مقالات مختارة

ألا تتعظ السلطة؟!

فايز رشيد
1300x600
1300x600
كتب فايز رشيد: دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لعقد مؤتمر دولي للسلام تنبثق عنه مجموعة عمل لحل الأزمة. مثل لجنة 5+1 أو غيرها من اللجان، التي تعمل على حل العديد من قضايا المنطقة والعالم، ومن ثم عقد مؤتمر ثان لتطبيق مبادرة السلام العربية هي مراوحة في المكان ذاته. 

وقال عباس أيضا في كلمة ألقاها خلال استقباله لرؤساء وممثلي أبناء الرعية الأرثوذوكسية في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم، لمناسبة احتفال الطوائف الشرقية بأعياد الميلاد المجيدة، إنه من غير المقبول أن تبقى القضية الفلسطينية من دون حل، وأضاف: "شاهدنا حلولا للعديد من القضايا والملفات كإيران وليبيا وسوريا، رغم أن قضيتنا أقدم من كل هذه القضايا". وقال أيضا: ما زلنا نمد يدنا لإسرائيل، رغم كل هذه المآسي ليس أمامنا إلا السلام، والمفاوضات السلمية للوصول إلى السلام، وأقول لكل الإسرائيليين أتمنى أن تسمعونا وتفهمونا. وأضاف عباس قائلا: فيما يتعلق بقرارات المجلس المركزي، فإن قراراته مقدسة لا نقاش فيها، اللجنتان المركزية والتنفيذية تتابعان إنجاز ما هو مطلوب منهما وما يمكن أن يعمل، وحول حل السلطة قال: ما أثير مؤخرا حول حل السلطة الوطنية الفلسطينية أو انهيارها، إن السلطة الوطنية إنجاز من إنجازاتنا ولن نتخلى عنها، ولا يحلم أحد بانهيارها.

الرئيس عباس بالفعل يصر على المفاوضات رغم تجربتها العقيمة والمريرة على مدى 23 عاما. ذلك أيضاً رغم وضوح تصريحات قادة العدو بأن لا دولة فلسطينية ستقام! إضافة إلى أن المشروع الصهيوني الاستيطاني الأخير يقضي نهائيا بالمعنى الفعلي والعملي على أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية. 

أيضا. سبق لإسرائيل وأن رفضت مبادرة السلام العربية! من زاوية ثانية: تحدث عباس شخصيا عن إمكانية لجوئه لحل السلطة الفلسطينية. واليوم ينفي ذلك قائلا. وواصفا بالوهم كل من ينادي بحل السلطة.

نسأل الرئيس هل أن حقوق شعبنا تقزمت إلى حكم ذاتي هزيل محتل من قبل العدو الصهيوني؟ وهل يراهن على إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة من خلال نهج المفاوضات السياسية بعيدا عن الكفاح المسلح. القادر فعلا على إجبار العدو الصهيوني على الاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية؟ هذا الكفاح المشرّع بقرات واضحة من الأمم المتحدة! لقد نشرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية مؤخرا، خبرا قالت فيه: إن المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي درس بجدية احتمال قيام السلطة الفلسطينية بحل نفسها، وكشفت عن أن «الكابينيت» درس خلال الأيام القليلة الماضية في اجتماعات استثنائية. سيناريوهات حل السلطة الفلسطينية، إلا أن المستوى العسكري والأمني كان موقفه ضد حلها وأعرب عن قلقه البالغ من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، التي قد تكون لها تبعات وتداعيات أمنية خطيرة. 

في الجانب الفلسطيني قال الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية إن عباس يرفض الاستيطان. هذا في ظل تشديد كبار المسؤولين الإسرائيليين، على أن إسرائيل لا يمكنها أن توقف المشاريع الاستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية والقدس! كما أن قرار الكيان صدر بإنشاء مشروع استيطاني صهيوني جديد في القدس الشرقية! في ظل تأكيد نتنياهو في مؤتمر الليكود "بأنه لن يقوم بتسليم الفلسطينيين ولا متر واحد من الأرض "اليهودية"! أيضا. في الوقت ذاته، فإن التزام عباس باتفاقيات أوسلو يعني ضمناً مواصلة التعاون الأمني مع الكيان، وهو التعاون الذي يريح إسرائيل من عبء احتلالها والإشراف على أمن الضفة الغربية. بالتالي فلا الكيان الصهيوني ولا حليفته الأمريكية ولا القيادة الفلسطينية تسعى لحل أو انهيار السلطة الفلسطينية، رغم التصريحات المغايرة. من قبل وعدت السلطة مرارا بـ"حلّ" نفسها ووقف التنسيق الأمني مع العدو.. ولم تتم لا هذه الخطوة ولا تلك ولن يتما بالطبع. عباس وصل إلى ذروة أزمته السياسية وهو كمن يحلم بما لن يستطيع تحقيقه عن طريق المفاوضات مع عدو شايلوكي نهم وإنما من خلال إلغاء اتفاقيات أوسلو وحل السلطة وإعادة إحياء نهج الكفاح المسلح. عباس بنهجه الذي لم يجلب لشعبنا سوى الكوارث ما زال يصر على نهج المفاوضات لتحقيق شعار إقامة الدولة العتيدة! عباس يبدو أنه يصر على حلب الثور!
التعليقات (0)