صحافة إسرائيلية

تركيا وروسيا تنحيان الخلاف وتصفيان الحساب مع الغرب

تركيا وقعت عقودا لشراء منظومة أس400 من روسيا- ا ف ب
علق كاتب إسرائيلي على العلاقات المتوترة بين تركيا والغرب، معتبرا أنه رغم الخلافات الشديدة بين موسكو وأنقرة في موضوعي سوريا والعراق، إلا أن للطرفين مصلحة في تصفية الحسابات مع الغرب.

وفي مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، قال الكاتب الإسرائيلي الداد باك: "لقد وقع هذا الأسبوع هزة أرضية سياسية قوية للغاية، على مستوى عالمي، لا يزال من الصعب قياس آثارها، فلأول مرة منذ أن أقيم حلف شمال الأطلسي، قبل نحو سبعين عاما بهدف التصدي للتحدي العسكري المحدق من الاتحاد السوفياتي وحلفائه، أعلن عضو في هذا الحلف عن نيته شراء سلاح متطور من روسيا".

منظومة أس400

وأشار الكاتب في هذا الصدد إلى ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسميا، بأنه وقّع صفقة بين بلاده وموسكو، لشراء منظومة الصواريخ الروسية الحديثة "أس 400". 

وأضاف أن تركيا كانت متعلقة بمنظومات صواريخ دول أخرى من أعضاء الناتو، لكنها مع وصول منظومات الدفاع الروسية، ودخولها حيز الاستخدام سيقع أمران أولا، أن تركيا ستحقق قدرة دفاع مستقلة لم يكن لها مثيل حتى الآن، ثانيا، أن دول الناتو ستضطر إلى تقليص التعاون العسكري مع تركيا، خشية تسرب معلومات أمنية حيوية إلى روسيا.

اقرأ أيضا: منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس 400" بحوزة تركيا قريبا

وقال باك إن أردوغان بعد أن أبعد بلاده عن أوروبا، يعمل الآن على إبعاد تركيا عن الناتو وعن الغرب، في إطار مساعيه لجعل تركيا قوة عظمى مستقلة، غير متعلقة بأي حلف.

وقد علل أردوغان صفقة السلاح مع روسيا بقوله: "لا يحق لأحد أن يبحث في مبادئ الاستقلال لتركيا أو قراراتها بالنسبة للدفاع عن نفسها، نحن ملزمون باتخاذ خطوات أمنية للدفاع عن بلادنا".
 
نجح أردوغان

ولفت الكاتب إلى أن هذا القرار الدراماتيكي أدى إلى توتر شديد في واشنطن وفي بروكسل (مقر قيادة الناتو)، فالحلف لا يمنع أعضاءه من شراء أسلحة من دول ليست أعضاء فيه، ولكنه لا يوصي بشراء أسلحة لا تتطابق والأسلحة التي لدى باقي أعضاء الحلف، مشيرا إلى أن الناتو غير راض، "لأن تركيا لم تكلف نفسها عناء إطلاع شركائها على برامج مشترياتها".

وعن عودة العلاقات الروسية التركية إلى سابق عهدها قال باك: "من الصعب التصديق بأنه بعد سنتين فقط من إسقاط طائرات سلاح الجو التركي طائرة قتالية روسية قرب الحدود التركية السورية، وتدهور العلاقات بين الدولتين إلى حافة المواجهة، نجح أردوغان في استكمال مصالحة على هذا القدر من الاستعراض مع موسكو على حساب الحلف التاريخي لبلاده مع الغرب".

ولم يخف الكاتب الإسرائيلي أن هناك خطوات غربية صدرت مؤخرا أعطت أردوغان مبررا للتسريع في صفقته مع روسيا، ومنحها الشرعية، وساق عددا من الأمثلة، ومنها اتخاذ واشنطن إجراءات قضائية ضد كل من حراس الرئيس التركي، ممن اتهموا بمهاجمة معارضين أثناء زيارته إلى واشنطن في الربيع الماضي، وضد مسؤولين أتراك بينهم وزير الاقتصاد السابق، بتهمة مساعدة إيران على تجاوز العقوبات الدولية.

اقرأ أيضا: اتفاق بين تركيا وروسيا لإلغاء القيود التجارية

إضافة إلى إرجاء برلين كل صفقات السلاح مع تركيا وما سبق ذلك من إخراج قوات "بوندسفار"، التي تشارك في القتال ضد تنظيم الدولة في سوريا، من قواعد في جنوب تركيا إلى الأردن.

وتساءل باك: "هل التقارب بين أنقرة وموسكو سيؤثر على الخلافات الجوهرية بين الدولتين في كل ما يتعلق بالحرب في سوريا والوضع في العراق؟". وختم قائلا: "بوتين وقف حتى الآن بعناد شديد إلى جانب الأسد، وتركيا دعمت على الملأ قوات الثوار، وروسيا تؤيد الاستفتاء الشعبي للاستقلال للإقليم الكردي في شمال العراق، مع أن تركيا تعارض ذلك بشدة، ولكن للطرفين الآن حسابات أهم يصفيانها مع الغرب".