سياسة دولية

محلل إسرائيلي يتنبأ بفشل اللعبة السعودية في لبنان.. كيف؟

محمد بن سلمان يخطط لسحب البساط من تحت أقدام سعد الحريري لصالح شقيقه بهاء - ا ف ب

أكد محلل إسرائيلي بارز، أن السعودية تستغل قوتها الاقتصادية في لعبتها بلبنان من أجل تحديد من سيحكم في بيروت، لكنه من المستبعد أن تنجح في التحكم بجميع اللاعبين في الساحة اللبنانية.


سعد وبهاء


مع تردد الأنباء عن عزم المملكة العربية السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، سحب البساط من تحت أقدام رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري لصالح شقيقه بهاء، عبر خطة سعودية تقضي وفق ما ذكرته صحيفة "الأحبار" المقربة من حزب الله، بـ"إرسال سعد إلى بيروت لتسليم استقالته، ومن ثم يغادر لأوروبا ويترك السياسة".
 
وبناء على ذلك، يتأكد لأسرة الحريري أن السعودية "لم تنبذها تماما، ولا تزال ترى فيها شماعة راسخة يمكن أن تعلق عليها تأثيرها المستمر في لبنان"، بحسب ما قاله محلل الشؤون العربية لدى صحيفة "هآرتس" العبرية، تسفي برئيل.
 
وأوضح في تقرير له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه "لا يجب على الأمير الشاب إقناع عائلة الحريري فقط، وإنما، يجب أن يتبنى أيضا حزب المستقبل هذا الانقلاب، مع العلم أن إحناء الرأس ليس مقبولا على الجميع هناك".
 
وعلق وزير الداخلية اللبناني نهاد مشنوق، وهو أحد كبار أعضاء الحزب، ردا على اعتزام ولي العهد السعودي تعيين بهاء رئيسا للوزراء، بقوله: "نحن لسنا قطيعا من الأغنام يمكن نقل ملكيته من شخص لآخر".
 
ولفت المحلل الإسرائيلي، إلى أن "مشنوق يدرك أن تحدي القرار السعودي قد يكلف لبنان غاليا"، موضحا أن "السعودية التي فرضت عقوبات اقتصادية على لبنان قبل عام ونصف العام، وجمدت 3 مليارات دولار من المساعدات للجيش اللبناني، وعطلت الصفقات الاقتصادية بين البلدين، يمكنها الآن فرض عقوبات مؤلمة".
 
كما أن "هناك أكثر من 400 ألف لبناني يعملون في دول الخليج، وينقلون نحو 2.5 مليار دولار سنويا إلى وطنهم"، بحسب برئيل الذي قدر أنه "في حال تمكنت السعودية من تجنيد بعض دول الخليج معها للانضمام إلى العقوبات، فإن الاقتصاد اللبناني سيعاني من ضربة يمكن أن تكون قاتلة"، وفق تقديره.
 
نهاية اللعبة


ونوه المحلل الإسرائيلي، إلى أنه "ليس من المؤكد أن الأسلحة الاقتصادية ستكون كافية لتنفيذ تغيير الحكومة واستبدال السلطة في لبنان، لأن تعيين رئيس الوزراء هناك وفقا للدستور، يخضع لمسؤولية الرئيس ميشال عون، حليف حزب الله، كما أن التقليد المتعارف عليه في بيروت؛ أن يتم التعيين بموافقة جميع الأطراف".
 
وهكذا، فإنه "حتى لو استسلمت العائلة وحزب المستقبل للضغط السعودي، فإن حزب الله وحلفاءه في الحكومة والبرلمان قادرين على إحباط تعيين بهاء وادخال لبنان في مأزق سياسي واقتصادي".
 
وأشار برئيل، أنه "ليس من الواضح أي نوع من المكاسب السياسية يمكن أن تحققها الرياض من مثل هذه النتيجة، خاصة وأن الرأي العام اللبناني بدأ يستنكر التدخل الصارخ وغير المسبوق في شؤونه الداخلية من قبل الرياض".
 
ورأى أن "السعودية من الممكن أن تراهن على الضغط الاقتصادي، في إجبار حزب الله على التخلي عن معاقله السياسية، وبالتالي إلحاق الضرر بمصالح إيران"، مرجحا في مثل هذه الحالة أن "تحل إيران محل السعودية كراع اقتصادي، وتعوض الضرر الذي ستسببه المملكة للبنان".
 
وقدر أن "التلميحات السعودية حول خيار عسكري ضد لبنان، غير مقنعة"، مؤكدا أن "فتح جبهة أخرى في لبنان، إضافة إلى الحرب الفاشلة التي تديرها السعودية في اليمن؛ هو كابوس بالنسبة للمجتمع الدولي"،
 
وتساءل المحلل: "هل يوجد لدى السعودية خطة، مهما كانت، لنهاية اللعبة اللبنانية التي بدأت بدحرجتها؟"، موضحا أنه في حال كان "الجواب بنعم، فهي نجحت في إخفائها تماما".