ملفات وتقارير

ما خيارات تركيا أمام انتهاكات "الحشد" المتوقعة في الموصل؟

مراقبون استبعدوا دخول تركيا عسكريا في العراق دون التنسيق مع التحالف الدولي- أرشيفية
مراقبون استبعدوا دخول تركيا عسكريا في العراق دون التنسيق مع التحالف الدولي- أرشيفية
أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي توعد فيها مليشيات الحشد الشعبي في حال ارتكابها أي انتهاكات في مدينة تلعفر غربي الموصل، تساؤلات عدة حول الخيارات التي تمتلكها تركيا للرد على تلك الانتهاكات.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر السبت، المليشيات الشيعية التي أعلنت أنها شنت هجوما على تلعفر، من مغبة مهاجمة التركمان في المنطقة، قائلا: "إذا قام الحشد الشعبي بزرع الرعب هناك، سيكون ردنا مختلفا".

ويشكل قضاء تلعفر غربي مدينة الموصل بسكانه ذي الأغلبية التركمانية أهمية إستراتيجية للعمق التركي في العراق، وذلك ما عبرت عنه تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان، حسبما ذكر مراقبون.

وفي تواصل لـ"عربي21" مع عدد من المختصين في الشأن التركي لمعرفة خيارات تركيا في الرد على الانتهاكات المتوقعة للحشد الشعبي بحق المدنيين في مدينة تلعفر، لم يستبعدوا الرد العسكري التركي بالتنسيق مع التحالف الدولي.

وقال الدكتور محمد العادل، مدير المعهد التركي العربي للدراسات في حديث لـ"عربي21"، إن "تركيا لن تزج بنفسها في عمليات عسكرية بشكل انفرادي في العراق بعيدا عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية".

وأعرب العادل عن اعتقاده بأن تركيا ستكتفي بالضغط على التحالف الدولي إقليميا ودوليا، لافتا إلى أنه لا يمكن لها أن تدخل في مواجهات عسكرية في أي مدينة بالطرف العراقي، لأن الوضع في العراق مغاير لما هو في سوريا. 

وكانت تركيا أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 آب/ أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات".

"صِدام تركي- إيراني"

وعن عملية عسكرية تركية في العراق لردع انتهاكات الحشد، قال الدكتور العادل إن "هناك مخاطر كبيرة لحرب إقليمية في العراق خاصة في حال أقدمت تركيا على أي عملية عسكرية، لأنها ستكون في صِدام مع إيران المتواجدة عسكريا في العراق".

وأضاف الباحث التركي في حديثه لـ"عربي21" أن "تركيا أيضا على خلاف كبير مع واشنطن في ملفي سوريا والعراق، ولا يجوز أن نحمل تركيا فوق طاقتها، وأنها تحاول الحفاظ على أمن حدودها، ولا أتوقع أن تقدم على عملية عسكرية بالعراق".

من جهته اتفق الكاتب والسياسي الدكتور سعيد الحاج مع ما ذهب إليه العادل في عدم إقدام تركيا على التدخل عسكريا في العراق دون التنسيق مع التحالف الدولي، على الرغم من جميع المحددات التي وضعتها تركيا لتدخلها في حال انتهكت تلك المحددات.

وقال الحاج في حديث لـ"عربي21"، إن "الإرهاب وحزب العمال الكردستاني والتغيير العرقي والديموغرافي وموجات النازحين في العراق، كلها محددات تستدعي تركيا للتدخل بالعراق في حال أنتهتك واحدة منها".

وأشار إلى أن "إصرار تركيا على المشاركة في معركة الموصل يعني أنه سيكون لها رأي في كل شيء، ديموغرافية الموصل والتكوين المذهبي والعرقي في المدينة، وهذا ما تعارضه بغداد في كل مناسبة".

وكانت مليشيات الحشد الشعبي في العراق، أعلنت السبت، انطلاق عملياتها العسكرية باتجاه المحور الغربي لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى لـ"تحرير مساحات شاسعة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة".

وتحذر جهات حقوقية من ارتكاب مليشيات "الحشد الشعبي" "انتهاكات" ضد أهالي الموصل؛ حيث سبق أن واجهت الأخيرة اتهامات بارتكاب "انتهاكات" ضد أهالي مدن سنية أثناء استعادتها من تنظيم الدولة، وهي الاتهامات التي يرفضها الحشد.
التعليقات (0)