سياسة عربية

رئيس غامبيا يؤدي اليمين و"إكواس" تهدد بالتدخل عسكريا

الرئيس الغامبي المنتخب أداما بارو ـ أرشيفية
الرئيس الغامبي المنتخب أداما بارو ـ أرشيفية
أدى الرئيس الغامبي المنتخب أداما بارو، الخميس، اليمين الدستورية رئيسا لغامبيا في مقر السفارة الغامبية بدكار السنغالية، في وقت تسارعت فيه وتيرة الاتصالات واللقاءات بين دول غرب أفريقيا في محاولة منها لحل الأزمة السياسية في غامبيا وتفادي الانزلاق إلى العنف.

فبعد العرض الذي قدمه المغرب للرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع باللجوء إلى المغرب، دخلت موريتانيا على الخط لمحاولة إيجاد حل سلمي للازمة، في وقت تسارع فيه السنغال مدعومة بمجموعة دول غرب أفريقيا إجراءات التدخل العسكري ضد يحيى جامع.

اللجوء إلى الرباط

عرضت الرباط على الرئيس الغامبي، الذي يتمسك بالسلطة رغم فشله في الانتخابات الرئاسية، يحيى جامع، اللجوء إلى المغرب توازيا مع المساعي التي تبذلها دول غرب أفريقيا لحل الأزمة السياسية في البلاد، وسط تهديد بالتدخل عسكريا.

وقالت وسائل إعلام مغربية، إن الرباط اقترحت على الرئيس الغامبي يحيى جامع، الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة واللجوء إلى المغرب.

وأضافت أن الرباط قدمت مخرجا لحالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس الخاسر في الانتخابات، تقضي بأن يعترف يحيى جامع بفشله في الانتخابات، على أن تضمن له الرباط اللجوء إليها.

وأوضحت أن الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، ناصر بوريطة، ورئيس الاستخبارات الخارجية، ياسين المنصوري، قاموا بزيارة إلى غامبيا في الأيام القليلة الماضية، وحاولوا إقناع يحيى جامع بالعرض المغربي.
 
نواكشوط ودكار

قام الرئيس الموريتاني بجولة مكوكية في محاولة لنزع فتيل الأزمة، واستباق أداء الرئيس المنتخب أداما بارو اليمين الدستورية مساء الخميس بين غامبيا ودكار السنغالية.

وقالت الصحافة الموريتانية إن طائرة ولد عبد العزيز غادرت بانجول دقائق قبيل نهاية ولاية جامع، متوجهة نحو العاصمة السنغالية دكار، مسجلة أن أي حل للأزمة الغامبية لا بد أن يمر من هناك، حيث يقيم الرئيس المنتخب أداما بارو.
 
واستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في المطار من طرف الرئيس السنغالي ماكي صال، وأجريا مباحثات انفرادية، قبل أن يلتحق بهما الرئيس المنتخب لغامبيا.

ولم يصدر أي تصريح للأطراف الثلاثة، حيث غادر ولد عبد العزيز بهدوء وصمت إلى طائرته التي حلقت عائدة إلى نواكشوط، وكان ولد عبد العزيز قد عبر عن بعض "الأمل" في حديثه مع الصحافة الغامبية.

التوتر قائم والحل سيكون سليما

قال أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون الاستراتيجية، خالد يايموت، إن "التوتر بلغ درجة غير مسبوقة بين السنغال وغامبيا"، متوقعا أن "يتم حل الخلاف بين أطراف الأزمة الداخليين والخارجيين بشكل سلمي وسلس".

وأضاف خالد يايموت في تصريح لـ"عربي21" أن "المغرب وفرنسا يدعمان موقف السنغال من الأزمة، وفي هذا السياق فلا يمكن توقع استمرار التوتر بين الأطراف المتنازعة".

وسجل الباحث أن دولة غامبيا رسمت في السنوات الأخيرة عرفا في حل مشاكلها الداخلية من خلال حل خلافاتها عن طريق مجموعة دول غرب أفريقيا، أو من خلال منظمة الاتحاد الأفريقي (المحكمة الأفريقية و هيئة حل النزاعات).

وسجل أن السنغال المحاطة بجمهوريات يحكمها العسكر، بينما يقودها هي حكام مدنيون، تتعامل بحساسية مفرطة من الأنظمة العسكرية، لذلك تدافع باستماتة عن الرئيس المنتخب".

وتوقع أن "الأطراف الدولية جميعها تضغط الآن من أجل عدم انزلاق الأمور إلى العنف".

اليمن الدستوري

أدى الرئيس الغامبي المنتخب أداما بارو، الخميس، اليمين الدستورية رئيسا لغامبيا في مقر السفارة الغامبية بدكار السنغالية.

وقال: "أقدم شكرا خاصا لصاحب الفخامة رئيس دولة ليبيريا ورئيس مجموعة دول غرب أفريقيا لما بذلوه من جهد لحل الأزمة السياسية التي شهدتها غامبيا، ونفس المشاعر أقدمها لفخامة السيد محمد بخاري رئيس نيجيريا، وكذلك فخامة رئيس دولة سيراليون وفخامة الرئيس السابق لجمهورية غانا".

وتابع: "أود أن أعرب عن امتناننا العميق لمنظمة (إكواس) والأمم المتحدة وكافة أصدقاء غامبيا الذين وقفوا إلى صفنا ودعمونا في أزمتنا.. أود شكر فخامة رئيس جمهورية السنغال على استضافته لي ولوفدي، وهذا ما يعني أن يكون رئيسا لدولة ديمقراطية".

وسجل أن "الظروف الاستثنائية التي تمر بها غامبيا هي التي اضطرتني لأن أقسم اليمين في السنغال".

وتابع: "الخاسر في الانتخابات يجب أن يتنازل عن وضعه. وقبل يومين من انتهاء ولاية الرئيس تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد، لكن دستور غامبيا لا يسمح لأي شخص بأن يحرم المواطنين من حقوقهم الدستورية، حقي كفائز في الانتخابات أن أتولى منصب الرئاسة وفقا للضمانات الدستورية وهذا أمر لا رجعة عنه".

وقال: "أدعو القوات المسلحة والشرطة في غامبيا لأن تبقى موالية للبلاد، وأن تظل في ثكناتها ولا تغادرها، وحكومتي ستقوم بتطبيق إصلاحات واسعة تشمل الجوانب القانونية والاقتصادية، الشعب الغامبي يقف صفا واحدا وراء التغيير الذي ستشهده البلاد".
 
وكان بارو قد فاز في الانتخابات الرئاسية التي نظمت يوم 01 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتلقى اتصالا من جامي اعترف فيه بالهزيمة وأقر بفوز بارو، وهو الاتصال الذي بثته وسائل إعلام رسمية غامبية، قبل أن يتراجع عنه بعد أسبوع مقدما طعنا في نتيجة الانتخابات.

التدخل العسكري

وأعلنت قوات من دول غرب أفريقيا الخميس استعدادها للتدخل في غامبيا بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس يحيى جامع وانهيار محادثات الليلة الماضية لإقناعه بترك السلطة.

ونشرت السنغال مئات الجنود على حدودها المشتركة مع غامبيا ونشرت نيجيريا طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر بعد أن قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنها ستعزل جامع إذا لم يسلم السلطة لمنافسه أداما بارو الذي هزمه في انتخابات أجريت أوائل كانون الأول/ديسمبر.

ويتوقع أن تتدخل عسكريا قوات دول السنغال والرأس الأخضر وليبيريا ونيجيريا ومالي وغينيا كوناكري والنيجر والبنين والطوغو وغانا وكوت ديفوار وبوركينا فاسو وسيراليون وغينيا بيساو، وغامبيا من أجل ما أسمته "استعادة السلطة".

ويواجه الزعيم المخضرم عزلة دبلوماسية شبه كاملة وحكومة أوشكت على الانهيار بسبب استقالات أعضائها. وجاءت أحدث استقالة اليوم الخميس عندما تحدثت مصادر عن استقالة نائبة الرئيس من منصبها الذي شغلته منذ عام 1997.

وقال الاتحاد الأفريقي ومجموعة "إيكواس" إنهما لن يعترفا اعتبارا من الخميس إلا ببارو رئيسا لغامبيا.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق على مشروع قرار قدمته السنغال لدعم جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لضمان تسليم رئيس غامبيا يحيى جامع السلطة لخليفته.
التعليقات (0)