اقتصاد دولي

آلاف المستثمرين العرب يشاركون بمعرض عقاري في اسطنبول

شكل العرب أبرز الزائرين للمعرض- أرشيفية
شكل العرب أبرز الزائرين للمعرض- أرشيفية
خيارات ونماذج كثيرة، وجدها الزوار العرب ممن حضروا "معرض العقارات" في مدينة اسطنبول، أبرزها، الموقع والهدوء والأمان، كمواصفات للتملك والاستثمار العقاري متعدد الأغراض في تركيا.

وبدأت الخميس الماضي، فعاليات معرض عقارات "مشاريع الاستثمارات العقارية وتمويلها"، بمشاركة آلاف المستثمرين العرب والأجانب، يمثلون نحو 200 جهة عقارية، واستمر حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وشكّل العرب أبرز الزائرين للمعرض، حتى إن بعض الشركات المشاركة، اعتبرتهم أكثر من الزائرين المحليين، بغرض البحث عن فرص ومشاريع للاستثمار، فضلا عن التملك العقاري. وتفاوتت الفرص والمواصفات التي بحث عنها الزائرون العرب، سواء على صعيد التملك الشخصي، أو الاستثمار المستقبلي.

تركيا تتفوق

ورغم تفوق اسطنبول في عدد وحجم المشاريع من شقق وفلل، ظهرت منافسة أخرى من مدن تركية عديدة، مثل بورصة، ويالوفا (شمال غرب، قرب اسطنبول)، وإزمير (غرب) وطرابزون (شمال غرب).

اللبناني أشرف علي من مدينة طرابلس (شمال)، يمتلك شركة للتسويق العقاري، قال إن "المعرض ممتاز، والعروض كثيرة ووفيرة، والشركات المشاركة قدمت مشاريع ممتازة، بعروض مختلفة ومنافسة تجذب كل السياح العرب".

وعمّا لفت الانتباه في المعرض بعيون عربية، قال إن "هناك خيارات كثيرة، ونماذج بالمشاريع القائمة تضم أبراج (بنايات مرتفعة) وفلل وشقق متعددة المساحات والمواصفات، بتشطيبات (تجهيزات) رائعة".

وتابع موضحا: "وأكثر مصادر الجذب (للمعرض)، هي الحالة المبنية على الثقة بين المستثمر العربي، والاستثمار في تركيا، لذلك يقبلون على الشراء".

إمكانية التقسيط

وأكد أن أكثر ما لفت انتباهه هو "إمكانية التقسيط في عدة مشاريع مثل الشقق والفلل، وحتى الأراضي، نتيجة المنافسة، وهي تناسب ذوي الدخل المحدود في الدول العربية، وليست مقتصرة على أصحاب رؤوس الأموال".

وبيّن أنه "يمكن لذوي رؤوس المال الصغيرة، أن يبدؤوا من 50 ألف دولار بغرض التملك والاستثمار"، كاشفا أن "منطقة طرابزون مهمة للاستثمار وذات أسعار معقولة".

من جانبه، وصف"سليمان بن خلف اليحيى من سلطنة عمان، في حديثه للأناضول، المعرض بـ"الجميل جدا". واعتبر "اليحيى" وهو ضمن وفد من مؤسسات صغيرة في بلده، تزور المعرض للاطلاع على السوق العقارية، أن "هناك فرصا واعدة للاستثمار المستقبلي للبيع والتأجير، أو لعمل مصنع".

وعما لفت انتباهه في المعرض والانطباعات التي خرج بها، قال: "لفت نظري الشقق والفلل المعروضة للبيع، وهناك فرصة للقرار بالتملك من خلال القوانين التي تسمح للمستثمر خلال مهلة أسبوعين (للحصول على الموافقة من السلطات التركية)".

أرباح مستقبلية

وأضاف أن "الأرباح المستقبلية هامة بسبب النمو العمراني، فضلا عن الاستثمارات القادمة من دول الخليج العربي". وبيّن أن "من يرغبون بالتردد على تركيا، يفضلون تملك شقة بدلا من الإقامة في فندق، أما التجار ورجال الأعمال فيفضلون الأراضي والفلل، وسأشجع كل من ألتقيه بعد العودة إلى عمان، بالاستثمار في تركيا".

أما "حاتم نداف" أردني - فلسطيني مقيم في الكويت، وهو مستثمر يعمل بالتسويق العقاري- فأوضح أن "ثمة فرصا كبيرة لاستثمار العرب"، معتبرا أن "جميع الخيارات متاحة ومشجعة، وكل من يريد طلبه موجود في المعرض".

وأضاف: "الخليجيون يحبون الخصوصية، فيبحثون عن فلل، فيما الفلسطينيون والأردنيون يبحثون عن شقق، وبالنهاية حسب الإمكانيات المادية المتاحة وحسب البيئة التي يقيمون بها".

وتابع: "هناك فرص خارج اسطنبول، بأسعار غير مرتفعة، ولكن يبقى الطلب أكبر على اسطنبول، ويمكن التملك في طرابزون وبورصة وإزمير"، بحسب تعبير "نداف".

قوة الطلب

وإزاء التفاوت في الطلب على العقارات، كشف أصحاب الشركات أن الزوار العرب بحثوا عن معايير أهمها الموقع والهدوء، والبيئة المحافظة، فضلا عن سهولة المواصلات.

بدوره قال رئيس مجلس إدارة شركة "مرمرة للهندسة والإنشاءات" التركية، وهبي أوركاج، إن "من تواصل معنا من العرب يرون أن تركيا آمنة ومستقرة من أجل التملك".

"هناك من يرغب بالاستثمار، منهم مستشمر سعودي يريد أن يستثمر في مستشفى بإحدى المناطق الواعدة في تركيا، ويبحث عن شريك تركي، ويتفاوض معنا نظرا لخبراتنا في هذا المجال"، وفقا لما أفاد به "أوركاج".

الزائرون العرب

وعن الزوار العرب ورغباتهم، كشف أن "70% منهم يرغبون بتملك شقة بشكل شخصي، بهدف الإقامة وأمور أخرى، ربما من أجل الحصول على الجنسية لاحقا، فيما هناك نسبة أخرى تزيد عن 20%، يرغبون باستثمار رؤوس الأموال".

كما أوضح أن الزوار العرب يبحثون عن مجمعات سكنية آمنة فيها حماية، ولا تتجاوز 4 طوابق، وغير مزدحمة، والعرب وفقا لثقافتهم فهم يبحثون عن مباني طابقين أو ثلاثة.

وتابع: "لدينا مشاريع من أربع طوابق فيها استقلالية، وهي تتمتع ببيئة محافظة (اجتماعيا) يرغب بها العرب"، متمنيا أن تكون هناك "مجمعات سكنية تخاطب الثقافة العربية في تركيا".

من ناحيته، أفاد مصطفى شاهين، من شركة "إمين أيفيم"، وهو مسؤول المبيعات في قطاع أوروبا، أن "الاهتمام العربي بالمعرض كان أكثر من الاهتمام المحلي التركي".

وبيّن أن "العرب يهتمون بالموقع في اسطنبول، كأن يبحثوا عن القرب من المطارات، والطبيعة، والمناطق الهادئة الراقية الآمنة، وسهولة المواصلات".

ولفت أن لشركتهم مشاريع قريبة من المطار تلقى رغبة كبيرة، وأنهم تلقوا طلبات شراء جيدة خلال المعرض، مبينا أن "كل الخيارات متاحة وموجودة لديهم، وكل من يأتي من الراغبين بالتملك والاستثمار من العرب، لا يعودون وأيديهم فارغة".

دول الشرق الأوسط

وعن الأمر نفسه، تحدث محمود آقبال، رئيس مجلس إدارة شركة "فضول" العقارية، أن "لديهم مشاريع في منطقة باشاك شهير، وهناك طلب كبير على المشاريع من قبل دول الشرق الأوسط".

وبرر ذلك قائلا: "بسبب الموقع القريب من جسر اسطنبول المعلق الثالث، والقريب أيضا من المطار الثالث (قيد الإنشاء)، فالمنطقة تشهد بناء أكبر مستشفى في أوروبا (لم يحدده)، ومواصلات عبر المترو مؤمنة، إضافة إلى مساحات خضراء كبيرة".

واعتبر أنها "مشاريع جيدة للمعيشة، ومفضلة من قبل العائلات، ويركزون على المطالب الخاصة بالأوساط المحافظة (اجتماعيا)، من خلال تقسيم بعض الخدمات ما بين نساء ورجال، مثل المسابح". وذكر أنه خلال السنوات الأخيرة، ارتفع عدد المستثمرين العرب، ممن يرغبون بشراء الفلل.
التعليقات (0)