صحافة دولية

قوات خاصة غربية في ليبيا والبنتاغون يبحث عن شريك محلي

الغارديان: غارة صبراتة أثبتت أن الغارات الجوية لا تكفي لإلحاق هزيمة بتنظيم الدولة - أرشيفية
الغارديان: غارة صبراتة أثبتت أن الغارات الجوية لا تكفي لإلحاق هزيمة بتنظيم الدولة - أرشيفية
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير كتبه كريس ستيفن وكيم ويلشير، أن القوات الفرنسية الخاصة هي جزء من القوات الأجنبية العاملة في ليبيا ضد تنظيم الدولة

ويقول الكاتبان إن فرقة صغيرة من القوات الخاصة الفرنسية تعمل في مطار بنينة في مدينة بنغازي، مشيرين إلى أن هذه القوات تقوم بدعم قوات الحكومة المعترف بها دوليا في مدينة طبرق.

ويشير التقرير إلى أن صحيفة "لوموند" الفرنسية ذكرت أن الجنود الفرنسيين يعملون مع وحدة المخابرات الخارجية "دي جي أس إي" داخل الأراضي الليبية منذ عدة أشهر، التي شاركت في تنسيق الهجمات، التي تمت في تشرين الثاني/ نوفمبر، وقتل فيها زعيم تنظيم الدولة أبو نبيل الأنباري في مدينة درنة، لافتا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أكدت في كانون الثاني/ يناير وجود قوات من قيادة العمليات الخاصة داخل ليبيا.

وتذكر الصحيفة أن وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية توبياس إلوود رفض التعليق هذا الشهر أمام لجنة برلمانية في لندن، على عمليات القوات البريطانية الخاصة داخل ليبيا، إلا أنه أكد قيام طيران سلاح الجو برحلات استطلاعية في الأجواء الليبية؛ تحضيرا لهجمات محتملة على تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن إيطاليا أعلنت يوم الاثنين أنها ستسمح للطيران الحربي الأمريكي باستخدام قواعدها العسكرية في صقلية؛ لشن هجمات وطلعات على ليبيا. 

ويلفت الكاتبان إلى أن مقاتلي تنظيم قد داهموا يوم الثلاثاء مدينة صبراتة،  بعد أيام من مقتل 41 من عناصرهم في غارة أمريكية، واشتبكوا مع المليشيات المحلية، وهاجموا مركز شرطة، وعندما استطاعت المليشيات في المدينة استعادته، وجد 11 عنصر شرطة مذبوحين، واستمر القتال حتى طلوع الفجر، حيث تركزت المعارك حول مستشفى صبراتة والملعب البلدي، ومن ثم تمت إعادة نشر مقاتلي تنظيم الدولة في نواحي المدينة، التي تبعد 30 ميلا عن مدينة طرابلس.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان لم يعلق على التقارير، مؤكدا أن تحقيقا فتح في تسريب المعلومات حول الوجود الفرنسي في ليبيا. وقال مدير الاستخبارات الفرنسية الخارجية بيير مارتينه لـ"فرانس إنفو"، إن "التطورات مطمئنة، وأعتقد أن لودريان ربما قرر الكشف عن الدور الفرنسي، لو لم يكن الأمر كذلك لبقي سريا، ولم يقل لودريان شيئا"، وأضاف مارتينه أن فتح تحقيق أكد تلك التقارير ولم ينفها.

وتبين الصحيفة أنه في بداية هذا الشهر، ألمح متحدث باسم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى أن التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا مشروط بتشكيل حكومة في طرابلس، تطلب مساعدة فرنسية، وضمن تحالف دولي، وفي الوقت ذاته نفى وزير الخارجية لورين فابيوس أي مشاركة فرنسية في ليبيا.

ويورد الكاتبان أنه في مقابلة أجرتها مجلة "لو دمانش" الفرنسية، قبل ثلاثة أيام، مع مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فردريكا مورغيني، أكدت فيها ضرورة انتظار الدول الأوروبية إلى حين تشكيل حكومة تطلب دعما من دول الاتحاد الأوروبي.

ويذهب التقرير إلى أن هجوم صبراتة يشير إلى التحديات التي تواجه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي يحاول احتواء تنظيم الدولة، لافتا إلى أنه قبل الهجوم الأمريكي على صبراتة بساعات، أخبر المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بريت ماغيرك، الصحافيين أن تنظيم الدولة بات يعطي أولوية في التجنيد لليبيا، وقال إنه "يحاول جذب قدر ما يستطيع من مقاتلين إلى ليبيا".

وتبرز الصحيفة نقلا عن محللين قولهم إن المقاتلين، الذين يصلون من تونس ودول الصحراء الأفريقية، يختلطون مع آلاف المهاجرين، الذين يعبرون الصحراء؛ من أجل ركوب القوارب باتجاه أوروبا.

وينقل الكاتبان عن خبير الإرهاب في باريس ديفيد تومبسون، قوله: "يقوم تنظيم الدولة بخلق جيش جهادي في ليبيا، ونشاهد تدفقا جماعيا للجهاديين، ولا يمكن السيطرة عليهم لسبب وحيد، وهو أنهم يستخدمون طريق المهاجرين ذاته"، وأضاف أن "الغارات الجوية قد تقلل من أثر الصدمة القادمة، لكن هناك حاجة لقوات برية".

وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين لا يزالون يحاولون التأكد فيما إذا قتلت الغارات الهدف الرئيس، وهو نور الدين شوشين، الذي تتهمه الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم سوسة العام الماضي.

وترى الصحيفة أن مقتل دبلوماسيين صربيين اختطفهما التنظيم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، يؤشر إلى مصاعب مكافحة تنظيم الدولة عبر الغارات فقط، خاصة أن الجهاديين يتركزون في المناطق المأهولة بالسكان، لافتة إلى أنه منذ هجوم صبراتة، ترك المقاتلون نقاط التفتيش ومواقعهم في سرت وانتقلوا للعيش بين السكان.

ويكشف الكاتبان عن أن مصدرا من بلدة صبراتة قال إن معظم وحدات تنظيم الدولة في المدينة مكونة من مقاتلين أجانب، لكنهم يحصلون على دعم من عناصر محلية، وأضاف: "وضع تنظيم الدولة في صبراتة ليس قويا، كما هو الحال في مناطق أخرى في ليبيا، مثل سرت، لكنهم يتلقون في صبراتة دعما من مجموعة من البلطجية".

وبحسب التقرير، فإن هجوم صبراتة جاء في يوم مضطرب مر على ليبيا، حيث قامت قوات موالية لحكومة طبرق بالسيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة بنغازي، من إسلاميين وجماعات موالية لتنظيم الدولة.

وتقول الصحيفة إن واشنطن كانت تأمل بسحق الجهاديين، من خلال إقناع البرلمان في طبرق بإنهاء حربه الأهلية مع حكومة طرابلس، التي يدعمها تحالف "فجر ليبيا"، مستدركة بأن الأمل تلاشى يوم الثلاثاء، عندما قرر برلمان طبرق تأجيل التصويت على حكومة الوحدة الوطنية، وكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر تغريدة، قال فيها إنه "قلق من بطء العملية السياسية في ليبيا، التي تجاوزتها الأحداث العسكرية، ويجب المسارعة إلى هزيمة تنظيم الدولة".

ويعلق الكاتبان بأن نجاح قوات طبرق في هزيمة تنظيم الدولة في بنغازي، يجعل من الصعوبة بمكان تحقيق الوحدة بين طرابلس وطبرق.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه دون وجود حكومة وحدة وطنية، فإن "البنتاغون" يقول إنه يبحث عن "شريك" في الحرب ضد الجهاديين، خاصة أن غارة صبراتة أظهرت عدم قدرة الغارات الجوية وحدها على إلحاق هزيمة بتنظيم الدولة. 
التعليقات (0)