ملفات وتقارير

الحشد الشعبي يسعى للسيطرة على قاعدة جوية قرب الموصل

 العفو الدولية: الفصائل الشيعية ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة- أرشيفية
العفو الدولية: الفصائل الشيعية ارتكبت جرائم حرب ضد المدنيين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة- أرشيفية
قال مسؤولون في ائتلاف الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، الذي يتقدم باتجاه بلدة تلعفر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، إنهم يخططون لاستعادة قاعدة جوية قريبة من التنظيم، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها مثل هذه الجماعات قاعدة من هذا النوع.

وينتشر مقاتلو الحشد الشعبي في المنطقة الجرداء غربي مدينة الموصل، في إطار حملة عسكرية أوسع لاستعادة أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم، سواء في العراق أو سوريا.

وتقع بلدة تلعفر وقاعدتها العسكرية على الطريق السريع غربي الموصل، وستتيح السيطرة عليهما قطع خطوط الإمداد للدولة الإسلامية بين الموصل والأراضي الخاضعة لها في سوريا، كما يوفر قاعدة لخطة الحشد الشعبي المعلنة في نقل المعركة ضد تنظيم الدولة في النهاية إلى سوريا.

لكن تقدم القوات ذات الغالبية الشيعية باتجاه تلعفر، التي كان يسكنها مزيج من التركمان السنة والشيعة قبل أن يحتلها تنظيم الدولة عام 2014، أثار المخاوف من صراع طائفي، وأقلق تركيا المجاورة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعزز قواتها عند الحدود مع العراق، وسترد في حال تسببت الفصائل الشيعية في إثارة "الذعر" في تلعفر.

ويعد احتمال سيطرة الحشد الشعبي على قاعدة جوية مؤشرا على النفوذ المتنامي لتلك القوات، التي تتلقى أوامرها من حكومة حيدر العبادي، لكنها مدعومة أيضا من طهران، وغالبا ما ترفع لافتات عليها صور الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وقال كريم عليوي، القيادي في منظمة بدر، أقوى فصائل الحشد الشعبي: "الآن نبعد تقريبا 25 كم عن قاعدة تلعفر الجوية."

وأضاف لرويترز: "قاعدة تلعفر تمثل لنا أهمية استراتيجية بالنظر إلى وقوعها على الحدود السورية العراقية؛ ولذلك ستكون مقرا عاما لقوات الحشد بكل فصائله، وستكون نقطة انطلاق لهذه القوات لحماية الحدود السورية العراقية."

وأشار عليوي إلى أن قاعدة تلعفر الجوية ستكون الأولى التي يسيطر عليها الحشد الشعبي، الذي سينقل قتاله إلى الجهة الأخرى من الجبهة ما إن تتحرر الموصل.

وقال: "إذا تحرر العراق، بلا شك سيكون هدفنا الثاني مطاردة داعش داخل سوريا."

من جهته، ألمح جعفر الحسيني، المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله، وهي مجموعة ثانية منضوية تحت راية الحشد الشعبي، إلى أن القاعدة قد تسلم إلى قوات الأمن العراقية. وقال "إنها (القاعدة) أحد الأهداف الأساسية لنا. مسألة أن نتواجد فيه قد تقرر لاحقا، ونحن لدينا بدائل كثيرة."

إعادة تشكيل العراق


وبعد عامين على اجتياح التنظيم المتشدد شمال العراق، بات لدى الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة لاستعادة الموصل القدرة على تغيير شكل البلاد، وسط توسيع الأكراد من الشمال الشرقي والقوات الشيعية من الجنوب نفوذهما.

ويسعى العبادي إلى تهدئة المخاوف حيال اشتعال التوتر الطائفي جراء عملية استعادة تلعفر أو تفاقم المشكلات مع تركيا، مشيرا إلى أن القوة المهاجمة ستعكس التركيبة العرقية والدينية للبلدة.

وقال الحسيني إنه لم يُتفق نهائيا على توجه الحشد الشعبي إلى تلعفر، لكن هناك لواءين من التركمان السنة والشيعة جاءا من هذه البلدة قد يشاركان في العملية العسكرية؛ "لتجاوز أي حساسية ترافق تحرير تلعفر."

وأضاف: "يمكن أن ينفذوا هذه العملية باعتبارهم جزءا من الحشد الشعبي"، مشيرا إلى أن "اللواءين قد يشتركان مع القوات الأمنية في دخول تلعفر."

وقال زهير الجبوري، الناطق باسم قوات حرس نينوى، إن الحكومة "يجب أن تكون واعية لحساسية تلعفر."

واعتبر أنه في حال دخلت قوات الحشد الشعبي إلى البلدة، فستحصل "فظائع انتقامية ضد السكان السنة الذين ينظر إليهم من قبل المليشيات الشيعية -ومن ضمنها مجاميع الحشد الشيعي التركماني- على أنهم موالون لداعش"، ما سيعطي مبررا لتركيا للتدخل نيابة عن التركمان السنة.

وأوضح الجبوري لرويترز: "هذا من شأنه تحويل نينوى إلى ساحة للصراع بين القوى الإقليمية، ويدفع بالعراق إلى نفق مظلم."

وقالت منظمة العفو الدولية إن الفصائل الشيعية المسلحة ارتكبت في حملاتها العسكرية السابقة انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بينها جرائم حرب ضد المدنيين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة.

وقالت الأمم المتحدة في تموز/ يوليو إنها أعدت لائحة تضم أكثر من 640 سنيا ما بين رجال وصبيه اختطفتهم الفصائل الشيعية المسلحة في الفلوجة، بالإضافة إلى خمسين آخرين أعدموا أو عذبوا حتى الموت.

وقالت الحكومة العراقية والحشد الشعبي إن الانتهاكات محدودة، ويتم التحقيق فيها، لكنهما نفيا ارتكاب انتهاكات على نطاق واسع.

وقال الجبوري والنائب السني عن مدينة الموصل، عبد الرحمن اللويزي، إن العبادي أبلغ زعماء العشائر في تلعفر، في اجتماع يوم الخميس الماضي، أنه لن يُسمح إلا لأفراد الحشد الشعبي التركمان بدخول البلدة.

وفي سياق متصل، قال عليوي، القائد في منظمة بدر، إن قوات الحشد الشعبي قطعت الطريق المؤدي غربا من تلعفر إلى سوريا في وقت مبكر الثلاثاء، وهي الآن تركز على البلدة نفسها والقاعدة الجوية.

ويتمركز في تلعفر عدد كبير من مقاتلي تنظيم الدولة، ويُعتقد أنها محصنة إلى حد كبير، لكن عليوي قال إنه سيتم السيطرة عليها بسهولة نسبية.

وقال عليوي لرويترز: "قوة الحشد الشعبي قوة قاهرة. قوة كبيرة. تمتلك الألوية، وتمتلك الأسلحة، وتمتلك الصواريخ الفتاكة... ولديها القدرة على التقدم بسرعة".
التعليقات (0)