ملفات وتقارير

الملف الأمني في لبنان على المحك بعد إحباط تفجير ببيروت

تقول السلطات اللبنانية إن العملية كانت تستهدف هذا المقهى
تقول السلطات اللبنانية إن العملية كانت تستهدف هذا المقهى
تكثف الأجهزة الأمنية اللبنانية حملاتها، في محاولة لتعقب مطلوبين متهمين بالتخطيط لشن هجمات واستهداف أماكن عامة في العديد من المناطق اللبنانية.

وكانت مخابرات الجيش اللبناني، بالتعاون مع شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، قد ألقت القبض على اللبناني عمر عاصي، في منطقة الحمراء ببيروت، السبت، قبل دقائق من محاولته تنفيذ عملية انتحارية في مقهى كوستا.

ووفق معلومات أمنية نشرتها وسائل إعلام لبنانية، فإن الموقوف اعترف بتلقيه الأوامر من تنظيم الدولة، مع فتوى دينية من رجل دين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان، وأن عمله هو "عمل في سبيل الله".

وكانت عربي21، قد أشارت الجمعة؛ إلى أن القوى الأمنية اللبنانية رفعت من مستوى إجراءاتها الأمنية، بعد مؤشرات عن نيّة تنظيم الدولة تنفيذ تفجيرات.

اقرأ أيضا: حذر أمني في لبنان تحسبا لهجمات من تنظيم الدولة

ونُقل عاصي إلى أحد المستشفيات تحت حراسة مخابرات الجيش اللبناني، نتيجة إصابته خلال القبض عليه. وقد قُيدت يداه ورجلاه بالسرير.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فقد كشف الموقوف عن أسماء رفاقه من تنظيم الدولة في صيدا وعن رفيقيه الذين اختفيا في مخيمي برج البراجنة وصبرا .

وتفرض قوات الأمن إجراءات مشددة في بيروت، وصيدا؛ التي ينتمي لها الانتحاري المفترض، بعد مداهمة منزله ومصادرة مقتنياتٍ، من بينها حاسبه المحمول وبعض الوثائق.

هل محاولة التفجير.. تهويل أم رسالة؟

وفي هذا السياق، قال الكاتب السياسي والوزير السابق، عصام نعمان، إنه "لم يَرشح عن التحقيقات بشأن العملية التي أرادت استهداف مقهى في منطقة الحمراء؛ أي معطيات واضحة تفسّر دوافع هذه العملية، وبالتالي يصعب إعطاء تحليل دقيق"، مضيفا: "أقرّ الشخص الموقوف بانتمائه الى تنظيم داعش، ولذلك نرجح بأنه كان يريد تنفيذ عملية على غرار العمليات التي يمارسها التنظيم في العالم لجهة الدوافع والأسباب"، وفق قوله.

وأضاف نعمان لـ"عربي21": "يريدون إثبات الوجود والتهويل على خصومهم، وإيجاد نوع من الاضطراب الأمني، وهو ما يؤدي بحسب نظرتهم الى إضعاف خصومهم"، معتبرا أن "هذا ما يمارسه داعش فعلا في العديد من الأقطار في العالم"، بحسب تعبيره.


وتساءل نعمان: "ما هي الأسباب التي دفعتهم الى تفجير واجهة المعبد الروماني في تدمر؟ وكذلك إعدام عشرات المدنيين السوريين؟"، وقال إن "داعش يحاول خوض معركة نفسية عبر انتهاجه هذا النمط في أكثر من مكان"، كما قال.

ورأى نعمان أن "المطلوب على المستوى الأمني هو المزيد من التنسيق بين الأجهزة اللبنانية، لتحصين الجبهة الداخلية من أي محاولة للعبث فيها والعنف الأعمى للتنظيمات الإرهابية"، على حد تعبيره.

وحول التحديات المفروضة على الطبقة السياسية اللبنانية، قال نعمان: "يقتضي على الساسة اللبنانيين توحيد قواهم، لا سيما تلك التي يعتبرها تنظيم الدولة عدوا له"، ودعا نعمان القوى السياسية اللبنانية "الى التلاقي على مواجهة الإرهاب بشتى إشكاله".

دعوات سياسية للتوحد بمواجهة "العنف"

من جهته، قال النائب في كتلة تيار المستقبل، خضر حبيب، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "نثني على الأجهزة اللبنانية التي قامت بإنجاز كبير، وأنقذت البلاد من مجزرة كبيرة لو حدثت لخلّفت تداعيات كبيرة".

واضاف: "لبنان جزء من العالم العربي الذي يضربه الإرهاب، لا بل هو في عين العاصفة، حيث يقوم الجيش اللبناني بحماية الحدود ويمنع تسرب العنف الى المناطق اللبنانية، كما تتصدى الأجهزة اللبنانية لعمليات شبه يومية ضد الإرهابيين"، وفق قوله.

واعتبر حبيب أنّ "الكلّ اللبناني في معركة يواجه خلالها الإرهاب الذي يضرب المنطقة عموما، ولبنان ليس منعزلا عما يحدث في محيطه"، مشددا على أنّ "تداعيات التطورات في المنطقة تنعكس على لبنان".

وحول الإمكانيات المتوفرة لدى الأجهزة اللبنانية لضبط الأمن، قال حبيب: "القوى الأمنيّة تقوم بدور كبير، لكن مواجهة العنف صعبة، فتركيا التي تمتلك مقومات كبيرة وأجهزة تتمتع بقدرات هائلة، وقع عندها خروقات، ونفذ إرهابي عملية في مقهى كانت كلفته عشرات الضحايا بين قتيل وجريح"، كما قال.

وعن إمكانية تورط أطراف لبنانية بمحاولة ضرب الأمن، قال حبيب: "المتهم الذي ألقي القبض عليه، اعترف بانتمائه التطرفي، فالخلفيات واضحة والدوافع لاتحتاج الى تحليل أو تكهنات".

وعمّا إذا كان حزب الله سيجد في هذا التطور دافعا له لتبرير معاركه في سوريا، استبعد حبيب ذلك، قائلا: "الإرهاب لا دين ولا مذهب ولا مكان له، ولذلك يحاول إيجاد مساحة له من دون أي اعتبارات"، مضيفا: "عندما استهدفت اسطنبول وقبلها باريس فإن حزب الله لم يكن حاضرا هناك، فما تقوم به هذه التنظيمات نابع من فكرها التطرفي وعقيدتها المنحرفة"، وفق تعبيره.

يشار الى أن قوى 14 آذار ومن بينها تيار المستقبل ربطت في أغلب مواقفها الخروقات الأمنية، بمشاركة حزب الله في المعارك بسوريا كطرف مع النظام.

لكن الربط بين الأمرين، تراجع مؤخرا، خصوصا مع تولي زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، رئاسة الحكومة التي يشارك فيها حزب الله.

ودعا حبيب "إلى تعزيز الموقف الموحد الذي تشهده الساحة اللبنانية حاليا لجهة العديد من الملفات لا سيما ملف مواجهة الخطر التطرفي".
التعليقات (0)