارلي" الذي بلغ اليابسة في جنوب فلوريدا في الجمعة - الثالث عشر من أب/ أغسطس 2004. كذلك الإعصار الذي ضرب "بوفالو"، نيويورك في الجمعة - الثالث عشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2006.

ومن أمثلة المشاهير الذين سيطرت عليهم خرافة "الجمعة 13"، القائد الفرنسي الكبير، نابليون بونابرت، الذي رسخ قواعد الدولة الفرنسية بعد الثورة الفرنسية، وبنى إمبراطورتيها وغزا الشرق فكان هذا "البطل المغوار" يصيبه الفزع من رهاب الرقم 13.

حتى إن شركة كبيرة جدا مثل "مايكروسوفت" تخاف من الرقم 13، ذلك لأن إصدار الأوفيس 2007 هو رقم 12 بينما أوفيس 2010 (الذي يليه مباشرة) أعطته شركة مايكروسوفت رقم 14، وقفزت عن 13.

فيلم "الجمعة 13"
وفي العام 1970، انطلق "أبولو 13" الساعة 13 و13 دقيقة، وفي ثلثي المسافة إلى القمر وقع انفجار في المركبة أجبر الرواد على قطع رحلتهم في 13 نيسان/ أبريل، بينما في بعض ناطحات السحاب والفنادق في الولايات المتحدة لا تستخدم الرقم 13 في ترقيم طبقاتها وتقفز من 12 إلى 14 وأحيانا يستبدل الرقم 13 بالرقم 12A.

وفي بعض المستشفيات لا وجود لغرفة تحمل الرقم 13، وكذلك بعض شركات الطيران لا تدخل هذا الرقم على رحلاتها.

وقد انعكس هذا الخوف من الرقم 13 على السينما، إذ أخرج "روب هيدن" فيلما بعنوان "الجمعة 13" من بطولة "جانسن داغجت" و"سكوت ريفز"، وكان الفيلم عبارة عن فيلم رعب يشد الأعصاب.

ويرى الباحثون أن سبب تشاؤم الغربيين من هذا الرقم "هو ارتباطه بيهوذا الخائن الذى خان المسيح عليه السلام في قصة العشاء الأخير، إذ كان ترتيبه الثالث عشر من الأشخاص المدعوين".
التعليقات (0)