سياسة عربية

لماذا وقع معارضون ومؤيدون للانقلاب على مبادرة أيمن نور؟

أيمن نور- الأناضول
أيمن نور- الأناضول
أكد الكاتب الصحفي، قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة أن "ميثاق الشرف الوطني" الذي وقع عليه شخصيات من تيارات سياسية مختلفة، ونشطاء وإعلاميون، وأكاديميون بارزون، ينتمي بعضهم للقوى الإسلامية وبعضهم للقوى الليبرالية واليسارية كما أن بعضهم سبق لهم دعم الانقلاب العسكري، لا تعني كيانا سياسيا أو مظلة تنسيقية، وإنما مجرد وثيقة مبادئ يرفضها من يشاء ويقتنع بها من يشاء،وهي لا تلزم إلا من وقع عليها أو رضي بالاحتكام إليها .

وقال العربي، وهو أحد الموقعين على تلك الوثيقة، في تصريحات خاصة لـ "عربي21" أن هذه الوثيقة تدعو لوقف خطاب الكراهية بين أطياف المجتمع ومكونات الأمة، وإدانة كافة أشكال التنابز والتخوين والإهانات، أيا كان مصدرها أو دافعها، أو تورط الآخرين فيها.

وتابع: "نحن وقعنا على مبادئ نقتنع بها بغض النظر عن قبول أو رفض الآخرين لها أيا كانت أسماؤهم أو توجهاتهم أو كياناتهم، ونسعى أن تكون الخصومة السياسية بين الأفراد أو التيارات السياسية المختلفة، بعيدة عن خطاب التحريض على الكراهية، والإهانات، التخوين والتي تصل في بعض الأحيان إلى مباركة سفك دماء الآخر".

وأوضح العربي، أن لغة التحريض على الكراهية بخطاب إعلامي، يفرق بين نسيج الشعب الواحد، ويعتمد على الكذب والبهتان، لا يَصْب إلا في مصلحة السيسي.

ووقّع على "الميثاق"، عشرات الشخصيات المصرية من على قدر كبير من الخلاف السياسي والأيديولوجي، أبرزهم أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعدد من قيادات ورموز الجماعة، وحازم عبد العظيم أحد أعضاء حملة عبد الفتاح السيسي أثناء ترشحه للرئاسة عام 2014. وحسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.

ومن بين الموقعين أيضا، سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وإبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية الأسبق، وإيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة (سلفي معارض)، ومحمد محسوب وزير الشؤون القانونية الأسبق، والبرلماني السابق حاتم عزام، والناشطة السياسية غادة نجيب، ورئيس حزب البناء والتنمية  طارق الزمر، والناشطة الحقوقية نيفين ملك، والمرشح السابق لمنصب نقيب المحامين منتصر الزيات، والناشط السياسي رامي جان، والمحامي اليساري طارق العوضي، والعضو السابق بلجنة الخمسين لوضع الدستور عام 2014 صلاح عبد الله، والبرلماني السابق محمد العمدة.

وطالبت الوثيقة، الصادرة مساء السبت، بإدانة "كافة أشكال التحريض على الدم والعنف والكراهية والفتنة بين المصريين، فكل الدم المصري حرام"، مؤكدة على ضرورة "وضع قواعد أخلاقية ووطنية للتشابك في الآراء والمواقف واحترام حق الآخر في الاختلاف في الرأي، وفي التعبير عن مواقفه السياسية، ورفض الإقصاء بكافة صوره، ودعم المشترك، واحترام معتقدات الآخرين، وعدم السخرية منها أو الاستخفاف بها".

كما دعت الوثيقة إلى تشكيل "لجنة من الحكماء والشخصيات العامة، معبرة عن اتجاهات مختلفة، وتتكون من تسعة من بين الموقعين على هذا الميثاق، ولها أن تضم من أهل الخبرة ستة أعضاء، ويعاد اختيارها كل ستة أشهر، وتختار من بين أعضائها رئيسا ونائبين للرئيس وأمينا عاما، وفي كل الأحوال يرأسها أكبر الأعضاء سنا في أولى جلساتها إذا خلا موقع الرئيس".

وأكد زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي الأسبق، الدكتور أيمن نور، في تصريحات سابقة لـ "عربي21"، "أحسب أن الأهم من مضمون الميثاق هو التعاطي الإيجابي من رموز وتيارات وشباب من مختلف الأطياف والألوان السياسية والمجتمعية، التي تجتمع لأول مرة على اتفاق حد أدنى يخاطب كل المصريين -وليس فقط المنتمين لثورة يناير- لرفض روح وخطاب الكراهية والدم والعنف، بصورتيه اللفظية والمادية".

وأشار نور، وهو صاحب مبادرة ميثاق الشرف الوطني، إلى أن الميثاق بمثابة "خطوة هامة للغاية، وله الكثير من الدلالات الإيجابية على طريق الاصطفاف الوطني، خاصة أنه يحدد ما لا نريده، مع اتفاقنا عليه، أملا في يوم نتفق فيه على ما نريده أيضا، لتحقيق كل ما لم يتحقق من استحقاقات واجبة، ولو بالحد الأدنى من قواعد الاتفاق".

ولفت نور، إلى أن الموقعين يمثلون معظم الاتجاهات الرئيسية، إسلامية وليبرالية ويسارية، ونساء وشبابا، من داخل مصر وخارجها، من بينهم رموز وطنية وقادة رأي، وشخصيات حزبية وسياسية ونقابية وشباب يعبرون عن معظم الحركات السياسية والثورية من يناير 2011 وما قبلها وللآن.

ومن جهته، علق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، على توقيعه الوثيقة: "متفق مع كل كلمة جاءت بالميثاق، وأعتبرها دعوة لتنقية الأجواء، وتجميع الصفوف المختلفة ليصبح الحوار بديلا عن التكفير أو التخوين، وللبحث عن مخرج لأزمة الوطن التي يزيدها تبادل الاتهامات ومحاولات التخوين والتكفير".

وتابع "هناك خلافات واضحة بين قوى ثورة يناير، وأتمنى أن تسهم هذه الوثيقة، في بدء حوار لعلاج ذلك، فهي لا تعني بتجميع هذه الأسماء المختلفة أنها نجحت ولكن هناك طريق طويل لإتمام ذلك، وجيد أنه بدأ السير فيه".
التعليقات (0)