سياسة عربية

أبرز الاجتماعات الأممية التي ناقشت الأزمة السورية (إنفوغرافيك)

لم تقدم الاجتماعات الأممية أي حلول للشعب السوري- عربي21
لم تقدم الاجتماعات الأممية أي حلول للشعب السوري- عربي21
بعد مرور خمسة أعوام على انطلاق شرارة الثورة السورية، فقد عقدت عشرات اللقاءات والاجتماعات وطرحت العديد من المبادرات، باءت جميعها بالفشل في إيجاد حل جذري ينقل سوريا من الدولة الاستبدادية إلى دولة تحقق للشعب السوري مطالبه التي خرج ينادي بها في ثورته.

وحصلت العديد من الاجتماعات على مستوى المعارضة وحدها بكافة فصائلها، بالإضافة إلى اجتماعات مقابلة بين النظام السوري وحلفائه. إلا أن أبرز اللقاءات التي جمعت الطرفين كانت اجتماعات جنيف الأول والثاني. وهذه الأيام، نعيش في ظل الاجتماع الثالث الذي لم يلتئم بعد، ولا يعرف ما إذا كان مصيره الفشل كسابقيه كما هو متوقع أم إنه سيحمل جديدا في ظل التدخل العسكري الروسي وتعقد المشهد في سوريا.

وتعد لقاءات "جنيف" أهم اللقاءات التي عقدت دوليا لبحث الأزمة في سوريا، كان أولها لقاء "جنيف 1" الذي عقد في 30 حزيران/ يونيو 2012، برعاية مكتب الأمم المتحدة في جنيف، بناء على دعوة المبعوث الأممي حينها كوفي عنان، وجامعة الدولة العربية.

وشارك في الاجتماع كل من: الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزراء خارجية الاتحاد الروسي، وتركيا، والصين، وفرنسا، وقطر، والعراق، والكويت، والمملكة المتحدة، وإيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة، وممثلة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية.

وأعلن أنان أن الاجتماع أقر بيانا حول الأزمة وأكد ضرورة الضغط على جميع الأطراف لتطبيق خطة البنود الستة المعروفة بـ"خطة أنان"، بما في ذلك وقف ما أسماه "عسكرة الأزمة"، ومشددا على أن "الحل بطريقة سياسية وعبر الحوار والمفاوضات فقط، الأمر الذي يتطلب تشكيل حكومة انتقالية، من قبل السوريين أنفسهم، ومن الممكن أن يشارك فيها أعضاء الحكومة السورية الحالية".

وحدّد أعضاء مجموعة العمل من أجل سوريا خطوات وتدابير تتخذها الأطراف لتأمين التنفيذ الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن، بما يشمل وقفا فوريا للعنف بكافة أشكاله وفقا للبيان الصادر عنهم. 

ولم تحظ جهود اجتماع "جنيف 1" بالنجاح، إذ إن وقف محاولات وقف إطلاق النار لم تنجح، بل زاد النظام السوري في حملته ضد المناطق الثائرة وما رافقها من عمليات القتل والاعتقال والتعذيب بحق المتظاهرين السلميين.

ولم يكن حال اجتماع "جنيف 2" الذي عقد بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير 2013، أفضل حالا من سابقه. فقد عقد الاجتماع وسط خلافات بين مكونات المعارضة السورية، بعد رفض القوى الدولية شرط الائتلاف الوطني السوري باستبعاد رئيس النظام بشار الأسد من أي حكم مستقبلي.

وقاطع نحو ثلث أعضاء الائتلاف التصويت الذي جرى في اجتماع إسطنبول لحضور المؤتمر، لاعتقادهم بأن نشطاء المعارضة والمقاتلين داخل سوريا يرفضون تفويض الائتلاف بالمشاركة في "جنيف 2".

وأعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر رفضه المشاركة في المؤتمر لغياب أي ضمانات بتنازل الأسد عن السلطة، فيما حذرت الجبهة الإسلامية السورية من المشاركة في المؤتمر واعتبرت الأمر "خيانة" لدماء السوريين.

ولم يكن لدى النظام السوري أي رغبة في حل الأزمة بل وضع العراقيل قبل بدء اللقاء وأعلن أن لا نية لديه لتسليم السلطة لأي طرف.

وقال حينها رئيس النظام السوري مقابلة تلفزيونية قبل الاجتماع بثلاثة أيام إن هناك احتمالا لترشحه لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات المقبلة وهو ما حصل بالفعل وجرت انتخابات رئاسية شارك فيها مؤيدو النظام وفاز فيها الأسد بولاية ثالثة.

ووفق مراقبين، فإن عدم وجود أي نوايا إقليميّة أو دوليّة خاصة بالملفّ السوري، فضلاً عن عدم اقتناع النظام السوري بضرورة تسليم السلطة، حسم مسألة إسقاطه بالقوة بشكل نهائي. 

ويبدو أن مؤتمر "جنيف 3" الذي بدأ أعماله الجمعة 29 كانون الثاني/ يناير، يواجه العثرات حتى الآن بسبب تمسك المعارضة السورية بالمطالب الإنسانية التي اشترطتها على الأمم المتحدة للبدء بالمفاوضات.. بالإضافة إلى إصرار النظام السوري على محاصرة المدنيين، عبر التجويع الممنهج والاستمرار بالقصف للمناطق التي يقطنها المدنيون، علاوة على التدخل الروسي والإيراني والمليشيات الشيعية وقوات حزب الله اللبناني.


التعليقات (0)