ملفات وتقارير

مؤتمر فتح السابع.. فرص النجاة وتحديات التفكك

مؤتمر فتح
مؤتمر فتح
مع إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، رئيس حركة فتح، محمود عباس، عن موعد انطلاق مؤتمر فتح السابع نهاية الشهر الجاري، تطفو إلى الواجهة مجددا الخلافات العميقة وحالة التشرذم التي تعصف بأكبر حركة فلسطينية، وتثار تساؤلات كثيرة حول مخرجات المؤتمر المرتقب، ومدى نجاحه في إخراج الحركة من وضعها المأزوم، خاصة في ضوء الخلافات الحادة بين أقطاب في الحركة، والتجاذبات الحاصلة بين التيارات الداخلية، خاصة تيار القيادي المفصول محمد دحلان .
 
الكثير من الشقاق

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، في حديث لـ"عربي21"، قال: "لا اعتقد أن هذه المؤتمر سيصحح الأوضاع في حركة فتح؛ لأن القيادة التي تدعو لمثل هذا الاجتماع لا تتخذ مواقف حيادية تجميعية، وإنما مواقف تفريق بين أبناء الحركة الواحدة.

وأضاف: "لا أرى أن هناك من يستطيع أن يشارك بفعالية في إدارة شؤون الحركة.. أبو مازن بين الحين والآخر يطرد بعض الأعضاء من الحركة، وهذا يؤدي إلى الكثير من الشقاق".

وأردف: "عباس يعمل على تفكيك الحركة، والظروف التي يعقد فيها المؤتمر الحالي هي الظروف ذاتها التي عقد فيها هذا المؤتمر السابق، الذي لم يستطع توحيد الحركة في ظل ظروف مشابهة.. وتساءل: "هل الحركة ستتوحد الآن؟.. أعتقد لا".
 
وأشار قاسم إلى أن القيادات داخل فتح كثيرة ومتنافسة، ومراكز القوى في الحركة كثيرة، والتنافس الإسقاطي سيبقى مستمرا على حساب وحدة فتح .
 
إعادة هيكلة

وأضاف: "اذا أردنا أن نحل مشكلة الحركة، فلا مفر من إعادة هيكلتها على أسس إدارية حديثة، وبطريقة مؤسسية، باعتبار أن وضعها الآن لا يؤهلها إلى العمل الجماعي والتعاون المتبادل بين قياداتها والمكونات الفلسطينية الأخرى".
 
وعن تفاصيل ما سيجري في المؤتمر، توقع قاسم أن يحصل ملاسنة كبيرة؛ بسبب انقسام القيادات بين عباس ودحلان.. مشيرا إلى أن الأخير له مؤيدون، ومعه الكثير من الأموال، ويستطيع أن يشتري الذمم، مذكرا: "شراء الذمم تقليد فلسطيني متبع منذ عشرات السنوات، وهذا شيء مؤسف، والكل يشتري الذمم، ليس دحلان فقط" .

وأكد قاسم "أن الوضع الفتحاوي مأزوم للغاية، والسلطة وحركة فتح لا تواجهان الناس في حقيقة الأمور، ولا أحد يعلم ما الذي يريده عباس وكيف يدير دفة الأمور".
 
من جهته، توقع المحلل السياسي الدكتور فايز أبو شماله مزيدا من التمزق والانقسامات داخل حركة فتح، متوقعا حدوث بعض المناوشات الميدانية على الأرض؛ لمحاولة منع انعقاده.. مستدركا: "لكن إذا تم التئام المؤتمر، فسيخرج بجملة من القرارات والبرامج، بعيدة عن الوحدة الوطنية وعن العمل المشترك، وسيعزز مزيدا من التفرد بالقرار ومزيدا من الأزلام والشخصيات داخل حركة فتح، والمردود النهائي سلبي على القضية الفلسطينية".
 
يذكر أن المؤتمر السادس لحركة فتح الذي عقد في رام الله في آب/ أغسطس عام 2009 واجه صعوبات كبيرة قبيل انعقاده، وفشلت لجنته التحضرية التي عقد اجتماعاتها لأسبوع كامل في عمان في تحديد موعد ومكان الانعقاد؛ بسبب الخلافات الحادة بين قيادات حركة فتح، وتم حينها الاتفاق على عقده في رام الله في ظل معارضة كبيرة؛ كون رام الله خاضعة تحت الاحتلال، لكنه عقد بالفعل، ولم يستطع إخراج الحالة الفتحاوية من أزمتها، التي أصبحت بمرور الوقت متفاقمة، وباتت معالمها واضحة، والانقسام الفتحاوي الداخلي كبيرا. 
 
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن أن اللجنة المركزية لحركة "فتح" قررت عقد المؤتمر السابع للحركة يوم الثلاثاء، التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري، في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وسط شكوك في جدوى انعقاده، في ظل تفرد عباس بالقرار وحالة الإقصاء والتصنيف التي يمارسها ضد أعضاء فتح، الأمر الذي دفع الكثير من المحللين والمتابعين إلى الحكم على المؤتمر السابع بالفشل قبل انعقاده.

 
التعليقات (0)