ملفات وتقارير

بعد فشل الانقلاب في تركيا.. هل تعلمت المعارضة المصرية الدرس؟

السيسي - أردوغان
السيسي - أردوغان
اعتبر معارضون مصريون أن إفشال الانقلاب في تركيا يجب أن تكون درسا لمؤيدي الشرعية في مصر.

واستطلعت "عربي21" آراء عدد من المصريين المعارضين للانقلاب العسكري والمقيمين في تركيا، وطرحت عليهم أسئلة من قبيل: ماذا لو نجح ذلك الانقلاب؟  ماذا ستفعل المعارضة المصرية بعد فشل الانقلاب في تركيا؟ وهل نحن أمام مقدمة لسقوط انقلاب عبد الفتاح السيسي؟

كنا سنقاوم

ويقول المعارض المصري باسم خفاجي: "لو نجح الانقلاب في تركيا لقاومناه كما نقاوم انقلاب مصر، وكما نطالب بالحرية لسوريا واليمن وغيرهما. المبادئ عاصمة. هذه كانت أول كلمة قلتها في بداية أزمة ذلك الانقلاب على الحرية في تركيا. وكنت سأعلن موقفي، وكنت سأتحمل تبعة ذلك".

وفي حديثه لـ"عربي21"، يقول المعارض المقيم في إسطنبول: "بعد فشل الانقلاب لا بد من إعادة قراءة المشهد من جديد، وفهم طبيعة ما حدث، وكيف حدث؟ ولماذا حدث؟ وما الذي يجب عمله لمنع تكرار هذا الأمر؟ وما الذي كان يجب عمله كي لا يحدث ابتداء؟".

ويضيف خفاجي: "أما ما يتعلق بانقلاب السيسي، فهذا خيار الشعب المصري وقياداته وثورته. هناك دروس إيجابية متعددة من فشل انقلاب تركيا. يجب التفكير فيها. والأمل متجدد ويزداد وضوحا".

معارضة فاشلة

أما محمد الزواوي، الباحث السياسي المتخصص في الشأن التركي، فيقول إن "فشل محاولة الانقلاب بالفعل تعطي زخما للقوى الثورية المصرية، ولكن بشروط من وجهة نظري".

ويرى الزواوي، المحاضر بإحدى الجامعات التركية، في حديثه لـ"عربي21"؛ أن "المعارضة المصرية فاشلة بكل أطيافها وغير فاعلة وغير مؤثرة، ولا تملك أدوات بالداخل، وتعيش على هامش الأحداث"، بحسب قوله.

وطالب الزواوي؛ القوى الثورية باتخاذ خطوات مشتركة لمقاومة الانقلاب، انطلاقا من التجربة "الثرية" التي تبلورت في تركيا، والتي يرى أنها نجحت بتلاحم القوى الوطنية والمعارضة والشرطة مع الحكومة لمنع الانقلاب.

السيسي يلعب منفردا

وأضاف الزواوي: "بالشكل الحالي فإن الانقلاب (في مصر) ليس له منافس بالأساس، ويلعب على الساحة المصرية منفردا، ومن الطبيعي أن يكون خيار الشعب هو الاستقرار حتى لو في ظل انقلاب فاشل بدلا من مجهول يمكن أن يجعل البلد أسوأ"، حسب قوله.

ويؤكد الزواوي "أن الشعب المصري بعد فشل الانقلاب في تركيا، سوف يعقد المقارنة ما بين صورتين، الأولى لانقلاب ناجح ولكنه فشل في إدارة الدولة المصرية وليس له بديل على الأرض، والثانية لانقلاب فاشل في تركيا وحكومة ناجحة ومعارضة جيدة ومناخ ديموقراطي".

ولذلك يرى الزواوي أن "المشكلة تكمن في تلك المعارضة غير القادرة على طرح نفسها على الشارع المصري، ولم تتمكن من تروج أية سيناريوهات بديلة عن الانقلاب حتى بعدم وجود الإخوان في المشهد مثلا".

الشعب الواعي المتعلم

ويقول الإعلامي المصري ماجد عبد الله، المقيم في إسطنبول: "ماذا كنت أفعل لو نحج الانقلاب في تركيا؟ لا أعلم ولكن أرض واسعه.. كنت سأحمل همي وقضيتي لأي أرض أستطيع أن أكمل بها الدفاع عن قضيتي".

ويضيف في حديثه لـ"عربي21": "ما حدث في تركيا هو صفعة على وجه الانقلاب في مصر وكل دولة دعمت الانقلاب، ولكن الأتراك ليسو مثل المصريين.. هذه حقيقه وليست مزحة، فالذي أسقط الانقلاب في ساعات الليل الخمس هو الشعب الواعي المتعلم"، بحسب وصفه.

انكسار العلمانية

وترى الإعلامية الشابة صفية سري؛ أن تركيا ظلت على مدار قرن مضى ومنذ عهد أتاتورك تعيش حالة علمنة الدولة والحرب على الدين واللغة العربية.

وأضافت الإعلامية المصرية المعارضة، في حديثها لـ"عربي21"؛ أن "ليلة الانقلاب الفاشل شهدت انكسار تلك العلمانية بعدما انتفضت المساجد، وجمعت أطياف الشعب التركي من العلمانيين والأكراد والملالي والجمهوريين والصوفيين إلى الإسلاميين، وهتافهم واحد (يا الله، بِسْم الله، الله أكبر)".

وتقول المذيعة في قناة "وطن" المعارضة، التي تبث من تركيا: "محاولة الانقلاب الفاشلة أكدت أن أية محاولة لطمس الدين والهوية التركية الحقيقية لن تُجدي، وأن الإيمان بالوطن هو المحرك الأول للشعوب التي تستحق العيش بكرامة".

وتؤكد أنه لو نجح ذلك الانقلاب فإنها كانت ستغادر تركيا على الفور، مضيفة: "كنت محضرة ورقي وشنطة صغيرة لو نجح الانقلاب لأَنِّي لا أطيق أتنفس هواء العبودية أو العيش وسط العبيد".

خيبة أمل صفية

وتضيف أنها فقدت الثقة في المعارضة المصرية وقدرتها على فعل أوتقديم شيء. وقالت: "الخيبة في من حولي (المعارضة المصرية) أصبحت تأسرني".

وبخصوص انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر، فترى صفية أننا أمام سيناريوهين، الأول: أن يسعى الغرب والمجتمع الدولي لاستبدال السيسي بآخر مصنوع على أعينهم، والثاني: أن يزيد قائد الانقلاب من بطشه، وبالتالي يعجل بنهايته خاصة بعد النموذج المذهل للشعب التركي، بحسب قولها.

السيناريو الأسود

ويقول المعارض المصري محمد صلاح، حول احتمالية نجاح انقلاب تركيا: "لا أحد يحب أن يتخيل هذا السيناريو الأسود، الذي يمثل لي على المستوى الشخصي الدخول نوبة من اهتزاز الأمل".

وقال لـ"عربي21": أما المستوى المحلي هنا فى تركيا، والإقليمي والدولي، فكان سيشهد انتكاسة غير مسبوقة للتجارب الديموقراطية، والاقتصادات الوطنية، وتُسد آخر مُتنفس للمستضعفين، وينحدر العالم مزيد من الدرجات في بئر الإرهاب والعسكرة".

ويضيف الكاتب والروائي المقيم في تركيا: "لا يعرف بشاعة أجواء الانقلابات منذ لحظة إعلانها وما يتبعها من سحق لكل شيء، إلا من عاشها، وأعتقد أن كل من عاش هذه اللحظات العصيبة وفوجئ بمعجزة من السماء تُحبطها، فلا بد أن يجد نفسه وقد أصبح أكثر تعظيما لقيمة الحرية والديموقراطية، وأكثر حرصا على نبذ الانقسام وتثمين الوحدة التى كانت كلمة السر فى سرعة نجاح الشعب التركي في دحر هذا الانقلاب".

ويتابع صلاح: "أعتقد أن ما حدث مقدمة لسقوط السيسي، وهذا ما يتردد بقوة الآن، باعتبار أن التجربة التركية بالذات تظل مصدر إلهام لقطاع عريض من العرب والمصريين، لكن يبقى أن من سارع بدحر الانقلاب العسكري في تركيا هو الشعب التركي، فمن أراد من الشعوب أن يحقق مثل إنجازهم فعليه أن يحذو حذوهم، ويقتدي بوحدتهم، ويتحلى بسلوكهم".

دبابات إسطنبول وانقلاب السيسي

أما خالد الشريف، أحد قيادات حزب البناء والتنمية في مصر، يقول "بلا شك وضعنا أيدينا على قلوبنا، كما أن محاولة الانقلاب ومشاهد الدبابات في شوارع اسطنبول ذكرتنا بانقلاب السيسي".

أضاف المعارض المقيم في إسطنبول، في حديثه لـ"عربي21: "لو نجح الانقلاب في تركيا قطعا كنا سنفكر، كمعارضة مصرية، في مكان بديل، لأننا ما جئنا تركيا إلا لوجود الحرية، وهي ما تركنا وطننا مصر من أجلها".

ويتابع الشريف: "الانقلاب الفاشل في تركيا علّمنا أن الشعوب هي التي تحمي الحرية والديمقراطية بإرادتها، كما أن انتصار إرادة الشعب التركي سيكون له  تأثير إيجابي على المنطقة وأولها مصر، ورسالة الشعب التركي وصلت المصريين الذين يمكنهم كسر الانقلاب".

ويختم الشريف قائلا: "وجب على المعارضة المصرية الاصطفاف وإنكار الذات، كما حدث في تركيا لإزالة الكابوس المدمر للحريات وهو الانقلاب".
التعليقات (2)
كوميديا مصرية سوداء
الإثنين، 18-07-2016 12:19 ص
من سوف يتعلم الدرس ؟ البرادعي أم أبو الفتوح أم صباحي أم قطعان حزب الزور !!!! وهل هؤلاء أحزاب أصلا ؟ وهل يفهم هؤلاء ماذا يعني رئيس منتخب ؟ مجموعة من السفلة المرتزقة المستعدة أن تتحالف مع العسكر والامن والشياطين من اجل ان تتخوزق على الكرسي ! بلا ديمقراطية بلا هباب يا رجالة
مصري
الأحد، 17-07-2016 11:37 م
مع أن المحلللين قد أستفاضوا في شرح ملابسات الإنقلاب الفاشل وأسباب فشلة إلا أنة من المستبعد أن تستوعبة فصائل وشراذم المعارضة المصرية وبالتالي لن تتعلم شئ ، لأنها ماركة مصرية مسجلة .