صحافة دولية

كاتب أسترالي: تصريحات مايك بيرد لا تذكر الاحتلال الإسرائيلي

الغارديان: بيرد يقول بعد زيارته الضفة الغربية إن الوضع "يحطم القلب" - فيسبوك
الغارديان: بيرد يقول بعد زيارته الضفة الغربية إن الوضع "يحطم القلب" - فيسبوك
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافي الأسترالي أنتوني لوينستين، حول زيارة رئيس وزراء نيو ساوث ويلز الأسترالية مايك بيرد إلى فلسطين وإسرائيل، وهي الزيارة الأولى من نوعها لزعيم أسترالي وهو يشغل منصبه، مشيرا إلى أنه بعد زيارته لمخيم عايدة في الضفة الغربية، كتب على "فيسبوك" قائلا إن الوضع "يحطم القلب".  

وأضاف بيرد قائلا: "لا أدري أين تتوقف دوامة عنف استمرت آلاف السنين، لكني أعرف أنه يجب أن يتمكن الأطفال من الحلم والأمل بمستقبل أفضل".

ويشير التقرير إلى أن تركيز بيرد على النواحي الإنسانية في الصراع خفف الجانب السياسي، فلم يذكر الاحتلال الإسرائيلي، الذي دام ما يقارب الخمسين عاما، حيث أثر هذا الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين، لافتا إلى أن "هيومان رايتس ووتش" قالت من فترة قريبة: "تقوم قوات الأمن الإسرائيلية بالاعتداء على الأطفال الفلسطينيين الذين يعتقلون في الضفة الغربية، حيث وصل عدد الأطفال الذين تعتقلهم القوات الإسرائيلية إلى أكثر من الضعف منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015"، بالإضافة إلى أن منظمة "أمنستي إنترناشونال" أصدرت تقريرا هذا الشهر، تطالب فيه إسرائيل بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان من الجيش الإسرائيلي وعنف المستوطنين.

وتذكر الصحيفة أن بيرد ذهب في زيارة خاطفة إلى بيت لحم، وقابل أول رئيسة بلدية فيها، وكتب أن فيرا بابون كانت مدرسة "ومدافعة شرسة عن حقوق مجتمعها، وتسعى إلى حل مشكلات معقدة جدا".

ويقول الكاتب إن "أخبار كل من القناة التاسعة و(سكاي نيوز) غطت زيارة بيرد للضفة الغربية، وذكرت كلمة احتلال بسرعة في أحد التقارير، لكن كليهما بالغ في وصف الرحلة بأنها رحلة إلى منطقة حرب وحشية، وهذا غير صحيح، فأنا أعمل في القدس الشرقية، وأسافر إلى الضفة الغربية بأمان، ودون خوف من وقوع هجوم".

ويضيف لوينستين: "عدا عن الوقت الضئيل الذي قضاه في الضفة الغربية، فإن زيارة بيرد ركزت على تعميق العلاقات الاقتصادية والأمنية مع إسرائيل، وكون الزيارة كانت مرتبة من الغرفة التجارية الأسترالية الإسرائيلية مع مجلس النواب اليهود في نيو ساوث ويلز، فقد قام بيرد بكيل المديح لإسرائيل، وقال لصحيفة (أستراليان جويش نيوز) إن إسرائيل (شعب رهيب.. يقود العالم في نواح كثيرة)، وإنه أراد من هذه الزيارة أن ينقل العلاقات بين إسرائيل ونيو ساوث ويلز (من علاقة حلفاء وأصدقاء إلى علاقة تعاونية كبيرة وشركاء اقتصاديين)".

ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بيرد وقع على اتفاقية مع "البيت سرفيسز" للصناعات الحربية لشراء جهاز محاكاة طيران لمساعدة خدمة الأطباء الطيارين في أستراليا، مشيرا إلى أن هناك حملة عالمية ضد شركة البيت التي تمد الجيش الإسرائيلي، وتشارك في بناء جدار الفصل في الأراضي الفلسطينية. 

وتعلق الصحيفة بأن السياسة المتعلقة بإسرائيل/ فلسطين في أستراليا في حالة تحول، مشيرة إلى أن زيارة بيرد لن تغير هذه الحقيقة، وقد قدمت النائبة عن حزب العمال ميليسا بارك، التي عملت محامية للأمم المتحدة في غزة، عريضة في البرلمان، شددت فيها على ضرورة دعم أستراليا لدعم المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات على إسرائيل، وتم الأمر ذاته من لي ريهانون عن حزب الخضر والمعارضة الكبيرة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ويستدرك الكاتب بأنه مع أن السياسيين والصحافيين من معظم وسائل الإعلام يحصلون على رحلات مجانية من مجموعة الضغط المؤيدة لإسرائيل؛ لقضاء بعض الدقائق في الضفة الغربية، وبالرغم من المعارضة المتزايدة في حزب العمال في نيو ساوث ويلز، إلا أن الشعب الأسترالي أصبح أقل تحملا للاحتلال الإسرائيلي والهجمات المنتظمة على غزة.

وينوه التقرير إلى أن استفتاء لروي مورغان في عام 2011 أظهر أن أكثر الأستراليين يعارضون تمدد المستعمرات في الضفة الغربية، وفي عام 2014 قالت أكثرية إن على أستراليا أن تصوت بـ"نعم" للاعتراف بفلسطين عضوا مستقلا في الأمم المتحدة، مستدركا بأن "هذه التوجهات لم تؤثر كثيرا خلال العقد الماضي في علاقات أستراليا بصانعي السلاح الإسرائيليين، فكانبيرا حريصة على شراء أسلحة مجربة ميدانيا".

ويذهب لوينستين إلى أن "السلطة الفلسطينية، التي يتوقع أن تقود (الدولة) هي نظام ديكتاتوري وفاسد يدعمه الغرب، بما في ذلك أستراليا، فما هو وجه الشجاعة في الدعوة لأن تقوم بحكم الفلسطينيين؟ وتثير فكرة الاعتراف في فلسطين الحيرة، حيث يقول لي كثير من الفلسطينيين إنهم يتوقون للحصول على الاعتراف والدعم الدوليين، لكن بعد سنوات من الإيماءات الفارغة وقرارات الأمم المتحدة يحق لهم أن يكونوا في حالة تشكك، كما أن السياسيين الفلسطينيين لم يواجهوا الانتخابات مرة واحدة منذ عشر سنوات".

ويختم الكاتب تقريره بالقول: "أعلم أن بعض الناشطين في أستراليا فرحوا بزيارة بيرد السريعة للضفة الغربية، كونها مؤشرا على أن السياسيين يبدون بعض الاهتمام بالفلسطينيين في عام 2016، ربما يكون هذا صحيحا، لكن حتى يبدأ الساسة والصحافيون بالحديث بأمانة عن قبضة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، سيبقى الرأي العام يتحول عن الدولة اليهودية".
التعليقات (0)