ملفات وتقارير

دحلان في الأردن.. زيارة اجتماعية ذات أبعاد سياسية

زيارة دحلان للأردن تمت بوساطة إماراتية- أرشيفية
زيارة دحلان للأردن تمت بوساطة إماراتية- أرشيفية
لم يكن القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية، محمد دحلان، يتمتع "بمزايا" السفر إلى الأردن والإقامة فيها قبل أربع سنوات، رغم عدم وجود قرار منع رسمي من دخول المملكة.
 
وشهدت علاقة دحلان بالمملكة أسوأ أوضاعها في عام 2012، عندما قرر رئيس دائرة ادعاء عام عمّان حينها الحجز التحفظي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لدحلان وشقيقه، بالتزامن مع طلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من كل من مصر والأردن، بالتحفظ على أموال دحلان عقب تحقيقات أجرتها هيئة الكسب غير المشروع في فلسطين اتهمته فيها بالفساد وتشكيل فرق قتل، عندما كان في قطاع غزة.
 
المحلل والكاتب بسام بدارين، رأى في استقبال دحلان "أبعادا سياسية" رغم أن الزيارة تحمل الطابع الاجتماعي. وأضاف لـ"عربي21"، أن استقبال دحلان "يأتي في وقت تشهد فيه الاتصالات الأردنية مع محمود عباس ضمورا والعلاقات ترديا، منذ أشهر، لأسباب عديدة، منها ملف القدس والوصاية الأردنية، بالإضافة لاعتقاد صانعي القرار في الأردن بأن عباس لا يشاورهم في موضوع التفاوض مع الإسرائيليين وميله للعمل مع المصريين، كما أن المملكة تشعر بأن عباس يحجب معلومات ويطلق قرارات بدون أي تشاور مع الأردن". 
 
وتابع بدارين: "الزيارة لأسباب اجتماعية (حفل الزفاف) لكنها تكسر جمودا دام أربع أو خمس سنوات. وصوله علنا فيه رسالة من الأردن".
 
وشهدت العلاقات بين الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية، خلافا تحت عنوان "من يفاوض الإسرائيليين على الأقصى"، في مؤشر على عدم وجود ثقة أردنية وتخوفات من أن تفاوض السلطة الفلسطينية إسرائيل منفردة.
 
ونشرت صحيفة "عربي21"، تقريرا في وقت سابق، أكدت فيه مصادر خاصة "تخوفات الحكومة الأردنية من تكرار السلطة الفلسطينية لسيناريو مفاوضات أوسلو والمضي منفردة في مفاوضة الإسرائيليين حول الأقصى".
 
اقرأ أيضا: خلاف صامت بين عمّان ورام الله عنوانه "من يفاوض على الأقصى"
 
بدوره، قال رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب المحامي يحيى السعود، لـ"عربي21"، إن زيارة دحلان "جاءت بوساطة إماراتية لزيارة حفل زفاف ابن أخيه الذي يقيم في العاصمة عمّان".
  
ولا يعتقد السعود أن دحلان جاء بمهمة سياسية، مؤكدا أن "الزيارة لن تؤثر على العلاقة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس"، وتابع: "العلاقة بين جلالة الملك وأبي مازن لا تشوبها أي شائبة. هناك تنسيق على أعلى مستوى، وقضية الخلاف حول تركيب الكاميرات ما هي إلا محاولات من البعض للإساءة إلى العلاقة الأردنية الفلسطينية".
 
وكان القيادي الفلسطيني محمد دحلان، أكد في تصريح لموقع "خبرني" المحلي في وقت سابق، أنه ليس من مصلحة الأردن الوقوف إلى جانب محمود عباس، باعتبار الأخير "شخصا مهزوما يدمر منظمة التحرير والعمل الفلسطيني، كما أنه خطر على الأمن القومي الأردني".
 
وأكد دحلان أن علاقته مع الأردن مبنية على الاحترام، "قبل وأثناء وبعد" حمله جواز السفر الأردني، الذي سلّمه للسلطات الأردنية منعا لأي إحراج للسلطات.
 
من جهة أخرى، حذر مصدر في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، فضل عدم ذكر اسمه، السلطات الأردنية من التساوق مع "خط دحلان" الذي "سبب كوارث للقضية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية".
 
وحاولت صحيفة "عربي21"، التواصل مع الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني والمكتب الإعلامي لمحمد دحلان، وحركة فتح، لكنها لم تتلق أي رد منهم.
التعليقات (0)