حول العالم

الشباب اللاجئون يشكون من عقبات الزواج ببلدان اللجوء

يتجاوز اللاجئون عقبات خطيرة حتى يصلوا إلى أوروبا لكنهم يشْكون بعد ذلك من عقبات غير متوقعة
يتجاوز اللاجئون عقبات خطيرة حتى يصلوا إلى أوروبا لكنهم يشْكون بعد ذلك من عقبات غير متوقعة
"كان يبدو مجتمعا متماسكا، ولو كان كذلك ما هوى. في اللجوء شاب لاجئ يتقدم لخطبة فتاة لاجئة، وإذ بالأب يستحضر الشروط ذاتها، ويرمي بها صفعة في وجه الشاب، قليل من الواقعية لتدركوا أن كل طقوسكم كانت من "الرخاء الهش" الذي لا يقيم مجتمعا بقدر ما يصنع أحقادا تتدحرج بكم إلى أسفل المنحدر".

هذا ما كتبته الكاتبة السورية ابتهال قدور، تعليقا على العقبات التي تواجه الشباب السوري اللاجئ، عندما يرغب بالزواج وإنشاء أسرة جديدة.

ويقول أحد اللاجئين متحدثا عما يواجه الشباب ممن يرغبون في الزواج: "الشباب السوري الذي استطاع النجاة من الحرب المستعرة في سوريا خلال الثورة السورية منذ ما يقارب خمس سنوات، واستطاع الفرار من التجنيد الإجباري لجيش النظام، والهرب من الانضمام لتنظيم الدولة والتنظيمات المتشددة، وقرر أن يبحث عن أرض جديدة ليبدأ فيها، فتجاوز الحدود، والجنود، والبلم والمهربين في رحلة لجوئه، وقف أمام عقبة الزواج حائرا".

فعندما تبدأ حياة الشاب اللاجئ بالاستقرار نوعا ما، يبحث حوله عن فتاة تشاركه حياته، ليفاجأ بأن أهل الفتاة، وعلى الرغم من كونهم جميعا لاجئين، إلا أنهم ما زالوا يستحضرون الشروط المادية التعجيزية ذاتها في أيام السلم والاستقرار، فكيف في أيام الحرب واللجوء.

يقول أحمد لـ"عربي21": "كلما ازداد تخلف المجتمع، ازدادت تعقيدات الزواج". ويضيف قائلا: "أذكر أنهم في إحدى الدول العربية كانوا يطلبون المهر بأوزان من الذهب، ما يشعرك بأنهم يقومون ببيع ابنتهم وكأنها كيلو بطاطا، أما الأجانب أو حتى العرب والمسلمين المقيمين منذ أزمان في الغرب، فلا يطلبون شيئا ولا حتى خاتم حديد، كل ما يهمهم هو أخلاق الشاب وعلمه وسلوكه المستقيم".

ليلى، لاجئة سورية في السويد وأم لفتاتين، تقول لـ"عربي21": "نحن من حيث المبدأ لا مانع لدينا من تزويج بناتنا بشبان مناسبين خلوقين ومحترمين، ولكننا نواجه معضلة كبيرة في هذه الغربة".

وتوضح: "نحن لا نعرف حقيقة أصل المتقدم للزواج وسلوكه وأهله وتربيته، ونخاف أن نزوج بناتنا لأشخاص لا نثق بتربيتهم، أو حسن معاملتهم فنفرط فيهن".

من جهته، يتعجب الباحث الاجتماعي يوسف من هذه الصعوبات، قائلا: من المفترض أن تتغير الأعراف والعادات الاجتماعية، بتغير الظروف التي يعيشها الإنسان، فما كان مقبولا في حال الاستقرار أصبح غير مقبول في ظروف اللجوء، فكيف إن كانت أساسا تلك الشروط مبالغا فيها".

ويرى يوسف، في حديث لـ"عربي21"، أن "القوانين في دول أوروبا تحمي المرأة والطفل، والانفصال ليس أمرا صعبا أو مخيفا في حال تعذر الاتفاق بين الزوجين في المجتمع الجديد"، مضيفا: "أعتقد أنه على الشباب والأهل أن يتخذوا خطوات أكبر للتقارب في وجهات النظر ليساعدوا الشباب والفتيات على الاستقرار بشكل سليم في المجتمعات الجديدة".
التعليقات (2)
ahmad hejjazi
الأربعاء، 18-11-2015 04:39 ص
الحقيقة هي انه في حالة اللجوء قد يكون الشاب المتقدم من مدينة اخرى او من دولة اخره اما ايام السلم كان اذا تقدم شاب ما من خطبة بنت يكون ابن جار او من نفس الشارع او من نفس المدينة ولا داعي لسؤال عن اصله و فصله اما الان اخطلتت الثقافات و العادات و التقاليد .
احمد
الثلاثاء، 17-11-2015 10:26 م
كاتب المقال ذكر قضية مهمة وحساسة بالنسبة لاهل الفتاة بان الانفصال امر سهل ولم يدرك معنى كلمة مطلقة والمعاناة النفسية التي تصيب اي امراة مطلقة. هذا اولا اما ان كونك لاجئ بسبب الحرب لايعني انه يجب ان تتخلئ عن طلب الحد الادنى في اختيار الشخص المناسب لابنك او لابنتك. فعلا هي معاناة جديدة تضاف الئ معاناة الشباب اللاجئ نسال الله اليسر لشبابنا.

خبر عاجل