سياسة عربية

نفي مسيحي لتدمير آثار مصر ومطالب لحواس بالاعتذار (شاهد)

طالب القس بسنتي جرجس من عالم الأثار زاهي حواس تقديم دليل علمي على ادعائه- أرشيفية
طالب القس بسنتي جرجس من عالم الأثار زاهي حواس تقديم دليل علمي على ادعائه- أرشيفية
أثار تصريح وزير الآثار المصري الأسبق (مسيحي الديانة)، زاهي حواس، بأن الآثار الفرعونية المكتشفة حديثا بمنطقة المطرية بالقاهرة محطمة منذ العهد المسيحي، لأن المسيحيين كانوا يعتبرونها أصناما؛ غضب قساوسة ومسؤولين مسيحيين حيث أنكروا مسؤولية المسيحيين عن تدمير تلك الآثار، وطالبوا "حواس" بالاعتذار عما قاله، على الرغم من تأييد أثريين ألمان ومصريين له في دعواه.

وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت، في التاسع من آذار/ مارس الحالي، عن اكتشاف أثري كبير بمنطقة سوق الخميس بالمطرية. وشهد وزير الآثار، خالد العناني، عملية انتشال تمثالين ملكيين من الأسرة التاسعة عشر، عثرت عليهما البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة العاملة بالمنطقة، في أجزاء بمحيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة "أون" القديمة.

حواس: "شهادة حق للتاريخ"

وتعليقا على الكشف، أصدر عالم الآثار زاهي حواس بيانا اعتبره "شهادة حق للتاريخ"، أكد فيه أن جميع الآثار والتماثيل التي عُثر عليها في منطقة المطرية، لا يُوجد بها تمثال واحد كاملا، مشيرا إلى أن هذه التماثيل قد تم تدميرها وتكسيرها خلال العصور المسيحية.

وأوضح أن المسيحيين اعتبروها مباني ومعابد وثنية، وأغلقوها، ودمروا جميع التماثيل والمعابد، واستخدموا أحجارها في بناء الكنائس والمنازل، والمباني الخاصة بهم، "لذلك لن يُعثر في المطرية على تمثال واحد كامل"، حسبما قال.

وفي تصريحات لصحيفة "الدستور" فسر "حواس" العثور على أجزاء من تمثال رمسيس الثاني مهشمة بالمنطقة بأنه "في العصر المسيحي المبكر كان المسيحيون يعتبرون هذه التماثيل وثنية، ولذلك جرى تدمير أغلب المعابد والتماثيل في عين شمس، وهذا ينطبق علي رأس التمثال الذي عثرت عليه البعثة الأثرية بالمنطقة".

ديترش رو: المسيحيون حطموها

ومن جهته، أكد المسؤول عن البعثة الألمانية المشاركة في الحفائر بالمنطقة، ديترش رو، أن التهشم الموجود في وجه التمثال المكتشف للملك رمسيس الثاني قد حدث في العصور المسيحية.

وأضاف أن التمثال محطم منذ العصور القبطية، مشيرا إلى أن المصريين المسيحيين كانوا يعتقدون بحرمة التماثيل الفرعونية، وقاموا بتحطيم العديد منها في مدينة "أون" القديمة، وهي عين شمس والمطرية وعرب الحصن حاليا بالقاهرة.

المتحف المصري: اعتبروها "وثنية"

ومؤيدا لكل من حواس وديترش رو، قال رئيس وحدة الاختيارات الأثرية بالمتحف المصري الكبير، ناصف عبد الواحد، إن "التماثيل التي يتم اكتشافها بمنطقة المطرية معظمها يُكتشف محطما نتيجة تدميرها في العصور القديمة، وبالتحديد عصر انتشار المسيحية، نظرا لأنهم كانوا يعتبرونها عبادة وثنية".

                                   

أنجيلوس: لم نحطم التماثيل

وفي المقابل، انبرى عدد من الكهنة والمسؤولين المسيحيين المصريين، في الدفاع عن المسيحيين القدماء، مستنكرين اتهامهم بتدمير الآثار المكتشفة.

وكتب كاهن كنيسة المغارة الشهيرة بأبي سرجة الأثرية، القمص أنجيلوس جرجس، بجريدة "الأهرام"، مقالا تحت عنوان: "العصر القبطي.. هل حطم الأقباط تماثيل الفراعنة؟"، الأحد، أشار فيه إلى أنه تم في الأسبوع الماضي اكتشاف تماثيل محطمة من معابد أجدادنا الفراعنة في منطقة المطرية، من بقايا أحد المعابد التي كانت منتشرة في هذه المنطقة، وخرج علينا أحد المتخصصين في الآثار ليقول أمام الرأي العام إن هذه التماثيل كانت محطمة أصلا، وقد حطمها الأقباط في القرن الخامس.

ومفندا لذلك قال أنجيلوس إنه لا يوجد في العقيدة المسيحية تحريم للتماثيل والصور، وإن تاريخ المسيحية في مصر لم يخبرنا بأي هجوم على معابد الفراعنة.

وأضاف أنه في القرنين الرابع والخامس، وبعد ما أصبحت مصر كلها مسيحية، وأُبطلت العبادة الفرعونية لم يهدم الأقباط تلك المعابد أو يكسروا التماثيل، مشددا على أن المسيحية في مصر أبقت على بعض العادات والطقوس الفرعونية التي تتماشى مع الفكر المسيحي كصلاة الثالث والأربعين للمتوفى، والاحتفال بالنيل، وشم النسيم.

وأكد أنجيلوس أن المعابد المحطمة في المطرية وعين شمس أو هليوبوليس القديمة لها حادثة شهيرة ذكرها المؤرخ هيرودوت، وهي أنه في عام 525 ق.م. حطم قمبيز الفارسي تماثيل ومعابد هليوبوليس.

"الراهب" يطالب حواس بالاعتذار

ومن جهته، طالب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على التراث المصري، ماجد الراهب، زاهي حواس، بالاعتذار للمسيحيين.

وأضاف، في مداخلة لفضائية "الحرية" المسيحية، أن "حواس" جانبه الصواب في هذه المعلومات، منكرا تماما أن يكون ذلك قد حدث بسبب المسيحيين.

وزعم أن هناك وثائق تاريخية تثبت أن المسيحيين لم يهدموا المعابد لبناء الكنائس، وأنهم كانوا يقيمون صلواتهم في تلك المعابد مع وضع الصلبان عليها دون تدميرها أو تكسيرها، وفق وصفه.

                                  

أسقف ديرمواس: الجهل السبب

ومن جهته، قال أسقف دير مواس، الأنبا أغابيوس، إن المسيحية ظلت في مصر 500 عام قبل دخول الإسلام، وهذه المدة كافية لهدم كل الآثار الفرعونية، لو كانت المسيحية "كفرت الفراعنة".

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن اتهامات حواس لا أساس لها من الصحة، مستشهدا بأن الكنيسة الأولى استخدمت المعابد للصلاة، ومنها معبد حتشبسوت، الذي به كنيسة كان يستخدمها الأوائل للصلاة، حسبما قال.

وشدد على أن هذه الاتهامات لا يوجد دليل علمي واحد عليها، مطالبا حواس بألا يُلقي الاتهامات جزافا.

بسنتي جرجس: أين الدليل؟

ومن جانبه، قال القس بسنتي جرجس، المقيم بكندا: "إن ما يروج له حواس مجرد كلمات مرسلة بُنيت على رفض العقيدة المسيحية لعبادة الأوثان"، مضيفا: "من حقنا أن نرفض عبادة الأوثان، لكننا نفرق بين العبادة فلا نمارسها، وبين التراث والآثار فنحفظها ونفتخر بكنوزها".

وزاد أن مثل هذه الاتهامات لابد أن تعتمد على دليل علمي فما يروج له "وزير سابق"، يردده المرشدون السياحيون بلا فهم، على حد وصفه، مدللا على دفاعه بقوله: "أجدادنا الأقباط حافظوا على تراث أجدادهم الفراعنة".

واختتم بسنتي تصريحه بقوله: "أتمنى لو قمت سيادتكم بتقديم دراسة علمية موثقة تثبت بها لنا صحة إجابتكم، وإدعائكم أن مسيحيي مصر كانوا يوما مخربين أو دعاة هدم، ويومها سنشجب نحن الأبناء ما قام به الآباء، ونستنكر"، بحسب تعبيره.
التعليقات (1)
الدمياطى
الأحد، 19-03-2017 11:33 م
زاهى حواس مسلم من دمياط