سياسة عربية

هكذا ودّعوا عمر عبد الرحمن.. وسر تغير موقف السيسي (شاهد)

جنازة مهيبة للشيخ عمر عبد الرحمن- أرشيفية
جنازة مهيبة للشيخ عمر عبد الرحمن- أرشيفية
أودع عشرات الآلاف من المصريين، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر، الشيخ عمر عبد الرحمن (79 عاما)، في قبره، عقب الصلاة على جثمانه مساء الأربعاء، بمدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية شمال الدلتا، في مشاهد وصفتها تقارير إعلامية بأنها "مهيبة"، ورأى البعض فيها "مشاعر أسطورية"، تحدَّى فيها الحاضرون، برودة الجو، وتكدسوا بمسجد "البلد"، والشوارع، وفوق الجسور.


وعلى عكس الأصوات المنادية برفض دفنه في مصر، أو دفنه سرا، استقبلت جموع خفيرة من المصريين، جثمان الشيخ في موكب ضم مئات السيارات، بالإضافة إلى حراسات من القوات الخاصة والشرطة المصرية التي رافقت الجثمان.


يأتي هذا في وقت ثار فيه التساؤل حول السر في تغير موقف سلطات الانقلاب برئاسة عبدالفتاح السيسي، من رفض دفنه بمسقط رأسه، في البداية، وهو الموقف الذي جاهر به إعلاميون موالون لها، أبرزهم أحمد موسى، ثم التغير المفاجئ في هذا الموقف، بالسماح بدفنه بمصر، والتعاون الكامل مع أسرته، فضلا عن الابتعاد عن التضييق على تشييع جثمانه، مقابل الالتزام بعدم الهتاف ضد السيسي، ونظامه.


وبينما شارك في تشييع الجثمان بسطاء المصريين، وأصحاب الانتماءات الإسلامية، وأعضاء الجماعة الإسلامية، أمَّ قائد المقاومة الشعبية بالسويس عام 1956، الشيخ حافظ سلامة، المصلين.

وألقى كلمة دعا فيها للراحل، بأن يجزيه الله خير الجزاء عما قدمه للإسلام، بحسب تعبيره، ثم صلى بالآلاف على جثمانه.


وشهدت الجنازة غلق الشوارع نظرا لشدة الزحام، وتساءل نشطاء: هل لو مات السيسي سيجد مثل ذلك؟


ورافق صوت الشيخ الراحل، وهو يقرأ القرآن، ويدعو، في تسجيلات قديمة له، جثمانه إلى قبره.
وتناقل نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إخبارية إلكترونية، مقاطع فيديو للجنازة، وصور الحشود المشاركة فيها.


إعلاميو السيسي: رفض دفنه

وكان عدد من الإعلاميين المحسوبين على موالاة السيسي، أعلنوا رفضهم لدفن الشيخ بمصر. ووصف الإعلامي أحمد موسى، الراحل، بأنه "مفتي التطرف والإرهاب"، وردد مزاعم كاذبة بأنه خطط لاغتيال مبارك، وسخر منه قائلا: "عمر عبرحمن".

وقصَّ قصة ترحيل وزير الداخلية الأسبق، محمد عبدالحليم موسى له، واصطحابه إلى مطار القاهرة قسرا، وإركابه الطائرة اللي طالعة السودان، في ذلك الوقت.

وكشف أن أمريكا ظلت تعرض على مصر تسليمه لها منذ منتصف التسعينيات، وبحسب قوله: "عرضت علينا أمريكا تسليمه، في أيام وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، لكن مصر ظلت ترفض تسلمه"، متسائلا: "نعمل بيه ايه.. خليه عندهم يشربوه"، حسبما قال.

وزعم أن "عمر عبد الرحمن لم يقدم خيرا لهذا الوطن، وإنما قدم فكرا إرهابيا ومتطرفا، ولم يكن مواطنا مصريا مخلصا لهذا الوطن".

وطالب موسى ضمنا بإلقاء جثة الشيخ في البحر، قائلا: "أمريكا رمت بن لادن في البحر.. يبقي ليه عاوزين ترجعوه لينا؟".


وفي السياق نفسه، طالب الإعلامي عمرو أديب، بترجمة نعي الإخوان المسلمين للشيخ عمر، وإرساله للإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أنها كانت قد قالت إن له يدا قوية في تفجير مركز التجارة العالمي.


تيسيرات الدفن بمصر

وفي مقابل هذا التحريض الإعلامي، كان للأجهزة المصرية، أسلوب مختلف في التعامل.

وبحسب عمار، نجل الشيخ عمر، فقد قدمت وزارة الخارجية جميع التسهيلات عن طريق القنصلية المصرية بواشنطن، لعودة الجثمان إلى أرض الوطن.

وكشف أن الحكومة المصرية هي التي تكفلت بنقل جثمان والده. وأضاف: "لقد تعاونت معنا الحكومة المصرية تعاونا كاملا".

وأوضح، في مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم 2" أن مدراء أمن القليوبية والزقازيق والشرقية قاموا بالإتصال به، في أثناء وصول جثمان والده، إلى المقبرة، للاطمئنان على سير الجنازة.

ومن جهته، كشف خالد عمر عبد الرحمن، أن مستشار عبد الفتاح السيسي، اتصل هاتفيا بهم، وأكد لهم عدم وجود أي تحفظات أو شروط مسبقة لدفن الشيخ بمسقط رأسه.

وقال المحامي منتصر الزيات، في تصريحات لشبكة CNN بالعربية، إن سلطات الأمن اشترطت ألا يكون هناك تجمهر أو أعداد كبيرة من أنصار وأسرة الشيخ بالمطار.

لماذا تغير موقف السيسي؟

إلى ذلك، نقلت تقارير إعلامية عن مصادر متطابقة داخل الجماعة الإسلامية في مصر، أن ضغوطا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي ما وقف وراء المرونة التي تعاملت بها حكومة السيسي مع قضية دفن الشيخ عمر بمسقط رأسه.

وبحسب تلك التقارير: "جاءت مطالبة إدارة ترامب للحكومة المصرية قبل الإعلان بأربع وعشرين ساعة عن وفاته، إذ سعت إدارة ترامب لاحتواء أي تداعيات خشية وجود رد فعل من جانب أنصاره تمثل تهديدا للمصالح الأمريكية في دول المنطقة".

والأمر هكذا، لوحظ أن الكاتب حمدي رزق، المقرب من السلطات، طالب بتنفيذ وصية الشيخ عمر، ودفنه بمسقط رأسه، مبينا أن ذلك من إكرام دفن الموتى.

ونشرت صحف ومواقع إلكترونية مقربة من الأجهزة الأمنية، نص التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في قضيتي اغتيال السادات والجهاد الكبرى، مع الشيخ عمر، مشيرة إلى أنه وصف السادات، بأنه رجل الحرب، الذى قهر "إسرائيل"، وترحم عليه، محرما قتله.

وغير بعيد، وجه مفتش مصلحة السجون السابق، اللواء إبراهيم عبد الغفار، رسالة لعدد من الإعلاميين الذين يصفون الراحل بأنه مفتي الإرهاب، واصفا إياهم بالمنافقين.

وقال عبد الغفار، وهو ضابط كبير في وزارة الداخلية، إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، في تدوينة له على "فيسبوك": "الدكتور عمر عبد الرحمن رأى طريق الحق، وهو كفيف، وسار فيه.. ليت كل المسلمين الآن عمر عبد الرحمن".
التعليقات (3)
مصري
الخميس، 23-02-2017 10:11 م
اللهم تغمده برحمتك الواسعه وأسكنه فسيح جناتك والهم اهله الصبر والسلوان ، اللهم عليك بالظالمين ومن والاهم اللهم هد قوتهم و إذل دولتهم يا قدير ياجبار يا عزيز يا قوي يا منتقم اللهم أمين .
أبوبكر إمام
الخميس، 23-02-2017 08:00 م
ورد في الخبر " هل لو مات السيسي سيجد مثل ذلك " يا قوم ، فليمت السيسي ولنقم له جنازة لم ير مثلها في مصر قط ، المهم هو أن يموت ، ولتكن الجنازة مهيبة ، نجمع لها كل المخلوقات من بني الإنسان تصطف رجالا ونساء وأطفالا ، ثم نذهب إلى الغابات نستدعي سكانها من اسود ونمور وحمير وحشي وفيلة ، ولا بأس أن يتقدم كل صف حيواني تمساح فاغر فاه ، ثم الكلاب والذئاب وبنات آوى والضباع تصك الآذان بمعسول العواء والنباح ، والطيور الكواسر تملأ السماء بالتحليق تبدع في الطيران ما يحاكي طائرات الشبح وأصحابها مخترقات أجواز السماء وتتعالى في المحافظات أصوات الأبواق وتمتزج بالصفير و" الشخير " و النهيق والنقيق ويتعالى الهتاف " يا سيسي يا رئيسي أين تغدو اليوم و تمسي ، سوف تمسي بضيق الرمس ، وتسأل عما فعلت بمرسي ، يا قوم ، لو مات السيسي – إن شاء الله – ستندلق أقتاب إسرائيل وترميكم بالملايين من أبنائها أخوال السيسي فكونوا رجلا صدوا في وجوههم الأبواب ، يا قوم ، لقد أمطر حادث موت الشيخ عمر عبد الرحمان وابلا من النفاق ، منه نفاق النظام الذي ظهر مغلوبا على أمره على ما كان يخفي من سره ، وظهر أمثال أحمد موسى وعمرو أديب فهل رأيتهم وهم كالكلاب المدربة تنهش لحم رجل عاد إلى ربه الذي يتولى حسابه وفئام من الناس ربما لم تشعر يوما بما لاقى الشيخ الضرير من أهوال تهد الجبال ثم هم بعد ذلك من أوائل الباكين ، قال اليازجي " لا يحمد القوم الفتى إلا متى ... مات، فيعطى حقه تحت البلى "
مصر هي امي
الخميس، 23-02-2017 03:06 م
لعنة الله علي هؤلاء الاعلاميين المنافقين الضالين ،انشاء الله اخرتهم سوداء.