صحافة إسرائيلية

سفير إسرائيلي: زيارة السيسي الأخيرة لفرنسا مختلفة.. لماذا؟

السيسي زار فرنسا ثلاث مرات منذ وصوله للسلطة- ا ف ب

تحدث سفير إسرائيلي سابق لدى القاهرة، عن زيارات زعيم النظام المصري عبد الفتاح السيسي، المتكررة إلى فرنسا، لافتا إلى أن أن الزيارة الأخيرة له لباريس مختلفة.

تنويع العلاقات

وأوضح سفير "إسرائيل" السابق في مصر، يتسحاق لبنون، أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها السيسي لفرنسا مع وفد رفيع المستوى يضم خمسة وزراء، هي الثالثة له منذ وصوله للسلطة، قبل ثلاث سنوات"، وذلك بعد الانقلاب على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.

وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي، عمانوئيل مكرون، "بذل كل ما في وسعه لجعل زيارة السيسي دافئة شخصية ورسمية"، منوها أن السيسي "أعطى منذ في بداية مسيرته السياسية، دفعة قوية لسياسة بلاده الخارجية، حيث جرت تلك العملية على خلفية التوتر، السري أولا، ثم العلني، مع الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما".

وأكد لبنون، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "السيسي يعمل على تنويع العلاقات وعدم الاعتماد على مصدر واحد"، مضيفا: "ولهذا السبب، سافر إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والدول الأفريقية وغيرها".

ورأى السفير الإسرائيلي، أن "الزيارة الحالية لها معنى مختلف؛ فالعلاقات بين مصر وفرنسا تاريخية، وإلى جانب الاتفاقيات الـ 17 أيضا التي تم توقيعها خلال هذه الزيارة، هناك ثلاث قضايا ذات أهمية خاصة بالنسبة للسيسي".

ولفت إلى أن أولي هذه القضايا هي؛ "القضية الليبية؛ وهي بالنسبة لمصر تتعلق بأمنها القومي – بحسب السفير -، وهنا تبدي فرنسا الاهتمام نفسه، وبالتالي فإن التنسيق والتعاون بين البلدين يحتل جدول الاهتمام لديهما"، معتقدا أن "التفاهمات في هذا المجال بين السيسي ومكرون تعززت".

هدف السيسي

وأما القضية الثانية، "هي تسليح مصر والتدريب على مكافحة الإرهاب، حيث يهتم السيسي بتغيير العقيدة العسكرية التقليدية لجيشيه، وهنا يجد السيسي صعوبة للقيام بذلك، في حين تملك فرنسا معرفة بهذا ويمكن أن تساعده".

ونوه أن القضية الثالثة؛ تهم "إسرائيل بشكل مباشر"، وهي تتعلق بالقضية الفلسطينية، فـ"باريس والقاهرة تنظران بالمثل لأهمية المصالحة الفلسطينية، حيث أكد السيسي أن المصالحة التي يشجعها ستساعد على منع تحول قطاع غزة لمكان للفوضى"، وفق قوله.

وتابع: "كما أن هدف السيسي من ذلك؛ هو التوصل لتسوية بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس صيغة الدولتين، إلى جانب الأمن لكلا الجانبين، وفرنسا من جانبها تدعم ذلك".

 

اقرأ أيضا: لماذا يجب أن يوضع حد لدعم ماكرون الأعمى للسيسي؟

وقال لبنون: "يجب أن تكون تل أبيب راضية عن مواقف السيسي في هذا الموضوع، لأنه بذلك دفن المبادرة الفرنسية التي عارضتها إسرائيل"، مشيرا إلى أنه "من المهم أن نلاحظ أن كل هذا النشاط لا يأتي لاستبدال الولايات المتحدة، فالعلاقات مع واشنطن بالنسبة للقاهرة استراتيجية وهامة؛ والسيسي يسعى لتعزيز موقفه على الساحة الدولية، ولكن ليس على حساب علاقاته مع الأمريكيين".


وأضاف: "لقد فهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذلك، وحسّن كثيرا من علاقته مع القاهرة، وينبغي أن تكون إسرائيل راضية عن ذلك أيضا"، وفق تقديره.