ملفات وتقارير

تهدئة جديدة في عين الحلوة.. لماذا فشلت فتح بالحسم؟ (شاهد)

اتفاق على انتشار للقوة الأمنية المشتركة في المناطق التي شهدت المواجهات في المخيم- ناشطون
أعلنت قوى فلسطينية في لبنان الأربعاء التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي البلاد، فيما قالت مصادر طبية إن خمسة أشخاص أصيبوا بتجدد الاشتباكات التي خلفت على مدار أيام من القتال نحو 7 قتلى وعشرات الجرحى. 

وعلمت "عربي21" أن اجتماع القيادة السياسية للفصائل والقوى الفلسطينية انتهى إلى الاتفاق على تشكيل لجان ميدانية لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار بين مقاتلين من حركة فتح من جهة وما يعرف بـ"مجموعتي بلال بدر وبلال العرقوب" من جهة أخرى.

كما يشتمل الاتفاق على انتشار القوة الأمنية المشتركة في حي الطيرة بالمخيم، والذي يعد معقلا لمجموعة "بلال بدر"، في حين أشارت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية إلى أن الاتفاق يتضمن أيضا اعتبار "بلال بدر" و"بلال العرقوب" مطلوبين للقوى الأمنية.


وأشار مصدر فلسطيني مطلع لـ"عربي21" إلى أن هدوءا حذرا يسود المخيم مع بدء انتشار القوة الأمنية للفصائل الفلسطينية في مخيم الطيرة، مرجحا أن ينتشر من ضمن القوة الأمنية عناصر من "عصبة الأنصار" وهي فصيل فلسطيني إسلامي، يتوقع أن يسهم انتشاره في تثبيت وقف إطلاق النار.

وبعد أيام من المواجهات أظهرت صور وتسجيلات مصورة بثتها صفحة "عاصمة الشتات" على "فيسبوك"، خلال جولة تفقدية، حجم الدمار الواسع الذي خلفته هذه الجولة من القتال، ضحيتها منازل اللاجئين ومحالهم التجارية.



فشلت فتح في الحسم

وأشار المصدر –الذي طلب عدم الكشف عن هويته- إلى عدة عوامل كان لها الفضل بالتوصل للاتفاق الجديد، من بينها المسيرة الشعبية التي خرجت من أهالي المخيم مساء الثلاثاء، إضافة لحالة الانزعاج الكبيرة بين أهالي مدينة صيدا، حيث تسببت الاشتباكات بتعليق الحركة التجارية في المدينة في موسم عيد الأضحى.

غير أن المصدر أشار إلى عوامل أهم دفعت إلى فرض القوى الفلسطينية اتفاق وقف إطلاق نار جديد، في مقدمتها فشل حركة فتح –أو التيار الذي يقاتل منها في المعركة- في حسم المواجهة مع "مجموعة بلال بدر" على الرغم من الدعم الذي تلقاه مقاتليه الحركة سياسيا وعسكريا.

ويوضح المصدر الفلسطيني هذه النقطة بالقول: "حركة فتح لم تتمكن من إحداث أي اختراقات في المعركة التي دارت في مخيم الطيرة لعدة أسباب، أولا تشتتها، حيث أن هناك تيارات من الحركة لم تشترك في المعركة مثل تيار القيادي منير المقدح الذي يرى أنها لا تعنيه، إضافة إلى أن غالبية المقاتلين في صفوف فتح في المعركة الأخيرة هم من خارج المخيم".

ويضيف المصدر الفلسطيني إلى أن ثمة سببا آخر يتمثل في "انزعاج المستوى الأمني والعسكري اللبناني من استمرار جولة القتال، حيث اعتبر استمرارها تغطية على أخبار المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد تنظيم الدولة على الحدود مع سوريا". 

قابل للتفجير

وعن مستقبل الأوضاع الأمنية في المخيم بعد هذه الجولة، يرى المصدر الفلسطيني أن قابلية التفجير لا تزال قائمة في أي وقت "حتى لو تمت تصفية حالة بلال بدر"، مشيرا إلى أن جولات القتال الماضية في المخيم "كانت أحيانا تندلع بين تيارات من داخل حركة فتح نفسها مثل تيار اللينو (محمود عيسى المحسوب على محمد دحلان) وتيار منير المقدح".


ويحذر المصدر الفلسطيني من "وجود نوايا لدى أكثر من طرف" لإعادة تفجير الأوضاع في مخيم عين الحلوة مجددا، مدللا على تحذيره هذا بالإشارة إلى تسريبات نقلها مسؤولون لبنانيون عن الاستخبارات الفرنسية قالوا فيها إن هناك "مطلبا دوليا بشطب مخيم عين الحلوة".

يذكر أن وسائل إعلام لبنانية مختلفة وجهت الاثنين انتقادات حادة لحركة فتح على خلفية دورها في معكرة عين الحلوة الأخيرة، واتهمتها بالتفرد بقرار القتال دون الرجوع إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى.