صحافة دولية

ميدل إيست آي: بريطانيا تسقط 3400 قنبلة وصاروخ على العراق وسوريا

ميدل إيست آي: هذه الأرقام تضعف من مزاعم الحكومة البريطانية بعدم إيقاع ضحايا مدنيين- أرشيفية

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعده جيمي ميريل، يقول فيه إن بريطانيا أسقطت 3400 قنبلة على كل من سوريا والعراق، في الحملة ضد تنظيم الدولة، في تحليل للغارات التي قام بها سلاح الجو الملكي البريطاني،في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة البريطانية عدم وجود أدلة على أنها قتلت مدنيا واحدا.

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الكميات الكبيرة من القنابل التي أسقطت منذ بداية العملية في عام 2014، التي أطلق عليها "عملية التظليل"، تضعف من مزاعم وزارات الحكومة من أن طيران سلاح الجو لم يوقع ضحايا مدنيين، ما دعا البعض للمطالبة بالتحقيق.

ويقول ميريل: عادة لا تصدر وزارة الدفاع البريطانية أرقاما حول الأسلحة التي استخدمتها في العراق وسوريا، إلا أن الموقع قام بتحليل التقارير الأسبوعية، مع  المعلومات التي جمعتها حملة مراقبة الدرون في المنطقة، التي كشفت أن الحكومة البريطانية قامت بإسقاط 3482 قنبلة وصاروخا في المعركة ضد تنظيم الدولة، وتشمل على 2089 قنبلة من نوع "بيفوي آي في"، و486 صاروخا من نوع "برمستون"، أطلقت من مروحيات "تايفون" و"تورنيدو"، مشيرا إلى أن سلاح الجو الملكي قامباستخدام الدرون ريبر؛ لإطلاق 724 صاروخ "هيلفاير" على مواقع لتنظيم الدولة.

 

ويذهب الموقع إلى أن الإرقام تظل متواضعة، خاصة أن وزارة الدفاع لا تقوم بتحديد أعداد القنابل والصواريخ التي تستخدم في الهجوم الواحد، حيث اعترفت الوزارة ليلة أمس بأنه تم إسقاط 86 قنبلة وصاروخا في الأسابيع الماضية. 

 

ويشير التقرير إلى أن القنبلة المفضلة في هجمات الطيران الأمريكي هي "بيفوي آي في" الموجهة والدقيقة في إصابة الهدف، لافتا إلى أنه تم إطلاق صواريخ دقيقة من نوع "برمستون"، التي صممت أصلا لاستهداف الدبابات، واستخدمت بشكل روتيني من أجل استهداف قناصة تنظيم الدولة، لافتا إلى أن الحكومة تصف صاروخ "برمستون" بأنه الأكثر دقة، ويمكن إطلاقه من المقاتلات الجوية، وتقدر قيمة الواحد منه بحوالي 100 ألف جنيه استرليني، أما قيمة القنبلة "بيفوي آي في" فتصل إلى 30 ألف جنيه، وصاروخ "هيلفاير" بقيمة 71300 جنيه استرليني. 

ويذكر الكاتب أن تنظيم  الدولة يعاني من التراجع، حيث قامت الطائرات البريطانية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة بثمانية آلاف طلعة، وقتلت ما يقدر بثلاثة آلاف من تنظيم الدولة، وزادت نسبة تزويد السلاح بعدما انضمت طائرات "توريندو" و"تايفون" هذا الصيف للحملة ضد تنظيم الدولة في الموصل، مستدركا بأنه رغم استخدامه الدروع البشرية في المناطق المأهولة بالسكان، إلا أن وزارة الدفاع تقول: لا دليل لديها حول وقوع ضحايا بين المدنيين، وهو موقف يرفضه المحللون العسكريون والمعارضة. 

 

وينقل الموقع عن زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين فينس كامبل، قوله: "قواتنا المسلحة هي الأفضل في العالم، وهم من أفضل من يستطيع التفريق والضرب بدقة"، ويستدرك قائلا: "لكن مهما كنا الأفضل فمن المستحيل ألا يتسبب القصف الكثيف بوقوع ضحايا بين المدنيين، ويجب ألا ننتقد القوات المسلحة، لكن يجب أن تكون الحكومة صادقة في تقييمها للضرر الذي تسببت به في النزاع". 

ويلفت التقرير إلى أن السلاح الجوي الأمريكي اعترف بأنه تسبب بمقتل 786 مدنيا في الحملة المستمرة منذ ثلاثة أعوام، حيث إن الحرب الجوية هي القتال الأكثر تحديا الذي خاضته منذ عقود، مشيرا إلى سلاح الجو الملكي لم يقم بتقييم كهذا، وقال وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة مارك لانكستر للبرلمان، إن الحكومة كانت قادرة على إعفاء القوات المسلحة من أي ضحايا مدنيين.

 

ويورد ميريل نقلا عن سلاح الجو الملكي البريطاني، قوله إنه يتخذ الاحتياطات كلها لتقليل الضحايا بين المدنيين، لكنه قام بـ1600 غارة في العراق وسوريا، أكثر من أي دولة مشاركة باستثناء الولايات المتحدة، لافتا إلى أن خبراء في الملاحة الجوية العسكرية والجماعات التي تدافع عن المدنيين يرون أنه من غير المعقول أن تحافظ القوات البريطانية على موقفها، بأنها لم تتسبب بقتل مدنيين في حملة الثلاث سنوات الماضية.

وينقل الموقع عن المتحدث باسم منظمة "إيروورز"، التي تقوم بمراقبة الضحايا المدنيين نتيجة للحملة الدولية في المنطقة، صمويل أوكفورد، قوله إن "مزاعم بريطانيا من عدم تسبب الطيران البريطاني بضحايا مدنيين في العراق وسوريا من الصعب تصديقها"، وأضاف: "بناء على التقارير التي صدرت من التحالف ذاته، فإنه من الصعب ألا يكون عضو ناشط مثل بريطانيا سببا في مقتل حتى ولو مدني واحد"، وتابع قائلا: "مع دخول الحرب عامها الرابع، فإن الأرقام عن الدور البريطاني الصادرة عن وزارة الدفاع، أصبحت مثيرة للاستغراب". 

ويفيد التقرير بأنه في الأشهر الـ 12 الماضية انحرف اهتمام الطيران الأمريكي عن الموصل في العراق إلى الرقة السورية، إلا أن معظم الأسلحة التي أطلقها الطيران البريطاني كانت ضد مقاتلي التنظيم في العراق، بما مجموعه ثلاثة آلاف غارة، فيما أسقطت 482 قنبلة وصاروخا على سوريا. 

 

ويورد الكاتب نقلا عن المسؤول عن حملة "حروب الدرون" كريس كول، قوله: "غض الطرف عن التداعيات التي تسببت بها الغارات، والتظاهر بأنها دون مخاطر، هو تفكير ساذج"، وأضاف كول: "طالما لم نفهم ونعترف بالثمن الحقيقي للحروب التي نشارك فيها في الشرق الأوسط، فإن الثمن سيكون باهظا في المستقبل".

وينقل الموقع عن حملة "أيروورز"، التي تعمل مع سلاح الجو الملكي البريطاني والسلاح الجوي الأمريكي لتسجيل الضحايا المدنيين، قولها إن الحملة أدت إلى مقتل 5600 مدني نتيجة لغارات التحالف، لافتا إلى أنه في تموز/ يوليو نشرت تقارير عن قيام الجيش العراقي باستخدام الجرافات لتغطية مئات جثث المدنيين، الذين قتلوا جراء الغارات في المعارك الأخيرة لاستعادة الموصل. 

 

ويكشف التقرير عن أن طائرات "تايفون" و"تورنيدو" قامت بإسقاط قنابل "بيفوي آي في" على مواقع تنظيم الدولة في المدينة، مستدركا بأن وزارة الدفاع ليست لديها قوات على الأرض تقوم بعمليات تقييم للدمار الذي أحدثته الغارات والسلاح البريطاني، وتعتمد في التقييم على أفلام الفيديو التي تحملها الطائرات وتلتقط الصور، وهي تقنية يرى حلفاء آخرون في التحالف أنها ليست عملية. 

 

ويبين ميريل أن سلاح الجو الملكي أكد أنه يقوم باتخاذ الاحتياطات كلها لتجنب المدنيين، إلا أن منظمة "منستي إنترناشونال" عبرت عن قلقها من أثر الحملة الجوية على المدنيين، من خلال تقرير لها هذا العام، الذي وجد ان الحملة على الموصل أدت إلى "كارثة للمدنيين"، حيث استخدم تنظيم الدولة المدنيين، ونقلهم إلى محاور الحرب، ومنعهم من الهرب، وتعرضوا لحملة قصف غير قانونية من القوات العراقية.

 

ويورد الموقع نقلا عن مصدر، قوله: "نظرا لأن العدو متوحش وقاس، بما في ذلك استخدامه للدروع البشرية، فإنه يجب أن نقبل أن بعض الغارات قتلت ودون قصد مدنيين لو كانوا موجودين، خاصة في مناخ معقد ومدني كان ضمن عملنا". وأضاف أن المهام كلها تم التخطيط لها بشكل دقيق، ولا يوجد ما يشير إلى أن القوات البريطانية ارتكبت جرائم حرب.

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن رفض وزارة الدفاع معالجة الأمر، يعني أنها لا تقدم صورة كاملة حول المشاركة البريطانية في الحملة ضد تنظيم الدولة.