سياسة عربية

الأزمة الإنسانية في حلب تتفاقم.. وآمال الهدنة تتبدد

اشترطت روسيا خروج المقاتلين من حلب لإيقاف القصف
اشترطت روسيا خروج المقاتلين من حلب لإيقاف القصف
بدد استئناف النظام السوري قصفه على أحياء المعارضة شرق حلب، الجمعة، آمال التوصل على هدنة إنسانية بمدينة حلب، وهو ما فاقم الأزمة الإنسانية بالمدينة التي تتعرض منذ 3 أسابيع لقصف مكثف من قبل الروس والنظام السوري.
 
القصف متواصل على حلب

شددت روسيا أبرز حلفاء دمشق الجمعة على أن عمليات القصف السورية على شرق حلب ستتواصل حتى خروج كافة المقاتلين من الأحياء التي ما زالوا يسيطرون عليها وتؤوي عشرات الآلاف المدنيين العالقين وسط المعارك.

واستأنفت قوات النظام غاراتها الجوية الجمعة على شرق حلب بعد توقفها منذ ليل الخميس إثر إعلان موسكو وقف الجيش السوري عملياته العسكرية في حلب، في وقت تجدد فيه القصف المدفعي والمعارك الجمعة بعدما تراجعت وتيرته ليلا.

وغداة إعلانه أن الجيش السوري سيوقف عملياته القتالية في شرق حلب تمهيدا لإجلاء مدنيين محاصرين، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة أنه "بعد الهدنة الإنسانية، استؤنفت الضربات وستستمر طالما بقيت هناك عصابات في شرق حلب".

وأوضح لافروف الذي تنفذ بلاده غارات داعمة لقوات النظام منذ أيلول/ سبتمبر 2015: "لم أقل (الخميس) إن العمليات العسكرية قد توقفت بالكامل"، مضيفا "قلت إنها توقفت فترة حتى يتمكن المدنيون الراغبون في ذلك من المغادرة".

المدنيون ضحايا

ودفعت المعارك العنيفة عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من شرق حلب، في وقت ترجح الأمم المتحدة وجود نحو مئة ألف مدني في الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة المقاتلين.

وأعربت الأمم المتحدة الجمعة عن قلقها إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام في المدينة، مقابل منع فصائل مقاتلة المدنيين من الفرار من مناطق المعارضة.

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان روبرت كولفيل للصحافيين في جنيف: "تلقينا ادعاءات مقلقة للغاية حول فقدان مئات من الرجال بعد عبورهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام"، مؤكدا أنه "من الصعب للغاية التحقق من الوقائع".

في المقابل، أشار كولفيل إلى أن "مجموعات المعارضة المسلحة تمنع بحسب بعض التقارير مدنيين يحاولون الفرار" من مغادرة مناطقها، مسميا جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وكتائب أبو عمارة.

وقال إن الفصيلين أقدما "على خطف وقتل عدد غير معروف من المدنيين الذين طالبوا الفصائل المسلحة بمغادرة أحيائهم، حفاظا على أرواح المدنيين".

ويعيش المدنيون على خطوط النار في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية مع انعدام المواد الغذائية وصعوبة التنقل جراء كثافة العمليات العسكرية.

وبات من الصعب جدا تأمين الطعام بسبب خطورة الخروج إلى الشوارع وإقفال المحلات القليلة المتبقية التي كانت تبيع الخضار.

وتسببت المعارك بمقتل 409 مدنيين بينهم 45 طفلا جراء القصف والغارت على شرق حلب، فيما ارتفعت حصيلة القتلى جراء قذائف الفصائل على غرب حلب إلى 113 مدنيا بينهم 35 طفلا.

في المقابل تمكن آلاف المدنيين من الخروج من أحياء حلب الشرقية اليوم بعد فتح ثلاثة معابر، وتم نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة.

وقال مصدر في محافظة حلب، إن أكثر من 5 آلاف مدني أغلبهم نساء وأطفال غادروا أحياء حلب الشرقية (الفردوس - صلاح الدين - الكلاسة) عبر معبر العزيزة ومعبري باب الحديد وباب النيرب، مشيرا إلى أن المحافظة خصصت لهم 13 سيارة إسعاف لنقل المرضى و23 حافلة لنقل تلك العائلات إلى محالج الأقطان في منطقة جبرين جنوب شرق حلب .

موسكو تتهم واشنطن بالتماطل

في سياق متصل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة، بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح للمعارضة المسلحة في سوريا بالخروج بسلام من حلب وقال إن واشنطن تتبنى مواقف "غريبة" ومتناقضة في محادثاتها مع موسكو.

وقال لافروف إنه لا تزال هناك "فرصة جيدة" للتوصل لاتفاق بشأن حلب بشرط ألا تغير واشنطن موقفها من المشاركة في اجتماع لخبراء فنيين بشأن القضية في جنيف غدا السبت.

وتابع أن افتقار واشنطن للسيطرة على المعارضة السورية كان عاملا في عدم قدرتها على التوصل لاتفاق.

لكنه قال أيضا إن وزارة الخارجية الأمريكية ليست "مسؤولة" فيما يبدو عن جميع العوامل وإن جهات في الحكومة الأمريكية لم تؤيد على ما يبدو استمرار المفاوضات مع روسيا.

وأبلغ لافروف الصحفيين أيضا خلال اجتماع في هامبورج لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنه يحمل أوكرانيا مسؤولية التأخر في التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء، وقال إن كييف رفضت الدخول في محادثات مباشرة مع ممثلين عن منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

ومنذ منتصف الشهر الماضي، تمكنت قوات النظام مدعومة بمجموعات مسلحة موالية من إحراز تقدم سريع داخل الأحياء الشرقية، وباتت تسيطر على أكثر من 85 في المئة من مساحتها التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الأحياء في جنوب شرق المدينة. ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لهم في النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.
التعليقات (0)

خبر عاجل