سياسة عربية

السيسي يعيد إحياء حلف "القاهرة - بغداد" لمواجهة الخليج

السيسي يسعى إلى تغيير خريطة التحالفات والتوازنات في المنطقة- أرشيفية
السيسي يسعى إلى تغيير خريطة التحالفات والتوازنات في المنطقة- أرشيفية
قالت تقارير صحفية مصرية إن النظام المصري يسعى مؤخرا إلى تغيير خريطة التحالفات والتوازنات في المنطقة، واتخذت قرارا استراتيجيا بالابتعاد سياسيا عن دول الخليج في ظل الخلافات المتصاعدة بين القاهرة والرياض.
 
ونشرت صحيفة "فيتو" المصرية يوم الجمعة، تقريرا أشارت فيه إلى أن العلاقات بين مصر ودول الخليج وصلت إلى طريق مسدود بعد البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي قبل أسبوعين الذي تضامن مع قطر في مواجهة الاتهامات المصرية لها بالضلوع في تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، وما تبعه من زيارة مسؤولين سعوديين وقطريين لإثيوبيا والتقاطهم صورا تذكارية بجوار سد النهضة في رسالة واضحة للنظام المصري.
 
سيناريو 2017
 
ونقلت الصحيفة المقربة من الأجهزة الأمنية، عن مصدر دبلوماسي قوله إن السبب الرئيسي للخلاف بين مصر والسعودية يتمثل في الصراع على قيادة المنطقة، وفرض السعودية لأجندة إقليمية رسمتها في ظل غياب الدور المصري وتأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية عقب ثورة كانون الثاني/يناير 2011.
 
وأشار المصدر إلى أن تحكم الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان في مقاليد الأمور في المملكة وضيقه بعودة مصر للعب دور إقليمي في الملف اللبناني والعراقي والسوري، ورفضها الحل العسكري في اليمن، دفع الأمير إلى اتخاذ قرارات صدامية مع مصر، حتى أنه رفض جهود المصالحة مع مصر والتي قادتها الإمارات والكويت وقدم قائمة شروط إلى أطراف الوساطة، وحرض لجانا إلكترونية ووسائل إعلام سعودية لمهاجمة مصر لتبديد آمال التقارب، على الرغم من قبول الملك سلمان بن عبد العزيز بالتصالح مع مصر، مؤكدا أن قطر تشجع ولي ولي العهد السعودي على هذا الطريق سعيا إلى عزل القاهرة عن محيطها العربي.
 
وأعلن أن القاهرة تجهز سيناريو سيتم تطبيقه خلال عام 2017، لمواجهة السعودية، يتضمن إحياء التحالف التاريخي بين القاهرة وبغداد، ويضم معهما عواصم عربية أخرى تميل إلى الابتعاد عن النفوذ الخليجي، من بينها الجزائر وبيروت وتونس، مشيرا إلى أن هذا التحالف سيعمل على التوصل إلى حلول سياسية في سوريا واليمن وليبيا بهدف ضمهم لمشروع تقوده القاهرة.
 
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد زار القاهرة الأسبوع الماضي، والتقى رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، وبحثا التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، معلنا أن العراق مستعد للوساطة بين مصر وايران لتقريب وجهات النظر بين البلدين.
 
وقال الجعفري، في تصريحات صحفية يوم الجمعة، إن بلاده ترغب في تطوير العلاقات الاستراتيجية مع مصر على كل المستويات، مشددا على التعاون بين البلدين في مواجهة التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق ستنعقد خلال شهرين لتحقيق مصالح البلدين.
 
السيسي لا يهتم بغضب السعودية
 
وتعليقا على هذا التطور، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة محمد شوقي إن التحالف بين مصر والعراق، إذا تم تدشينه، سيكون خطوة عظيمة في الطريق الصحيح من جانب مصر.

وحول تأثير هذه الخطوة على العلاقات بين مصر ودول الخليج، قال شوقي إنه من المتوقع بقوة أن يؤثر التحالف المصري مع العراق على علاقة مصر بالخليج وخاصة السعودية، لأن المملكة لديها مخاوف من النفوذ الشيعي الموجود في العراق، وتخشى امتداده للمنطقة الشرقية بالسعودية التي تقطنها أغلبية شيعية.
 
وأضاف أن السعودية حريصة على عدم تغير خريطة التوازنات بالشرق الأوسط، لأنها ترى أنها أقوى وأهم دولة عربية في المنطقة في هذه المرحلة، وتريد الحفاظ على هذا التفوق بل وتسعى إلى إضعاف أي دولة مجاورة تتخيل أنها ستنافسها في قيادتها للمنطقة، مضيفا أنه إذا تحالفت مصر مع العراق، سيؤدي ذلك إلى مزيد من التوتر مع السعودية، متوقعا أن السيسي لن يهتم بغضب السعودية أو رضاها، الذي أعلن أكثر من مرة أنه ليس من حق أي دولة أن تعترض على سياسة مصر الخارجية وتحالفاتها.
 
ضربة ناعمة 

من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة محمد حسين أن التحالف مع العراق سيكون خطوة إيجابية للغاية وسيعطي إضافة قوية لمصر، موضحا أن النظام المصري يتعامل في السياسة الخارجية بمبدأ أنه لا يعادي أحدا لكنه في الوقت ذاته يفتح لنفسه أبوابا كثيرة حتى لا يعتمد على دول الخليج في المساعدات الاقتصادية فقط.
 
وأضاف حسين، لـ "عربي21" أنه عندما حدثت أزمة مع السعودية أعلن النظام المصري استيراد النفط من العراق حينما امتنعت السعودية عن تصديره لمصر، موجها بذلك أول ضربة ناعمة للرياض، وفي الوقت ذاته كانت فرصة جيدة لعودة العلاقات الدبلوماسية بشكل أكبر بين القاهرة وبغداد بعد فترة من الفتور منذ حرب العراق الأخيرة.
 
وأعرب عن اعتقاده أن هذه الخطوة ستساهم في استعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة بعيدا عن الضغوط الخليجية، حيث ستتمكن من اتخاذ مواقف أكثر استقلالية حيال القضايا في المنطقة مثل الأزمة السورية، بفضل التقارب في وجهات النظر بين مصر والعراق بعكس الموقف السعودي المغاير تماما للتوجه المصري.
 
وأكد أن التحالفات الجديدة التي ستكونها مصر ستخلق توازنات جديدة في المنطقة وستغضب السعودية ودول الخليج بوجه عام لأنهم يعتقدون أنهم يقودون العالم العربي منذ ثورات الربيع العربي قبل ست سنوات، بفضل أوضاعهم الاقتصادية والسياسية المستقرة مقارنة بباقي الدول العربية، ولا يريدون لأحد أن يخل بهذا الوضع الجديد وخاصة مصر.
التعليقات (5)
أسمراني
الأحد، 01-01-2017 11:09 ص
التم المتعوس على خايب الرجا , وبعدين إيش تأخذ الريح من البلاط , فالعراق الجريح شعب بائس من دون حكومة , لأنها بعات نفسها لإيران , وإرهاب داعشي صنعته إيران أذهب الدولة وفكك مدنها وهي على ابواب تقسم وإفلاس وفساد ينخران بها لايجعلها جديرة بان تتحالف مع قرية , وتونس التى كادت أن تعصف بها الريح بعد ثورتها المباركه ومازالت تئن ,إلى درجة انها لاتستطيع أن تحمي مواطنيها من الأغتيالات فضلاً عن عجزها المالي فما ينتظر منها, ولبنان الذي لم يستطع إلى الأن ان يحل مشكلة النفايات فيه فضلاً عن ارتهان حكومته بيد حزب اللات الذي عطل انتخاب رئيس لمدة سنتين فماذا يرجى منه , أما الجزائر فبالأضافة إلى بعدها عن مسرحنا فضلاً عن فخرف رئيسها وسيطرة الجيش عليها وماحل بها من ارهاب مصطنع في التسعينات كاد ان يذهب بها كفيل بأن يجعلها تنأى بنفسها عن مثل تلك التحالفات الهشة,وبقي إيران التى مادخلت مع دولة إلا أفسدتها وجعلت أهلها شيعا , وذلك لصرف الأضطرابات والمشاكل في داخلها والتى على صفيح ساخن وبركان خامل يوشك أن يثور , لن يحل بمن تحالف معها إلا ماحل للعراق وسوريا ولبنا , واخيراً مصر السيسي التى جمعت كل سيئات تلك الدول انفة الذكر ومصائبها ومشاكلها ,فباالله عليكم إيش حتعمل الماشطه بالوجه العكر
الوعي والتنوير أساس التغيير
الأحد، 01-01-2017 07:58 ص
من أعان خائنا على خيانته لرئيسه الشرعي سلطه الله عليه دول الخليج وعلى رأسها السعودية دعمت بالقوة المادية والمعنوية الانقلاب على شرعية انتخاب شعب مصر لرئيسه الأستاذ الدكتور محمد مرسي ومرسي الآن بسبب هذا الدعم مرمي في السجن يحاكم بقضايا ملفقة فهل هذا الظلم وهذه الخيانة ودعمها ستذهب بدون أن يكتوي الداعمون بنيرانها ؟ يقينا وأكيدا وهذا هو ما يحدث الآن الدولة المصرية تنحدر إلى قاع الفشل بقوة وشعبها يكتوي بنيران هذا الفشل غلاء وبطالة وكسادا وضياعا لأنه تقبل الانقسام على نفسه ومنه من أيد وفوض حرق فصيل طاهر وطني منه وسحقه وتخلى عن رئيسه ومن وقف مع الرئيس إما شهيد أو طريد أو سجين معتقل هل كل ذلك يذهب هباء ؟ وصدق الله العظيم " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "
سوري مغترب
السبت، 31-12-2016 10:37 م
هكذا يفعل العرصات !
فخار يكسر بعضه
السبت، 31-12-2016 10:15 م
ردة فعل لطرفين لا يعرف أحدهما الحكم إلا بالإستبداد.
كاظم العراقي
السبت، 31-12-2016 10:05 م
العراق ما عنده يوكل شعبه اتاري من اين نوكل 90 مليون من شعب مصر الجائع. العراق يسير من فشل الى فشل وما ناقصنا غير الفاشل السيسي يا عراق انتظروا فالاسوء قادم مع النحس السيسي.