ملفات وتقارير

إشارات إيجابية أرسلها أكراد تركيا في الاستفتاء.. ما الأسباب؟

الجيش التركي يواصل عملياته ضد معاقل حزب العمال الكردستاني- ا ف ب
إشارات إيجابية أرسلتها الولايات الجنوبية والشرقية في تركيا ذات الأغلبية الكردية، بعد أن اتضح ارتفاع نسبة التصويت فيها لصالح التعديلات الدستورية التي جرى الاستفتاء عليها يوم السادس عشر من نيسان/ أبريل الجاري، الأمر الذي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإشادة بها والتصريح بأنها "إشارة جيدة بالنسبة للاستحقاقات الانتخابية عام 2019".

ويلفت محللون إلى أن توجه الأكراد نحو التصويت بنعم في الاستفتاء مردّه إلى تضاؤل التأثير السلبي لحزب العمال الكردستاني، وجناحه السياسي "الشعوب الديمقراطي" على المكونات الكردية في جنوب شرق البلاد، الأمر الذي أعطى الأكراد حرية أكبر في التعبير عن رأيهم.

ويرى المحلل السياسي التركي جنكيز تومار أن تأييد الأكراد للتعديلات الدستورية يؤكد أنهم فقدوا الأمل في حزب الشعوب الديمقراطي و"جناحه المسلح" حزب العمال الكردستاني، خاصة بعد تخليه عن الحل السياسي مع الحكومة، ولجوئه لتصعيد الأعمال المسلحة في البلاد.

وقال تومار في حديث لـ"عربي21"،: "الشعب الكردي تحرر من الضغوط التي كانت تمارسها القيادات الكردية التي أودعت السجن، وانعكس ذلك على نتيجة التصويت بالاستفتاء".

اقرأ أيضا: مسقط رأس زعيم المعارضة الكردية بتركيا قال "نعم" بالاستفتاء


ومن ضمن الأسباب أيضا، أشار المحلل السياسي إلى دور التحالف القائم بين حزب الحركة القومية والعدالة والتنمية الحاكم، مؤكدا أن الحملات التي قام بها الحزبان لحث الأكراد على التصويت بنعم، "آتت أكلها".

ومتفقا مع تومار أكد المحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا أن العنف الذي يمارسه حزب العمال الكردستاني انعكس إيجابا على التصويت بنعم على تعديل الدستور، باعتبار أن الشعب الكردي بمجمله مسالما ولا يرى في العنف طريقا لنيل الحقوق.

ويرى ياشا أن هناك تراجعا ملحوظا في نسبة التأييد لحزب الشعوب الديمقراطي، ورفضا لسياساته المعادية للسلام في البلاد، الأمر الذي انعكس إيجابا على نسبة التصويت لصالح التعديلات الدستورية.

وأضاف في حديث لـ"عربي21"،: "سكان المناطق الكردية يجدون أنفسهم تحت ضغط سلاح حزب العمال الكردستاني، وكلما رفع عنهم هذا الضغط؛ يعبرون عن رأيهم وإرادتهم بحرية، وهو ما سيؤدي إلى إعطاء ثقة أكبر في أداء الحكومة، ويؤشر إلى أن سكان تلك المناطق مع الاستقرار والسلام في البلاد، ومع التعديلات الدستورية أيضا".

اقرأ أيضا: أستاذ بجامعة اسطنبول: الأكراد سيصوتون بنعم في الاستفتاء

وعن الدور الرسمي تجاه التقارب مع الأكراد قال ياشا: "الحكومة التركية بدأت منذ فترة تعقد لقاءات مع قيادات كردية معتدلة من كافة المناطق والأطياف، وهي تسير باتجاه تعزيز العلاقات بما يخدم مصلحة البلاد والأكراد معا.

واعتبر أن نتائج الاستفتاء وميل الشارع الكردي للتصويت على التعديل الدستوري؛ يؤكد أن سياسة الحكومة ناجحة وأن حزب الشعب الجمهوري لا يمكن أن يحتكر تمثيل الأكراد".

واستبعد ياشا في ذات الوقت أن تعود الحكومة لاستئناف عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني والتي توقفت منذ نحو سنتين، مشيرا أن الحزب قد استغل تلك الفترة لتعزيز إمداداته من الأسلحة، وسار بعكس التيار ووقف ضد مصلحة وأمن تركيا.

وكان حزب الشعوب الديمقراطي قد رفض نتائج الاستفتاء على تعديل الدستور ووصفها بالباطلة، داعيا إلى إلغاء النتائج.

وشن الجيش التركي أواخر عام 2015، سلسلة عمليات مكثفة ردا على هجمات حزب العمال الكردستاني أسفرت عن تقويض بنيته العسكرية وإبعاد قواته عن المدن التي كانت تهيمن عليها جنوب شرق البلاد.