سياسة عربية

هل ستطال القاذفات الروسية مواقع تنظيم الدولة في العراق؟

القاذفات الاستراتيجية الروسية "تو-22 إم 3" في مطار همدان الإيراني- تويتر
القاذفات الاستراتيجية الروسية "تو-22 إم 3" في مطار همدان الإيراني- تويتر
أثار انتقال قاذفات "تو-22 إم 3" و"سو-34" الروسية إلى مطار همدان الإيراني، تساؤلات بشأن إمكانية أن تستخدم روسيا تلك الطائرات باستهداف مواقع تنظيم الدولة في العراق.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن الخبير الروسي في الشؤون العسكرية قسطنطين سيفكوف، قوله إن "استخدام قاعدة همدان الجوية الإيرانية يزيد من فعالية الغارات الروسية على مواقع الإرهابيين في سوريا بثلاثة أضعاف".

وأوضح أن القاذفات الاستراتيجية "تو-22 إم 3" كانت سابقا، لدى قيامها بمهمات قتالية في سوريا، تقلع من مطار موزدوك في جنوب روسيا، ما يعني أنه كان عليها قطع مسافة قرابة ثلاثة آلاف كيلومتر، وهو أمر يحد بقدر كبير من قدرتها على حمل الأسلحة، التي لا يتجاوز وزنها في هذه الحال الثمانية أطنان.

ولفت الخبير الذي يشغل منصب نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية في موسكو إلى أنه "بعد انتقال هذه القاذفات إلى القاعدة الجوية الإيرانية، فإن عليها قطع مسافة لا تتجاوز الـ700 كيلومتر للوصول إلى أهدافها في سوريا، ما يسمح لها بحمل قرابة الـ22 طنا من الأسلحة".

وتابع بأن استخدام القاعدة الإيرانية يزيد أيضا من فاعلية استخدام القاذفات الروسية الأخرى "سو-34" التي لم يكن بإمكانها الوصول إلى الأراضي السورية إلا بعد عملية التزود بالوقود في الجو، أما الآن فأصبحت هذه القاذفات الحديثة قادرة على ضرب الإرهابيين في أي بقعة من الأراضي السورية، وصولا إلى مواقع تنظيم الدولة في العراق.

من جانبه، قال السيناتور الروسي فيكتور أوزيروف، إن "استخدام القاعدة الجوية الإيرانية يقلص بقدر كبير من المخاطر المحدقة بالطائرات الروسية في حال حصول الإرهابيين على أسلحة متطورة مضادة للجو".

وأضاف أوزيروف الذي يرأس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ (الاتحاد) للبرلمان الروسي، أن استخدام القاعدة الإيرانية، بالإضافة إلى قاعدة حميميم في سوريا، سيزيد من عدد الخيارات المتاحة لروسيا لدى توجيه الضربات.

وأشار إلى أن نشر القاذفات الروسية في القاعدة الإيرانية يدل على عمق التعاون الروسي-الإيراني. كما أنه لم يستبعد عقد اتفاقية حول نشر مجموعة من القوات الروسية في همدان، على غرار الاتفاقية التي عقدتها موسكو مع دمشق بشأن استخدام قاعدة حميميم.

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، إن بلاده فتحت أجواءها أمام الروس "بشروط"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن الشروط، وآلية عملية فتح الأجواء، وموعدها.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده العبادي في مبنى مجلس الوزراء ببغداد، عقب الاجتماع الأسبوعي الدوري لمجلس الوزراء بحضور الوزراء الجدد: "لم نتسلم طلبا رسميا من روسيا بمرور أنواع من الصواريخ الروسية عبر أجوائنا".

وفي وقت سابق نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن دبلوماسي روسي قوله: "وجهنا طلبا إلى العراق وإيران لاستخدام مجاليهما الجويين لتحليق الصواريخ المجنحة".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق الثلاثاء، أن طائرات تابعة لها قصفت أهدافا في مدن سورية، عقب إقلاعها من قاعدة همدان الجوية في إيران، للمرة الأولى.



التعليقات (0)