سياسة دولية

"الناتو" يتحدى روسيا بدعوة "الجبل الأسود" للانضمام للحلف

الناتو ضم كل الحلفاء السابقين للاتحاد الشيوعي في البلقان باستثناء صربيا - أرشيفية
الناتو ضم كل الحلفاء السابقين للاتحاد الشيوعي في البلقان باستثناء صربيا - أرشيفية
دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، جمهورية الجبل الأسود، الأربعاء، للانضمام للحلف العسكري في أول عملية توسع منذ عام 2009، رغم تحذيرات روسية بأنها ستنظر لتمدد التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة ليشمل المزيد من دول البلقان بوصفه "استفزازا".

وفي جلسة رفيعة المستوى بمقر الحلف في بروكسل، دخل وزير خارجية الجبل الأسود إيغور لوكسيتش، القاعة وسط تصفيق حاد من نظرائه، بينما أعلن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن "هذه بداية تحالف جميل جدا".

وقال ستولتنبرغ، إن دعوة الجبل الأسود لا علاقة لها بروسيا، لكن دبلوماسيين بالحلف قالوا سابقا إن القرار يبعث برسالة إلى موسكو بأنها لا تملك الاعتراض على توجه الحلف بالتوسع شرقا، حتى وإن كانت عضوية جورجيا قد تعقدت بسبب حربها مع روسيا في 2008.

وتابع ستولتنبرغ، بأن "وزراء خارجية الحلف اتخذوا قرارا تاريخيا بالإجماع لبدء محادثات انضمام مونتينيغرو لتصبح الدولة الـ29 العضو في الحلف"، مشيرا إلى أن القرار "يوجه رسالة واضحة بأن الحلف الأطلسي يبقي بابه مفتوحا و(يعزز) رؤيتنا لأوروبا موحدة وفي سلام".

وصرح وزير خارجية الجبل الأسود إيغور لوكسيتش، بأن قرار الحلف الأطلسي يعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها بلاده من أجل تطوير معايير المجتمع المدني، وقال: "اليوم نفتح صفحة جديدة. إنه يوم عظيم لبلادي وللحلف"، معتبرا الانضمام "خبرا جيدا لغرب البلقان ووحدته وأمنه".

وكانت روسيا أعلنت الأسبوع الماضي، أن القرار المرتقب حول الجبل الأسود "ضربة خطيرة من قبل الكتلة الأوروبية الأطلسية".

وأضافت موسكو أن "مثل هذه المبادرات يمكن أن تؤدي إلى حصول مواجهات، ولن تعزز الاستقرار والسلام في البلقان ولا في أوروبا بشكل عام، بل ستزيد من تعقيد العلاقات بين روسيا والحلف الأطلسي".

وتعارض موسكو أي توسع للحلف في مناطق شيوعية سابقة بشرق أوروبا وجنوبها الشرقي، في إطار صراع بين الشرق والغرب على النفوذ بالجمهوريات السوفييتية السابقة، وهو محور الأزمة في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في أيلول/ سبتمبر الماضي، إن أي توسيع للحلف سيمثل "خطأ بل واستفزازا"، وفي تعليقات لوسائل إعلام روسية حينها وصف لافروف سياسة "الباب المفتوح" التي ينتهجها الحلف بأنها "غير مسؤولة".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو بالبرلمان الروسي الأربعاء، قوله إن روسيا ستوقف مشاريع مشتركة مع الجبل الأسود إذا انضم هذا البلد الشيوعي السابق إلى حلف شمال الأطلسي، ويتوقع أن تصبح الجبل الأسود - المطلة على البحر الأدرياتي والبالغ سكانها 650 ألف نسمة - عضوا بالحلف بشكل رسمي العام المقبل.

ونقلت الوكالة عن فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والسلامة بمجلس الاتحاد الأعلى في البرلمان الروسي، إن المشاريع التي قد توقف بينها مشاريع عسكرية.

وبعدها قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن التوسيع المستمر للحلف جهة الشرق سيؤدي لإجراءات انتقامية من روسيا.

لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قال في بروكسل اليوم إن توسيع حلف شمال الأطلسي ليس موجها لروسيا.

ولا تزال دول حلف الأطلسي منقسمة حول الرسالة الموجهة لجورجيا بشأن عضويتها في الحلف التي تأخرت كثيرا، ويقول البعض إن الحلف لن يكون قادرا على حماية الدول السوفييتية السابقة في حالة نشوب صراع مع روسيا.

وتأكدت هذه الصعاب بعد أن أصدر وزراء الخارجية بيانا مشتركا لم يقدموا فيه الكثير من قوة الدفع لمحادثات العضوية الخاصة بجورجيا.

وبينما قال ستولتنبر إن "الباب لا يزال مفتوحا أمام جورجيا"، فإن وزراء الخارجية كرروا موقفهم المعلن منذ فترة طويلة بأن على هذا البلد مواصلة الاستعداد للنيل العضوية يوما، وطالبوا بانسحاب الجيش الروسي من إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا.

ولينال أي بلد عضوية الحلف، فإن عليه أولا أن يسوي أي خلافات حدودية، وهذه عقبة كبيرة لجورجيا.

وبعد أن ضم الحلف ألبانيا وكرواتيا في 2009، فإن صربيا تبقى الحليف السابق الوحيد لروسيا من دول البلقان التي لم تسع لنيل العضوية. 
التعليقات (0)