حقوق وحريات

معتقلون سُنّة يتعرضون للتعذيب في سجون الحكومة العراقية

مواطن عراقي لدى زيارته ابنه المعتقل تفاجأ به على كرسي متحرك من شدة التعذيب - أرشيفية
مواطن عراقي لدى زيارته ابنه المعتقل تفاجأ به على كرسي متحرك من شدة التعذيب - أرشيفية
يعاني العديد من المعتقلين العراقيين السُنّة في سجون الحكومة العراقية أوضاعا مزرية؛ إذ يتعرض معظمهم للتعذيب الممنهج؛ نتيجة انتزاع اعترافات بالإكراه، واتهامهم بارتكاب أعمال إرهابية لم يرتكبوها.

أمجد الكبيسي، معتقل عراقي سابق، قضى سبعة أشهر رهن الاعتقال في سجن الناصرية جنوبي العراق، قبل أن تفرج عنه السلطات العراقية؛ لعدم ثبوت أدلة كافية تدينه بارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين وبتهمة الانتماء لجماعات متطرفة.

يقول أمجد، 33 عاما، إن المحققين أرغموه تحت التعذيب على الاعتراف بجرائم لم يفعلها، وهددوه باعتقال أمه زوجته إذا لم يوقع على ورقة تتضمن مجموعة من الاعترافات، منها تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق حي أبودشير، والبياع، ومدينة الصدر، واغتصاب الأطفال، ومبايعة تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن المعتقلين يتعرضون من قبل عناصر أمن السجون إلى القمع والإذلال. علاوة على ذلك، يتبع السجانون أيضا أساليب الموت البطيء، منها الإهمال الطبي، والحرمان من الأكل والنوم، ويوزعون عليهم زجاجات تحوي مياها ملوثة وممزوجة ببول حراس السجن، حسب قوله. 

وبيّن المصدر أن هناك سجناء يعانون أمراضا مزمنة مثل البرص، والصدفية، وحساسية الجلد، ومرض السكري، وبعضهم لا يقوى على الحركة؛ نتيجة تعرضه لإصابات خطيرة، كشلل الأطراف السفلي، وتضرر الحبل الشوكي، وكسر الساقين؛ بسبب التعذيب العنيف الذي يتعرض له السجناء جسديا ونفسيا، عن طريق الضرب بالعصي، والكي، والصدمات الكهربائية، ولا تنتهي أصناف التعذيب إلى هذا الحد، بل تتجاوز ذلك إلى الصعق بأسلاك الكهرباء الرفيعة جدا، واستهداف المناطق الحساسة من الجسم.

وأضاف في حديث مع خاص "عربي21": مضى سنة وأكثر على إصابة كل واحد من هؤلاء المعتقلين، وإدارة السجن ترفض عرضهم على الأطباء أو نقلهم إلى المشافي ليخضعوا لجلسات طبية، بالإضافة إلى منع وصول الأدوية إليهم.

وأكد أنه في حال علمت الإدارة أن وزارة حقوق الإنسان أو أي جهة مهتمة بمتابعة ملف حقوق السجناء تنوي إرسال فرق مراقبة إلى كافة سجون العراق للوقوف على وضع المعتقلين الخدمي والصحي والإنساني، فإنهم يعمدون مباشرة إلى نقل السجناء، لاسيما الجرحى والمعاقين، وإخفائهم في سجون سرية تحت الأرض، يقبعون فيها لأيام، وربما لشهور.

أما أبو علي الجنابي، والد أحد المعتقلين، فقد تفاجأ حين ذهب لزيارة ابنه المعتقل في سجون اللجان التحقيقية الخاصة داخل مطار بغداد، بعد فترة اعتقال دامت ثلاث سنوات ونصف، بأنه مشلول.
وقال لـ"عربي21": "حين أدخلوني لغرفة الزيارة لرؤيته، إذ هو مقعد على كرسي؛ لعدم قدرته على الحركة، وقد هشم المحققون إحدى عظام ساقيه بالكامل من شدة التعذيب، وكان وضعه الصحي سيئا للغاية، ومن خلال تبادل أطراف الحديث معه، تبيّن أنه مصاب بصدمة عصبية"، ويضيف: "أنا شديد القلق على حياته ومستقبله".  

من جانبهم، أكد معتقلون في سجن التاجي شمال بغداد في اتصال هاتفي مع "عربي21" تعرض نزلاء في المعتقل للاختطاف على يد فرق موت تابعة لمليشيات شيعية تقتحم السجن بين الحين والآخر؛ لتصفية المعتقلين السُنة، ومن ثم إلقاء جثث القتلى بمكبات النفايات والشوارع، وتودع قسما بمشارح الطب العدلي على أنها عثرت على جثث لأشخاص مجهولي الهوية، على حد قوله. 
التعليقات (2)
محمد احمد
الجمعة، 26-02-2016 08:26 ص
و هل بقي عرب سنة بالعراق بفضل أمريكا و دعم عربي واسع كالاعمى للمخطط الأمريكي لتشييع العراق و تسليمه لايران. العرب قحبة غريب هذا المثل هو ما ما ينطبق عليه حال الأنظمة العربية الحاكمة حاليا. اسف للغة الجارحة
abouyahia
الجمعة، 26-02-2016 05:51 ص
هؤلاء هم الشيعة اذا تمكنوا