رياضة عربية

"الضلمي" أسطورة الكرة المغربية غيبه الموت فهل تذكره الدولة؟

الضلمي سيد وسط الميدان الذي لعب 764 مباراة دون تلقي إنذار واحد ـ فيسبوك
خصصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مداخيل مباراة نهائي كأس السوبر الفرنسي، لعائلة الفقيد واللاعب الدولي السابق عبد المجيد الضلمي، في أول خطوة لمؤسسة رسمية، اعترافا بما قدمه "مايسترو" الكرة المغربية، الذي وافاه الأجل ليل الخميس الأخير. 

وكان المرحوم عبد المجيد الضلمي، لاعب الرجاء الرياضي وجمعية الحليب والمنتخب الوطني سابقا، وأحد أبرز سفراء كرة القدم المغربية في العالم، قد توفي بمدينة الدار البيضاء، إثر أزمة صحية مفاجئة ألمت به.

مداخيل السوبر الفرنسي 

وقالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إنها قررت تخصيص مداخيل الكأس الممتازة الفرنسية، التي ستجمع السبت 29 تموز/يوليو 2017 بالملعب الكبير لمدينة طنجة، بين باريس سان جيرمان وموناكو، برسم فعاليات كأس الأبطال الفرنسية لعائلة الفقيد.

ودعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كافة الجماهير المغربية إلى الحضور بكثافة إلى الملعب الكبير لمدينة طنجة لمتابعة هذه المباراة التي ستنطلق على الساعة الثامنة مساء.

جنازة رسمية

تم الجمعة بالدار البيضاء، تشييع جثمان أيقونة كرة القدم المغربية، اللاعب الدولي السابق عبد المجيد الضلمي، الذي وافته المنية مساء أمس الخميس بالدار البيضاء إثر سكتة قلبية.

وتقدم الموكب الجنائزي المهيب الذي انطلق إلى مقبرة الشهداء، مستشارا الملك محمد السادس، ياسر الزناكي، وعبد اللطيف المانوني، ووزيرا الداخلية عبد الوافي لفتيت، والشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي.

وحضر أيضا إلى جانب عائلة الفقيد عدد من الشخصيات، بينهم والي جهة الدار البيضاء- سطات، والعديد من الوجوه الرياضية والفنية ورجال الإعلام وجمهور غفير من محبي فريق الرجاء البيضاوي.

جائزة يتيمة

 قد يكون عبد المجيد الضلمي، أحد صور معاناة الرياضيين المغاربة وربما العرب، الذين يتألقون في بلدانهم ولصالحها، ولكن التكريم والاعتراف يأتي من الخارج. سبب آخر جعل الضلمي لا يحظى بالاعتراف الواجب داخل المغرب، هو حياؤه الشديد وتواضعه الكبير، وتفضيله الابتعاد عن الأضواء والإثارة.

في سنة 1992 وبعد مشوار رياضي انطلق منذ 1971 حيث لعب الضلمي أول مباراة كلاعب رسمي في تاريخه، حصل على جائزة اللعب النظيف من طرف منظمة اليونسكو.

تتويج اليونيسكو جاء بعد تاريخ طويل، تخللته 764 مقابلة لم يتلق فيها أية بطاقة لا صفراء ولا حمراء، شارك خلالها في كأس العالم 1986، وعدد من الكؤوس الأفريقية انطلاقا من 1974 إلى 1988 التي احتضنها المغرب.

اعتراف آخر حصل عليه الضلمي، الذي تحتفظ له الذاكرة الرياضية المغربية بصورة اللاعب المتميز صاحب الرصيد الغني والنموذجي، الذي حمل الرقم (6)، كان سنة 1986 في نهائيات كأس العالم بالمكسيك وهو سيد وسط الميدان مما جعله يحظى بإعجاب وتقدير الصحافة الرياضية الدولية التي منحته نقطة (9) على (10).

ويسحب لنادي "جمعية الحليب"، إجراؤه في آخر مشوار الضلمي الكروي عقد انتقال من "الرجاء البيضاوي"، كان بحق الأعلى للاعب كرة داخل المغرب في ثمانينات القرن الماضي. 

المايسترو

ويعد الراحل الذي لقب بـ "المايسترو" أحد رموز الجيل الذهبي الذي شرف الكرة المغربية في مونديال مكسيكو 1986، وحصل على جائزة اللعب النظيف التي تمنحها اليونيسكو عام 1992، أي عام بعد اعتزاله اللعب دوليا.

والضلمي الذي بدأ مساره الكروي الحافل سنة 1971 بفريق الرجاء البيضاوي ظل قادرا على العطاء والتألق طيلة 20 سنة أبان فيها عن كفاءات عالية استحق بها لقب "المايسترو".

نودي عليه سنة 1971 لتدعيم صفوف الفريق الوطني لما كان يبلغ سن الثامنة عشرة فقط، ليلعب معه مدة تجاوزت 20 سنة، كانت حافلة بالإبداع والتألق وخلق الفرجة الكروية، وظل رقما صعبا في قلعة أسود الأطلس.

وكان أول لقاء له مع منتخب الكبار سنة 1974 كمدافع أيسر ضد المنتخب السينغالي وتحت إشراف المدرب الروماني ماردارسكو.

وقد عايش اللاعب ثلاثة أجيال، وهو صاحب الرقم القياسي في حمل القميص الوطني، حيث لعب 140 مقابلة.

عاصر عبد المجيد الظلمي جيلا من اللاعبين كانوا يعتبرون أسطورة في تاريخ الكرة المغربية مثل أحمد فرس وعسيلة وحميد الهزاز، والشريف وغيرهم ممن عاشوا مجد الحصول على كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1976 بإثيوبيا، قبل أن يواصل المسار مع جيل ميكسيكو، بودربالة والزاكي والحداوي والبويحياوي والتيمومي وغيرهم.