سياسة عربية

الجزائر تسد طريق تنظيم الدولة إلى شمال أفريقيا

أرسل الجيش الجزائري تعدادا فاق 5 آلاف عسكري إلى الحدود الشرقية مع ليبيا- أرشيفية
أرسل الجيش الجزائري تعدادا فاق 5 آلاف عسكري إلى الحدود الشرقية مع ليبيا- أرشيفية
قال تقرير أمريكي، الجمعة، إن "الجزائر باتت تشكل حاجزا أمام تمدد خطر تنظيم الدولة بمناطق شمال أفريقيا، بفضل الموقف الحازم للجيش الجزائري وقوة حكومته المركزية".

وأورد التقرير الذي نشرته الصحيفة الإلكترونية "سيفر بريف" المختصة بالشؤون الأمنية بواشنطن، أن الجزائر "تمكنت من تحييد خطر تنظيم داعش، الذي لم ينجح يوما في وضع قدميه بهذا البلد".

 وأرسل الجيش الجزائري تعدادا فاق 5 آلاف عسكري إلى الحدود الشرقية مع ليبيا، مطلع العام الجاري، وضاعف تعداده، قبل أسابيع قليلة، بعد الضربات الموجعة التي تلقاها عناصر تنظيم الدولة بسيرت الليبية، في ظل توقعات بمحاولة مقاتليه الفرار نحو الجزائر.

وقام اللواء قايد صالح، قائد أركان الجيش الجزائري، بجولات تفقدية متتابعة إلى الوحدات العسكرية المتركزة على الحدود مع ليبيا، وأسدى تعليمات صارمة بضرورة الحفاظ على الجاهزية القتالية واليقظة لمواجهة أي طارئ على الحدود.

ويعتقد الخبير بالشؤون الأمنية الجزائري، أشرف ربيع، أنه "رغم أن الجيش الجزائري حقق انتصارات لافتة بمحاربته الإرهاب فإنه من غير المخول لقادته إعلان الانتصار، بالنظر إلى التهديد الآتي عبر الحدود".

 وتابع في تصريح لصحيفة "عربي21"، الجمعة، أن "التهديد الإرهابي لا يمكن توقعه لا في المكان ولا في الزمان، خاصة مع ظهور الإرهاب الافتراضي على شبكة الإنترنيت".

 وقالت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، في تقرير نشرته يوم 20 تموز/ يوليو، إن "الجزائر مهددة من طرف تنظيم داعش الذي لن يجد مقاتلوه وجهة فرار غير هذا البلد، بالإضافة إلى النيجر".

 غير أن تقرير "سيفر بريف" هون من مخاوف سقوط جزء من التراب الجزائري بقبضة تنظيم الدولة، وأورد "أن الهزيمة الأكيدة للتنظيم الإرهابي بسيرت الليبية تثير كثيرا من التساؤلات حول البلدان التي يمكن لعناصر هذا التنظيم الإرهابي أن يلجؤوا إليها"، واستبعد أن تكون وجهته الجزائر، موضحا أن "داعش لم ينجح يوما في وضع قدميه بالجزائر بسبب الموقف الحازم للجيش الجزائري ضد الخلايا الجهادية" و"قوة حكومتها المركزية".

واستعانت الصحيفة الإلكترونية بتصريح لسفير الجزائر بواشنطن مجيد بوقرة، قال فيه إنه "لا وجود لتنظيم الدولة في الجزائر"، مشيرا إلى "أننا أفشلنا جميع محاولاتهم حيث تم تجنيد قواتنا الأمنية خلال السنوات الثلاث الأخيرة من أجل تأمين الحدود الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع بلدان الساحل".  

وقضى الجيش الجزائري على أغلب مقاتلي "جند الخلافة" الموالي لتنظيم الدولة بالداخل، في العمليات التي شنتها وحداته شهر أيار/ مايو من العام الماضي، بمنطقة بوكرام في محافظة البويرة، وعرف التنظيم مصرع الأمير بشير خرزة، الذي استخلف عبد المالك فوري على رأس تنظيم "جند الخلافة".

وكان مركز "كارنيغي لأبحاث الشرق الأوسط" أورد في تقرير أمني له، أواخر حزيران/ يونيو الماضي، أن "تنظيم الدولة حاول وضع قدم في الجزائر لما بثت جماعة جند الخلافة شريط فيديو يظهر عملية قتل الرهينة الفرنسي متسلق الجبال، هيرفيه غورديل، وهو أول ضحية يقتله "داعش" بالجزائر، حيث تم نحره".

 وتراجع تنسيق الجزائر مع دول الجوار بمسائل مكافحة الإرهاب، سوى ما تعلق بالتعاون الأمني مع الجارة الشرقية تونس، بالتوازي مع تراجع "حلف الساحل" المتشكل من كل من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، الذي أسس العام 2011.

وقال العقيد المتقاعد، رمضان حملات، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الجمعة: "يتعين على الجزائر ألا تراهن على الآخرين، وأن تعتمد على إمكانياتها بمواجهة تهديدات تنظيم داعش".

وأضاف حملات: "باستثناء تونس، لا يمكن الاعتماد على دول الجوار التي لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها بمحاربة الإرهاب، بسبب افتقارها للإمكانيات العسكرية اللازمة لمواجهة المسلحين وعصابات الجريمة المسلحة".
التعليقات (1)
رقادبلخير
السبت، 03-09-2016 03:55 م
تحيالجزير