سياسة دولية

كيف سيبدو العالم تحت حكم الرئيس الأمريكي ترامب؟

هناك الكثير من القضايا التي سيعاد النظر فيها تحت حكم ترامب- أرشيفية
هناك الكثير من القضايا التي سيعاد النظر فيها تحت حكم ترامب- أرشيفية
بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، المفاجئ، الأربعاء، فإن العالم لن يبقى كما هو، إن طبق ترامب وعوده المتعلقة بـ"السياسة الخارجية"، ضمن خيارات يصفها البعض بـ"المخيفة"، مثل الصواريخ النووية وإعلان الحروب.

فكيف سيبدو العالم تحت حكم ترامب؟

الناتو

تركز واحد من أبرز وعود ترامب الرئاسية على منظمة اتفاقية شمال الأطلسي (الناتو)، قائلا إنه لن يدافع عن أعضاء الناتو الآخرين، واصفا إياه بـ"الحلف العتيق"، وداعيا الدول الأخرى إلى دفع حصتها للولايات المتحدة لتقديم الدعم.

وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في حزيران/ يوليو الماضي، إنه رغم أنه يفضل الاستمرار بالحلف، فقد اعتبر أنه "من غير الممكن الاستمرار في التكلفة غير المنطقية لحماية هذه الدول الكبيرة ذات الميزانيات الهائلة"، في إشارة إلى إمكانية انسحاب أمريكا من الناتو.

وفي مقابلة مع قناة "إي بي سي" الأمريكية، في آذار/ مارس الماضي، دعا ترامب إلى إدخال إصلاحات على الحلف الذي ظل يشكل حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الخارجية لعشرات السنين.

وأضاف أن "الحلف الذي يضم 28 دولة أنشئ في عهد مختلف، عندما كان الاتحاد السوفييتي السابق يمثل التهديد الرئيس للغرب، وإن الحلف ليس مؤهلا لمكافحة الإرهاب ويكلف الولايات المتحدة الكثير"، مؤكدا أهمية "تعديل حلف الأطلسي".

واستبعدت الباحثة الرئيسة في معهد "بروكنغز"، فاندا فيلباب براون، انسحاب أمريكا من الناتو، لكنها أشارت إلى أن سياساته "قد تفكك التحالف بشكل كبير"، موضحة أنه "يرى فائدة قليلة من المنظمات الدولية الكبيرة، مثل الأمم المتحدة وقراراتها".

إيران

وقال ترامب في مناسبات عديدة إنه سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان يهدف لتقويض قدرة إيران على حيازة أسلحة نووية.

وأكد ترامب، في مؤتمر للحزب الجمهوري، في آب/ أغسطس الماضي، أن "إيران، أكبر رعاة الإرهاب في العالم، يصل إليها 150 مليار دولار من الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "أسوأ ما في الصفقة أنها تضع إيران، أكبر راعية للإرهاب الإسلامي المتطرف، على طريق الأسلحة النووية"، بحسب قوله.

الأسلحة النووية

وتردد الرئيس الأمريكي ترامب مرارا، تقدما ورجوعا حول هذه القضية، لكنه اقترح أثناء حملته أن تحوز اليابان وكوريا الجنوبية أسلحة نووية "لتتمكنا من الدفاع عن نفسيهما أمام كوريا الشمالية"، في مقابلته مع صحيفة "نيويورك تايمز"، رغم نفيه لاحقا لهذا التصريح.

وفي وقت آخر، قال ترامب إنه "لن يكون هناك حاجة لاستخدام الأسلحة النووية ضد أي أحد، مع وجود جيش قوي لأمريكا"، بحسب مقابلة أجراها مع مجلة "GQ" في تشرين الأول/ نوفمبر الماضي.

قيود التجارة مع المكسيك وغيرها

وكان ترامب أكد مرارا أنه سيعيد التفاوض حول "اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية" (نافتا)، التي تسمح بالتبادل التجاري الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وقال ترامب إنه سيأخذ ما نسبته 35 بالمئة ضريبة على الواردات المكسيكية، كما أنه سيضع ما نسبته 45 بالمئة ضريبة على الواردات الصينية.

وتسببت دعواته التجارية بقلق كبير لدى الاقتصاديين الذين يدعمون التجارة الحرة، كدافع للنمو الاقتصادي.

تنظيم الدولة

انتقد الملياردير الأمريكي مرارا مساعي المرشحة الجمهورية هيلاري كلينتون، لمحاربة تنظيم الدولة، قائلا إنه "سيستخدم عنصر المفاجأة لمحاربته".

وفي أبرز تصريحاته عنهم، قال إنه "سيفجرهم بشدة"، خصوصا باستهداف الحقول النفطية، والاعتماد على الجنرالات الأمريكيين لوضع خطة.

وقال: "سأجتمع بكبار الجنرالات في المكتب البيضاوي، وأعطيهم تعليمات بسيطة: لديكم ثلاثون يوما لتقديم خطة لهزيمة تنظيم الدولة".

العلاقة مع بوتين وروسيا

ولعل من أبرز الإشكالات التي تثير القلق حال استلام ترامب، هي علاقته العلنية مع روسيا، والرئيس الأمريكي فلاديمير بوتين.

وأذيعت أنباء عن أن بوتين كان يرغب في تولي ترامب للرئاسة، وأن ترامب قال إنه "يحب الرئيس الروسي المتهم بدعم المتمردين في أوكرانيا، وقتل الصحفيين"، وقال: "على الأقل، إنه زعيم لا نملك مثله هنا"، بحسب خطاب له. 

وقال ترامب في مظاهرة انتخابية: "أنا لا أعرف بوتين، لكن أليس من الأفضل أن نتوافق فيما بيننا؟ كلانا يريد التخلص من تنظيم الدولة، فلننهه معا".

واعتبر كليب كوبتشان، رئيس مجموعة أوراسيا البحثية، أن "آراء ترامب حول روسيا كانت غامضة، خصوصا أنه وصف الغارات الروسية بأنها (أمر إيجابي)، رغم دعواه العلنية بأن تستمر الحرب وحدها في سوريا".
التعليقات (1)
د. يسري
السبت، 12-11-2016 01:59 ص
كانت الفترة 1945-1989 تمثل توازتا بين المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي وبين المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية .. كما كان هدم سور برلين في 1989 علامة على انهيار المعسكر الشرقي فان دخول الجيش الروسي الى سوريا في سبتمبر 2015 هو علامة على انهيار المعسكر الغربي وانكشاف ضعفه على المستويات الثلاثة الأقصادي والسياسي والأعلامي... وهو ما استوجب المجيئ بحاكم للولايات المتحدة تنحصر مهمته في اعادة بناء سور برلين ولكن هذه المره حول الولايات المتحدة الأمريكية هروبا من طوفان القسوة التي نشروها في أرجاء المعمورة على مدى أكثر من قرنين من الزمن في محاولة أخيرة يائسة للبقاء على قيد الحياة وليس للهيمنة كما يظن البعض... ترمب هو المثال الصارخ لسياسة "خدوهم بالصوت لا يغلبوكم" ...وهذه هي سياسة من فقد كل أسلحته لكنه متشبث بالحياة.