سياسة عربية

الاحتلال يربط أعياد اليهود بالأقصى تمهيدا لابتلاعه بالكامل

الحاخام المتطرف يهودا غليك يقود حملات تهويد الأقصى- كيوبرس
الحاخام المتطرف يهودا غليك يقود حملات تهويد الأقصى- كيوبرس
مع كل مناسبة أو عيد يهودي، تشتد وتيره اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وهو ما يحقق توثيقا لعلاقتهم التهويدية بالأقصى على مدار أيام السنة، بحسب مختصين بالشأن المقدسي، وبذلك يتقدم الاحتلال الإسرائيلي نحو بسط سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة.

ختان الأطفال


وأكد رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، أن الاحتلال يسخر "المناسبات الدينية اليهودية للتقدم في مخططه الرامي إلى السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، وربطه بالتفاصيل اليومية للحياة اليهودية".

وبين لـ"عربي21"، أن الاحتلال يعمل من خلال الزيارات للأقصى "على توثيق علاقته مع الحاضر، بعدما فشل في إيجاد ما يسعف مخططاته في الماضي (البحث عن الآثار أسفل وفي محيط الأقصى)؛ حيث يزعم أن الأقصى بكامله هو (جبل الهيكل)".

وأضاف: "يحاول الاحتلال أن يوسع طريقة احتفاله بالأعياد الدينية والوطنية داخل الأقصى، هم يقومون أحيانا بممارسة شعائرهم الدينية، وعقد القران بداخله، كما حدث مؤخرا، أو عند أبوابه وعلى أسطح البنيات المحيطة به، إضافة لختان الأطفال بالقرب من الأقصى".

ولفت خاطر إلى أن الاحتلال، ومن خلال أذرعه المختلفة، "يأخذ من الأعياد اليهودية مناسبة لحشد همم اليهود، وتجديد عزيمتهم لبسط سيطرتهم الكاملة على الأقصى"، منوها إلى أن "لدى اليهود أعيادا كثيرة جدا، هناك أكثر من 50 مناسبة دينية ووطنية على مدار العام، بمعدل عيد أو مناسبة أسبوعيا".

وشدد على خطورة الربط بين الأقصى والمناسبات اليهودية، التي "تمتد لمعظم أيام السنة"، موضحا أن كل عام "يشهد تطويرا لأشكال هذه العلاقة، وطريقة الاحتفال بتلك المناسبات، وعملوا هذا العام في "عيد الفصح" الحالي، بالتدريب على تقديم القرابين، وذبحها على أسطح بنايات تطل على الأقصى، وهذا تمهيدا لذبحها بداخله "الفصح" القادم".

سياسات ناعمة


من جانبه، أوضح المحامي المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة، أن الاحتلال "حاول من خلال سياسات ناعمة تغيير الطابع الديمغرافي لمدينة القدس المحتلة والديني للمسجد الأقصى، إضافة لعزل المسلمين عن الأقصى، وبذلك منح الفرصة للمضي قدما في مخططاته التهويدية، الرامية لهدم الأقصى وبناء هيكل مزعوم مكانه".

وعندما علم الاحتلال أن "قضية الأقصى هي قضية مفصلية في حياة الأمة، وهو المحرك الأساس لانتفاضة الجماهير الفلسطينية وثوراتها المختلفة، منذ ثورة البراق عام 1929، وحتى يومنا"، شرع الاحتلال -بحسب زبارقة- في "التفكير بطريقة أخرى، حيث استعمل الجمعيات والجماعات الدينية اليهودية المتطرفة كرأس حربة في حربه على المسجد الأقصى، عبر خطط ممنهجة ترعاها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة".

وبناء على ما سبق، أكد المختص في قضايا القدس، لـ"عربي21"، أن الاحتلال ومن أجل تحقيق مبتغاه "يستعمل الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية المختلفة، خاصة "عيد الفصح" و"عيد العرش"، لفرض وجود تهويدي ديني على المسجد الأقصى".

وأضاف: "بذلك انتقلت المسألة من زيارة سياحية بريئة للأقصى إلى زيارة دينية، ثم إلى حق ديني، بكل ما تحمل هذه الكملة من صلوات وحركات تلمودية وغيرها، وهو ما يحقق لهم تغيير طابع الأقصى، من مكان مقدس إسلامي حصري، إلى مكان مقدس ديني يهودي".

وبين زبارقة أن الاحتلال "يعمل على إحداث تغيير في الذهنية العالمية، بأن الأقصى هو (جبل الهيكل)، بمعنى أنه مكان مقدس لليهود، ولذلك يكثر الاعتداء على الأقصى من طرف الجمعيات اليهودية في المناسبات والأعياد الدينية الخاصة بهم".

منسوب اهتمام


وحول رؤيته للموقف العربي حيال ما يجري، أكد أنه "موقف هزيل جدا، لا يرقى لمستوى الاعتداء المتكرر على الأقصى"، مشيرا إلى أن "قناعات بدأت تتكون لدى الشارع الفلسطيني، بأن الموقف الرسمي العربي يتساوق مع المشروع الصهيوني بما يخص المسجد الأقصى".

وقال: "ما بقى الآن من تحرك هو التحرك الجماهيري لإحياء هذه القضية في قلوب الأمة"، مؤكدا أن ما قام به الاحتلال من اعتداءات وإجراءات بحق المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة، "ساهم بشكل كبير في تعميق إحياء هذه القضية في قلوب الملايين".

ورأي زبارقة أن قضية الأقصى والقدس "عندما شهدت ارتفاعا في منسوب اهتمام الرأي العام الإسلامي، بدأنا نلحظ تراجعا في الخطاب الصهيوني تجاه الأقصى، وأصبحنا نسمع مفردات من قبيل تهدئة الأوضاع"، لافتا إلى أن الاحتلال "لا يريد أن تصبح قضية الأقصى هي القضية الشخصية الأولى في سلم أولويات الأمتين الإسلامية والعربية، والتي حينها يصبح تحرير الأقصى مسألة وقت".

ويأتي تكثيف اقتحام المستوطنين للأقصى تلبية لدعوات أطلقتها ما تسمى "منظمات الهيكل"، بمناسبة "عيد الفصح" اليهودي، حيث قرر الاحتلال، منتصف الليلة الماضية، فرض طوق أمني على الضفة الغربية وقطاع غزة، عشية حلول آخر أيام "الفصح".
التعليقات (0)