حول العالم

كيف ينظر الزوجان بمصر لإدمان فيسبوك بالبيت؟ (تقرير مصور)

هل بات فيسبوك "متطفلا" على حياتنا الاجتماعية؟ - تعبيرية
هل بات فيسبوك "متطفلا" على حياتنا الاجتماعية؟ - تعبيرية
في الوقت الذي نجحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر" وغيرهما، في جسر الهوة بين الأهل والأقرباء والأصدقاء، فإنها تسببت أيضا في إحداث فجوة بين الأزواج تهدد علاقاتهم، باعتباره شريكا ثالثا افتراضيا.

المشهد المعتاد للزوج أو الزوجة، وهما منغمسان في تصفح المواقع الإلكترونية وتطبيقات الجوال في فضاء الإنترنت، بات مألوفا للطرفين بعد الاستيقاظ من النوم، وخلال اليوم، وقبل النوم، وكأنها طقوس لا مفر منها.

السؤال الأكثر شيوعا 

وفق خبراء في علم الاجتماع، فالحياة بين الأزواج بات يعتريها الفتور، وتفقد حميمتها، وتخسر وهجها لصالح مواقع التواصل، وأحيانا أخرى أصبح يعتريها الشكوك والاتهامات طوال الوقت.

والسؤال الأكثر شيوعا، مع من تتحدث أو تتحدثين؟ ولماذا تخفي عني ما يدور بينك وبين أصحابك. والإجابة واحدة: "إنها حياتي الخاصة" ، و"مجرد دردشة مع الأصدقاء والزملاء". 

وتقول الأخصائية الاجتماعية، أميرة سراج الدين، إن كلا من الزوجين "بات يخسر دفء القرب من الآخر؛ بسبب انشغال أحد الشريكين أو كليهما بفيسبوك، أو تويتر، أو تطبيق ما".

هل تحول الأزواج إلى رفقاء لا شركاء؟
 
وأضافت لـ"عربي21" "أحيانا يقضي الأزواج وقتا هو في غاية الأهمية في قراءة وكتابة الردود، والانغماس في عالم افتراضي، وترك العالم الواقعي الذي سعيا طوال حياتهما لتكوينه".

وحذرت أميرة سراج الدين من "سرقة أعمار الزوجين، وهما لا يعلمان، ويضلان الطريق عن الهدف الذي من أجله تزوجا، وكأنهما أصبحا رفيقي طريق لا شريكي حياة". وضربت على ذلك مثلا قائلة: "ترى أحدهما يضحك، ويبتسم أثناء تصفحه الفيسبوك، وعندما يسأله شريكه لا يشعر به، أو يتجاهله، أو يتجهم له؛ لأنه أقحم نفسه في عالمه الافتراضي".

في مصر مثلا، كشف تقرير صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نمو عدد المشتركين في الإنترنت نحو 28 في المئة، حيث بلغ إجمالي عدد المشتركين 49 مليونا بنهاية كانون الثاني/ يناير 2015.

الفيس يسرق الأزواج

 كاميرا "عربي21" التقت بعدد من الزوجات والأزواج، لرصد مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتهم، فأكدوا جميعا أنها "تمثل ناقوس خطر يهدد حياتهم".

منى إبراهيم، موظفة حكومية، تشعر أنها في مطاردة مع زوجها، وتقول: "الأزواج طوال الوقت على الفيس، والزوجة مغتاظة، وتسأله: مع من تتحدث؟ ما الذي يضحكك؟ وتلح عليه في معرفة كلمة المرور، فإذا لم يفعل فهو خائف من شيء لا يريدني الاطلاع عليه، ويبدأ الشك والتخوين".

أسباب عدة تدفع البعض للإفراط في استخدام وسائل التواصل، أو التطبيقات، كالملل والرتابة، أو كثرة الضغوط من أحد الشريكين، أو العمل، أو الحياة، أو الشعور بالتعاسة، أو البحث عن بديل.

جزء من العمل أو الوظيفة 

إلا أن هناك سببا آخر، يجعل البعض ينهمكون بقوة في استخدام فيسبوك، أو تويتر، بسبب طبيعة عملهم التي تتطلب إدامة التواصل عليهما لمعرفة الأخبار، كما يقول الصحفي فتحي الضبع. 

وقال الضبع لـ"عربي21": "بحكم عملي لا أستغنى عن الفيس وتويتر، وهذه مشكلة تلازمني، ومتابعة الأخبار تدفعني لتصفح تلك الوسائل من وقت لآخر".

وأقر بوجود مشكلة حقيقية في استمرار هذا الوضع، مضيفا: "عندما تكون في البيت يتحول الأمر إلى مشكلة، أسعى جاهدا للتقليل من استخدامه، والتفرغ للزوجة والأولاد".

الدقائق تتحول إلى ساعات

وقالت مي شريف (محاسبة)، لـ"عربي21"، بتذمر: "مثل هذه الوسائل تهدد الأسر. ففي الوقت الذي أنتظر فيه زوجي للجلوس معي، ينشغل عني بالجلوس على فيسبوك، والدقائق تتحول إلى ساعات".

من جانبه، يقول المراسل والمصور وليد البدري، إنه يقضي ساعات طويله يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة الأخبار، أو نقلها، أو كتابتها. وأعرب لـ"عربي21" عن مخاوفه، من أن "الاستغراق فيها يمكن أن يؤدي إلى تدمير الحياة الأسرية".

وأضاف قائلا: "أجلس ساعات طويلة على الفيس، وأحيانا تحدثني زوجتي ولا أنتبه لها، والعكس، لهذا اتخذت قرارا أن أنتبه قليلا لحياتي وأسرتي".

نافذة فيسبوك على البيوت

فيسبوك هو بمثابة نافذة للزوج أو الزوجة على جميع الرجال والنساء، وهذا مبعث قلق للشريكين. فخلف قائمة "غرف الدردشة" تكمن أسرار قد تُغرق البيت في ظلام دامس إلى الأبد.

وتعتقد المهندسة مروة مرزوق أن الجميع يراقب الجميع، وأن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على الثقة بين الأزواج بشكل أو بآخر.

وقالت لـ"عربي21": "الزوجة أصبح كل همها تتبع زوجها على فيسبوك لتعرف متى دخل، ومع من يتحدث، وماذا يقصد بتعليقاته".

ويحذر خبراء ومتخصصون من إفراط الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يعي الأزواج أن الثقة مثل الدموع، إذا انهمرت من العين لا يمكن أن ترجع مرة أخرى.

التعليقات (0)