ملفات وتقارير

بعد جولة المصالحة الأخيرة.. قيادي في حماس: فاشلة بامتياز

أعلن عن انتهاء لقاء القاهرة الأخير دون رفع للإجراءات التي فرضها الرئيس عباس على غزة- جيتي

 مع ولادة البيان الختامي للقاءات فصائل العمل الوطني الفلسطيني في القاهرة، والتي استمرت خلال اليومين الماضيين، يرى مراقبون أنه لا وجود لتقدم ملموس في ملف المصالحة الفلسطينية.


وألقت التصريحات المتضاربة للقيادي في "حماس" صلاح البردويل حول حقيقة ما جرى في القاهرة شكوكا حيال ما تم إنجازه في الجولة الأخيرة للحوار، حيث قال في تسجيل مصور: "خرجنا باتفاق بلا معنى، ولا آليات، ولا خطوات عملية للتطبيق"، قبل أن يعود في تسجيل آخر لينفي ما جاء في الأول ويقول: "لقد سجل لي الفيديو خلسة وأنا أتحدث بطريقة شخصية مع أحد الأشخاص".


"فاشلة بامتياز"


القيادي في حركة حماس عاطف عدوان، علّق على ما أفرزته لقاءات القاهرة الأخيرة بالقول: "من أسوأ ما حصل، أن تغفل مخرجات اللقاءات في القاهرة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة".


وأضاف النائب في المجلس التشريعي عن "حماس" في حديثه لـ"عربي21": "حتى لو تحدث المتحدثون، واعتقدوا أنهم قد أنجزوا إنجازات كبيرة، فإن "الواقع يؤكد أن الناس لم تلمس أي تغيير، والحصار ما زال على ما هو عليه"، مؤكدا أن لقاءات القاهرة الأخيرة، هي "لقاءات فاشلة بامتياز".

 

أقرأ أيضا: البردويل يلمح لفشل لقاءات القاهرة في التقدم بملف المصالحة

وحول فشل الفصائل في الضغط على حركة فتح لرفع الإجراءات العقابية عن غزة والتي اتخذها رئيس السلطة محمود عباس، أوضح القيادي في حماس أنه "للأسف الشديد، حركة فتح تعتمد على المحيط العربي، والحلفاء الإسرائيليين والأمريكيين؛ وهؤلاء ما زالت مواقفهم على ما هي عليه، من استبعاد المقاومة وعدم السماح لها بأن يكون له كلمة".


وتابع عدوان: "هم (فتح) لا يريدون لا مقاومة ولا سلاح ولا أي أمر من الممكن أن يؤرق إسرائيل، وبالتالي هذه هي النتيجة وتلك هي المخرجات".


وعن فقدان البيان الختامي، لجدولة زمنية واضحة لتنفيذ اتفاق القاهرة 2011، أكد عدوان، أنه "لا توجد في الأساس رغبة حقيقية أو حتى متصورة، من قبل حركة فتح برئاسة عباس، للقيام بعمل سياسي من شأنه أن يرفع الحصار عن غزة، أو حتى التخفيف عن المواطن الفلسطيني، والذي من شأنه أن يؤدي إلى مصالحة فلسطينية".


"التمكين أولا"


من جانبه، رفض المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أسامة القواسمي، التعليق لـ"عربي21" على نتائج لقاءات القاهرة، وقال: "ليس لدي تعليق، يمكنكم الحديث مع الأخ عزام الأحمد (رئيس وفد فتح في مباحثات القاهرة)"، حيث حاولت "عربي21" التواصل مع الأحمد أو أي من أعضاء وفد فتح بالقاهرة دون جدوى.


وكان الأحمد قال مساء الأربعاء إن "جدول الأعمال كان محدد سلفا، وهو إطلاع الإخوة من غير حركتي فتح وحماس، على ما تم إنجازه، واستعراض ما تم تنفيذه من التوقيع حتى يوم الاجتماع، وهو تمكين حكومة التوافق الوطني من بسط سلطتها وفق القانون والأنظمة الفلسطينية".


وأوضح أم ذلك "بحيث تتم إدارة قطاع غزة وفق القانون كما تتم إدارة الضفة الغربية، وهذا هو مفهوم التمكين، وتم استعراض ما تم إنجازه حتى تاريخه، ومناقشة كيفية إزالة العقبات؛ واتفق المجتمعون على إزالتها وتذليل أي عقبات"، منوها أنه "من المفروض أن ينتهي التمكين يوم 1 ديسمبر المقبل".


حالة الإحباط


بدوره يرى أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن البيان الختامي للقاء القاهرة "جاء بلغة دبلوماسية لتجاوز حالة الإحباط السائدة، وعدم الاعتراف بالفشل في هذه الجولة من لقاءات المصالحة برعاية المخابرات المصرية".


 وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه "رغم تأكيد البيان على ما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2011، إلا أنه لم يتم وضع آلية لتطبيق تلك الاتفاقية.. كما أنه لم يتم تحديد جدول زمني للبدء الفعلي بتنفيذ كافة الاستحقاقات المتعلقة بالملفات المختلفة".


واعتبر البسوس، أن "من أخطر ما تم إسقاطه في البيان، خلوه من التوجه الواضح والمؤشرات بشأن رفع العقوبات التي فرضتها الرئاسة الفلسطينية على قطاع غزة"، لافتا إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومعهما بعض الدول العربية، وضعت فيتو على إنجاز المصالحة مع حماس"، منوها أن "المصالحة بشكل فعلي تسير نحو الفشل".


الحصار مستمر


من جانبه، اعتبر رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، إياد الشوربجي، أن ما جاء في البيان، "عبارات فضفاضة بصيغ مفتوحة غير محددة، كما أنه لم يقدم شيئا عمليا على أرض الواقع يلمسه المواطن الذي اكتوى بنار الانقسام وينتظر الخلاص منه".


 وقال في حديثه لـ"عربي21": "لم يذكر البيان موعدا محددا لإنهاء الإجراءات العقابية التي فرضها رئيس السلطة على الشعب الفلسطيني في القطاع، وعليه فسيبقى الحصار مستمرا".


 ولفت الشوربجي، إلى أن البيان الذي يعكس ما دار خلال لقاءات القاهرة، "لم يعالج القضايا الخمس الأساسية التي نص عليها في اتفاق القاهرة 2011، بشكل كاف، وبقيت مجمل هذه الملفات معلقة".


ورأى أن "وفد حركة فتح نجح في تأجيل هذه الملفات والمماطلة في معالجتها، بغية استمرار حالة الاستحواذ على مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني"، منوها أن الفصائل المجتمعة في القاهرة "لم تضع جدولا زمنيا وآليات تنفيذ محددة وواضحة لما تم التوصل له سابقا من اتفاقات وتفاهمات، لذلك فإن من الصعب أن نتوقع نتائج ملموسة في الأفق المنظور".


وأشار رئيس معهد فلسطين للدراسات، إلى أن "مختلف الفصائل المنخرطة في لقاءات القاهرة والمتابعين لمجريات ونتائج تلك المباحثات، يلمسون أن قيادة حركة فتح ما زالت محكومة بعقلية التفرد والإقصاء، والرضوخ لابتزاز وضغوط الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية"، وفق تقديره.