طب وصحة

ما الذي يحدث للجسم في حالة عدم ممارسة الرياضة؟

pexels CC0 - رياضة ركض جري
نشر موقع "أف بي ري" الروسي تقريرا، استعرض من خلاله تبعات عدم ممارسة الرياضة على الجسم. والجدير بالذكر أن معظم الأشخاص الذين ليس لديهم أي مشاكل في الوزن يعتقدون أن ممارسة الرياضة مجرد مضيعة للوقت والجهد.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن بعض الأشخاص يتّسمون بمعدل أيض سريع منذ ولادتهم، ما يسمح لهم تبعا بتناول جميع الأطعمة المفضلة لديهم، من دون أي مخاوف بشأن كسب بعض الوزن.

وأشار الموقع إلى أن الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشاكل فيما يتعلق باكتساب وزن زائد غالبا ما يفضلون الاستلقاء على الأريكة، ومشاهدة التلفزيون، عوضا عن ممارسة أي نشاط رياضي. ويعزى ذلك إلى أنهم لا يرون بدا من إهدار وقتهم أو طاقتهم طالما أنهم يتمتعون بمظهر جميل ومناسب. ولكن في الحقيقة، لا تقتصر أهمية الرياضة على حرق السعرات الحرارية.
 
وبين الموقع أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطات رياضية يميلون عادة إلى تناول طعام صحي، وذلك للحصول على جسم مثالي. في المقابل، يعمق الانقطاع عن الرياضة الإدمان على تناول الوجبات السريعة والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. وبالتالي، يؤثر مثل هذا النظام غير الصحي على صحة وسلامة الشخص.

وأورد الموقع أن الشعور بالأرق يعدّ من بين مخلفات عدم ممارسة التمارين الرياضية، علما بأن الأرق يولد العديد من مشاكل النوم على المدى الطويل. وفي هذا الصدد، أظهرت الأبحاث العلمية أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم من شأنه أن يساعد الإنسان على النوم لساعات أطول، فضلا عن أن النشاط البدني يساهم في تحسين المزاج. وبغض النظر عن العوامل الأخرى، مثل الوزن، والعادات السيئة، والوضع الصحي العام، أو الاكتئاب، يستطيع الإنسان من خلال الرياضة تحقيق بعض النتائج الإيجابية في حياته، وتغييرها إلى الأفضل.
 
وأفاد الموقع بأن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، عادة ما لا يجدون صعوبة في حمل أكياس ثقيلة إلى الطابق الثالث، في حين لن يرتفع معدل ضربات قلبهم، كما لن يشعروا بضيق في التنفس.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن الأشخاص الذين يقومون بنشاطات رياضية بشكل روتيني أقل عرضة للشعور بالتعب أثناء القيام بالأشغال اليومية العادية. ومن المثير للاهتمام أن التمارين الرياضية المنتظمة تساهم في تحسين أداء القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى تعزيز صحة الرئتين.  
 
وأورد الموقع أنه ومع مرور الوقت، يصبح الكبار في السن، الذين قد لا يعانون من الوزن الزائد، عرضة إلى تباطؤ عمليات الأيض وحرق الدهون. وبالتالي، من المهم للغاية ممارسة الرياضة بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، إضافة إلى اتباع مجموعة من التمارين المفيدة لصحة القلب، وذلك لتحفيز عملية الأيض. في المقابل، يؤدي العزوف عن القيام بأي نشاط بدني إلى توقف عملية بناء العضلات، إضافة إلى زيادة تراكم معدل نسبة الدهون في الجسم.
 
وذكر الموقع أن عدم خضوع الجسم لأي تدريبات من شأنه أن يؤدي إلى ضعف على مستوى العضلات، حيث تصبح العظام أقل مرونة. فضلا عن ذلك، تتولد بعض المشاكل على مستوى القلب في وقت لاحق. وفي الأثناء، يعدّ الإرهاق البدني والألم من أبرز عواقب عدم ممارسة أي نشاطات رياضية.
 
وأقر الموقع بأن عدم القيام بأي نشاط بدني يعدّ عاملا من عوامل الاكتئاب. وبالتالي، يعدّ الذهاب إلى قاعة الرياضة وتنفيذ بعض التمارين، بشكل منتظم، حالا حاسما للقضاء على المشاكل النفسية. وفي هذا الصدد، أظهرت بعض التجارب العلمية أن هناك انخفاضا كبيرا في نسبة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب السريري على خلفية ممارستهم لأنشطة رياضية.
 
والجدير بالذكر أن حوالي 40 بالمئة من الموظفين والعاملين يقعون تحت وطأة الضغط باستمرار. وبالتالي، وحتى تتخلص من التوتر وتحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، ينصح بركوب الدراجة لمدة ساعة على الأقل أو ممارسة رياضة الملاكمة. 
 
وأوضح الموقع أن العديد من الأشخاص الذين يتقيدون بنمط حياة صحي غالبا ما يمارسون تمارين رياضية مفيدة للقلب، على غرار الجري والمشي. ومما لا شك فيه أن هذه التمارين مهمة لسلامة وصحة القلب، ولكن يجب عدم الاقتصار على ذلك، ومحاولة ممارسة أنشطة رياضية مختلفة. في المقابل، من الضروري جدا الاهتمام بقوة وصحة العضلات، وذلك عن طريق رفع الأثقال، خاصة بالنسبة للنساء، اللاتي يعانين في الغالب من هشاشة العظام.
 
وفي الختام، شدد الموقع على أن لا أحد قد يرغب في الإصابة بنوبة قلبية في منتصف عمره. ومن هذا المنطلق، يوصى بمراقبة صحتنا النفسية باستمرار، والعمل على الحد من التوتر، إضافة إلى تقوية عضلات القلب. ويمكن تحقيق ذلك، جزئيا، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، والقيام بالعديد من النشاطات الجسدية. وفي هذا الصدد، أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن النشاط البدني يحول دون تطور أنواع معينة من السرطان.