ملفات وتقارير

شباب مصريون: "منتدى شباب العالم" دعاية انتخابية للسيسي

مؤتمر

واجه منتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ في مصر انتقادات واسعة؛ باعتباره دعاية انتخابية لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ومحاولة لتجميل صورته، في أعقاب التقارير الحقوقية الدولية المنددة بسجل النظام في ملف حقوق الإنسان.
 
وانطلق، الأحد، منتدى شباب العالم بمشاركة 53 وفدا وأكثر من 3 آلاف مشارك من جنسيات مختلفة، لكن ليس من بينها دول مثل روسيا أو أمريكا أو دول الاتحاد الأوروبي، وفق عدد من المراقبين.
 
أزمة السيسي مع الشباب
 
في المقابل، أكد الإعلامي الشاب، مجاهد عبدالعزيز، أن "السيسي يواصل سياسة " اللقطة  من خلال هذا المنتدى "، مشيرا إلى أن "هذا النظام عنده أزمة حقيقية مع الشعب، وفِي القلب منه الشباب الذين لايزالون يتذكرون سباب إعلاميي السيسي لهم في كل مناسبة".
 
وأضاف لـ"عربي21": "على نقيض ثورة يناير التي أخرجت الشباب للميادين ومنحتهم الصدارة في التشكيلات السياسية، فقد أعاد انقلاب السيسي العجائز مرة أخرى لمواقع القيادة".
 
وتوقع ألا يغير المؤتمر واقع الشباب، قائلا: "كما لم تغيره انتخابات الرئاسة ولا البرلمان ولا قناة السويس، ولا غيرها من فناكيش السيسي؛ فالتغيير عرفه الشباب يوم كانت تضج بهم الميادين وتتزين بهم الشاشات ،أما اليوم فقد سد السيسي طريق التغيير يوم أتى للحكم على دبابته".
 
مؤتمر انتخابي للسيسي
 
من جهته؛ رأى المتحدث باسم حركة 6 إبريل  الجبهة الديمقراطية، شريف الروبي أن "هذا المؤتمر انتخابي من الدرجة الأولى، ودعاية للسيسي ولحملته الانتخابية"، منتقدا في الوقت نفسه الترويج للمؤتمر على أنه منتدى للشباب العالمي"، هذا المنتدى لا يشارك فيه أي من شباب دول الاتحاد الأوروبي، أو روسيا وأمريكا".


وأكد في تصريحات لـ"عربي21": أن "هذه المؤتمرات لا يؤمن بها الشباب، فهم في كل مكان مقتنعون أنها دعاية للسيسي، ولتجميل صورته، ونحن كقوى شبابية لا نجد أي نتائج على أرض الواقع"، متسائلا: "نتحدث عن 4 مؤتمرات عن الشباب في الصعيد والإسماعيلية والإسكندرية وشرم الشيخ، الأول العام الماضي ما الذي تحقق رغم إنفاق عشرات إن لم يكن مئات ملايين الجنيهات".
 
منتدى شباب للمصفقين
 
بدوره، قال الباحث بالمرصد العربي لحرية الإعلام، أحمد أبو زيد، لـ"عربي21":إن "مثل هذا المنتدى لن يغير من صورة العالم عن السيسي، فالمجتمع الدولي يدرك حقيقة متناقضات الصورة في مصر، ويدرك أن الشباب هنا من الفئات المهمشة التي يحاربها النظام، ويلاحقها لخشيته من تكرار نموذج 25 يناير، لكن المصالح الغربية تتلاقي قطعا مع النموذج الفاشي الاستبدادي، الذي يشكل عمقا استراتيجيا للكيان الصهيوني".
 
وأكد أن "هذا المؤتمر هو نوع من أنواع الفساد والدعاية المباشرة للمرشح الأوحد في الانتخابات الرئاسية، التي تعد استفتاء كاستفتاءات مبارك، لذلك تجاهل النظام دعوة أي صوت مخالف واكتفى بالمصفقين، ليخرج المنتدى كمشهد انتخابي على نفقة دولة فقيرة (قوي)، كما قال السيسي ليس فيها تعليم ولا صحة ولا خدمات ولا اقتصاد".

 

خطوة للأمام
 
من جهتها دافعت عضو البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، وإحدى المنظمات، رندة موسى، عن المنتدى وأهدافه، وقالت لـ"عربي21": "رسالتنا لشباب العالم وصلت منذ اليوم الأول للمنتدى؛ أن مصر بلد الأمن والأمان، وهناك ردود فعل طيبة من الوفود الأجنبية المشاركة، وقد تغيرت نظرتهم لمصر، وسيعملون كسفراء لدى بلادهم في الدفاع عنها".
 
ونفت أن يكون جزء من المنتدى دعاية للسياحة أكثر منه دعوة للتحاور، قائلة "إن هناك قضايا عديدة سوف تناقش في المؤتمر، وهؤلاء الشباب يمثلون دور صناع القرار ويمثلون المستقبل".
 
وفيما يتعلق بعدم وجود دور حقيقي للشباب في الدولة رغم تلك المؤتمرات، أكدت أن "فكرة المؤتمر في حد ذاتها نابعة من أحد الشباب المشاركين في أحد المؤتمرات السابقة"، ولكنها استدركت بالقول: "ربما لا يوجد شباب في مراكز مهمة في الدولة الآن، ولكن بمرور الوقت قد نراهم بالفعل في منصب وزير أو رئيس، والأمر بحاجة إلى بعض الوقت وأن بعضهم موجود بالفعل مع الوزراء".
 
وردا على تقارير المنظمات الدولية التي تقول إن السلطات بمصر تضطهد الشباب، أجابت إن "تلك المؤتمرات أدت دورا في الإفراج عن المئات من الشباب المحبوسين بسبب قضايا سياسية، من خلال قوائم عفو رئاسية تشكلت لجنتها من الشباب"، مضيفة "أنها خطوة إيجابية في الدفاع عن الشباب المحبوسين على ذمة قضايا سياسية".