صحافة دولية

هل سيفاقم انهيار تنظيم الدولة الأزمة في الشرق الأوسط؟

نتزيو جيوبوليتيك: تنظيم الدولة شارف على الانهيار- أ ف ب

نشرت صحيفة "نتزيو جيوبوليتيك" الإيطالية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى ما سيؤول إليه الوضع الأمني في الشرق الأوسط بعد انهيار تنظيم الدولة في الرقة، خاصة على ضوء ما تشهده كل من العراق وسوريا من توتر وأزمات. بالإضافة إلى ذلك، ترغب العديد من الأقاليم في الانفصال على غرار إقليم كردستان العراق.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة قد شارف على الانهيار في ظل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضده، علاوة على الحرب التي تشنها القوات النظامية السورية وميليشيات حزب الله بدعم من روسيا لاستعادة مدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات.
    
وتجدر الإشارة إلى أن مهمة قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في منع حكومة الأسد من السيطرة على كل المناطق وخاصة آبار النفط في المناطق الشرقية.
 
وذكرت الصحيفة أنه في 26 من تشرين الأول / أكتوبر أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي انطلاق عملية استعادة "قضاء القائم" من تنظيم الدولة. وقد أورد العبادي أنه "ليس أمام تنظيم الدولة خيار سوى الموت أو الاستسلام".


وقد تمكنت القوات العراقية من استرجاع أكثر من 90 بالمئة من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة في سنة 2014. وفي الوقت الراهن، وقعت محاصرة عناصر تنظيم الدولة في المناطق القريبة من وادي نهر الفرات، بالإضافة إلى بعض المناطق الصحراوية السورية.
 
وذكرت الصحيفة أن هزيمة تنظيم الدولة ساهمت في تفاقم الأزمة في كل من العراق وسوريا. وفيما يتعلق بالشأن السوري، فقد عقد رئيس الأمن الوطني السوري، علي مملوك، يوم الاثنين اجتماعا مع قادة حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة القامشلي من محافظة الحسكة التي تقع في الشمال الشرقي على الحدود مع تركيا. وخلال الاجتماع، اقترح مملوك منح حزب الاتحاد الديمقراطي الحكم الذاتي في شمال البلاد، إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض من جهة الحزب الذي اقترح عليه في المقابل منطقة فيدرالية تحت سلطة الدستور.

أما بالنسبة للعراق، فبعد إقدام إقليم كردستان العراق على إجراء الاستفتاء على الاستقلال على الرغم من معارضة العديد من الجهات لذلك، جاء الرد من قبل بغداد قاسيا، حيث عملت على السيطرة على آبار النفط في كركوك والمناطق المحيطة.
 
ونقلت الصحيفة تصريحات أحد قياديي الحشد الشعبي، تقي المهدي، الذي اتهم البيشمركة بمساعدة عناصر من تنظيم الدولة على الفرار من مدينة الحويجة. وفي هذا الصدد، أفاد المهدي، قائلا: "لقد حظينا بهذه المعلومات من قبل مصادر موثوقة داخل البيشمركة. يوجد في الشرق الأوسط العديد من الخونة الذين يفضلون المال على الوطن".
 
والجدير بالذكر أنه وفي 5 من تشرين الأول / أكتوبر، تمكنت القوات العراقية من استعادة كامل مدينة الحويجة، وطرد تنظيم الدولة منها. وحسب ما أفادت به مصادر كردية، سلم المئات من مقاتلي التنظيم، الأسبوع الماضي، أنفسهم لقوات البيشمركة، في حين أن جزءا من هذه مجموعة، وفور دخول القوات العراقية إلى الحويجة، قد فر باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد.
 
وأكدت الصحيفة أن إقليم كردستان العراق يعاني من أزمة خانقة، حيث لم يتلق أي موارد مالية من بغداد لأكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي يعاني فيه عناصر البيشمركة من تأخر سداد رواتبهم. علاوة على ذلك، لا يزال الإقليم في تبعية للعراق، خاصة فيما يتعلق باستيراد الأسلحة، حيث لا بد من الحصول أولا على موافقة بغداد. والجدير بالذكر أن سبب سقوط مدينة الموصل في يدي تنظيم الدولة في سنة 2014، يعزى إلى تأخر وصول الأسلحة من طهران إلى مدينة أربيل مباشرة.
 
وأشارت الصحيفة إلى تراجع نفوذ الأكراد في العديد من المناطق وذلك بعد تمكن بغداد من السيطرة عليها، عقب المفاوضات التي أدت إلى انسحاب البيشمركة. وبعد أيام قليلة من الحرب على كركوك، أعلن زعيم إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني استقالته من منصب الرئيس، مؤكدا أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى. كما بادر برزاني بتوجيه لائحة من الاتهامات للولايات المتحدة.

من جهتها، انتقدت واشنطن وبشدة، البارزاني، مشددة على أنه قد تنكر ونسي دعم البيشمركة له في الحرب ضد تنظيم الدولة في الموصل ومناطق أخرى من العراق.
 
وأفادت الصحيفة أن البارزاني اتهم الحكومة العراقية بانتهاك الهدنة والدستور وذلك من خلال "احتلال كركوك". وقد وصف ما تعرض له بالخيانة، مما أدى إلى فقدان الأكراد للمدينة وحقولها النفطية، التي تعتبر موردا أساسيا للخزينة في أربيل.