قضايا وآراء

حماس وتركيا استفهامات التغيير

إبراهيم المدهون
1300x600
1300x600
لا قلق من تغيير المسار التركي في التعامل مع حركة حماس والقضية الفلسطينية، فينظر أردوغان لدوره مع حماس على أنه محوري أخلاقي قيمي ديني وسياسي أيضا، ففيها مصالح استراتيجية لدور تركيا في المنطقة، وتعرف حماس من جهة أخرى أنه لا يحق لها فرض مسارات وملاحظات على العلاقات الخارجية للدول الصديقة، وكل ما تطلبه استمرار الرعاية ومتانة التواصل مع الدول العربية والإسلامية في دعم حق الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيره؛ لهذا فأي تطور في العلاقة ما بين تركيا وإسرائيل شأن داخلي تركي، شرط ألا يؤثر على دور تركيا في دعم حقوق شعبنا ومقاومته.

لهذا جاء لقاء مشعل أردوغان للتأكيد على عدم تخلي الدولة التركية عن علاقتها بحركة حماس، على الرغم من البوادر الأولية التي ترشح عن اتفاق مصالحة تركي إسرائيلي. فالاضطرار التركي لاستئناف العلاقات مع إسرائيل بفعل حالة التوتر القائمة حاليا مع روسيا بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، لن يمنعها من إبقاء العلاقة مع حركة حماس في الإطار المسموح به دوليا، وفي خانة التأييد التركي لحقوق الشعب الفلسطيني عموما.

 وقد يكون استئناف العلاقة التركية الإسرائيلية القديمة مكسبا بالنسبة للحركة الإسلامية في بعض الملفات الشائكة التي تحتاج حماس فيها إلى وسطاء منصفين، كملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة، والتهدئة، ورفع الحصار عن غزة، بعدما فقدت تلك الصفة الوسيط المنصف في دول عربية كانت تحتكر تأدية أدوار الوساطة كمصر، التي تحوّلت إلى طرف أكثر تشددا ضد المقاومة من الاحتلال نفسه، على ما يردد قادة الفصائل الفلسطينية المستمرة في خيار المقاومة.

 ولكنه من المبكر الحديث عن دور تركيا ما بين حركة حماس وإسرائيل في ظل استمرار المباحثات بين الجانبين في سويسرا للتوصل لاتفاق لاستعادة العلاقات المشتركة، التي توترت بعد حادثة السفينة التركية مافي مرمرة.

 ما تتمناه حماس، وتريد المحافظة عليه، هو بقاء الدعم التركي الشعبي قائما في ظل الواقع الإقليمي الحالي وتوتر العلاقة مع النظام المصري، وألا تتأثر علاقتها مع تركيا بعد استئناف علاقات الأخيرة مع إسرائيل.

لا تطمع حماس بدعم مالي وعسكري من تركيا، إلا أن الدعم السياسي مهم ولا يقل أهمية، وهذا ما تنتظره حماس من العلاقة مع تركيا، بالإضافة للدعم الإنساني والاجتماعي والمؤسساتي، والاعتماد على مركزية تركيا الإقليمية مهم، وهناك مساحات واسعة يمكن لتركيا أن تحافظ فيها على مصالحها وعلاقاتها مع أمريكا وحتى إسرائيل، وأن تستمر، بل وتطور دعمها لقضيتنا بطرق أكثر فاعلية، واعتقد أن أردوغان أذكى من ترك قضية مركزية تتفلت من بين يديه، فهو يعيش بنفسية المسؤول عن آلام ومعاناة وقضايا المسلمين، كما أن الشعب التركي وجمهوره الناخب يدفع في زيادة الاهتمام والدعم للقضية ولحماس.
0
التعليقات (0)