صحافة دولية

صحيفة فرنسية: تركيا تواجه باريس في سوريا وإسرائيل بغزة

أردوغان هاجم ماكرون الذي استقبل في قصره وفدا من قوات "قسد"- جيتي

نشرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن غضب أنقرة بسبب التعاون الفرنسي الكردي من جهة، وبسبب القمع الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة من جهة أخرى. وجعلت أحداث هذا الأسبوع أنقرة على خط النار مع فرنسا وإسرائيل، وحتى كوسوفو.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المنطقة تشهد تجاذبات سياسية ودبلوماسية في جميع الاتجاهات، خاصة بعد أن جدت نقاشات دبلوماسية حادة بين تركيا والعديد من الدول الأخرى.
 
وبدأت هذه المناوشات مع فرنسا عندما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الخميس الماضي في الإليزيه، وفدا من قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف العربي الكردي، الطرف الذي كان له دور مهم في الحرب ضد تنظيم الدولة.
 
وأضاف معد التقرير ناتالي أمو أن السلطات التركية تعتبر وحدات الشعب الكردي، المكون الأساسي لهذا التحالف، على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة والاتحاد الأوروبي من المنظمات الإرهابية.

 

وظهر التوتر في العلاقات بين تركيا وفرنسا، عندما صرح الوفد الكردي بأن باريس ستقدم "مساعدة عسكرية" للأكراد في سوريا.

 

في المقابل، لم يؤكد الرئيس الفرنسي هذه التصريحات، وأعلن أنه لن يتم إطلاق عملية عسكرية أخرى في الشمال السوري.
 
وأشارت الصحيفة إلى وجود قوات فرنسية خاصة في الشمال السوري تعمل جنبا إلى جنب مع القوات الأمريكية المتواجدة في منبج.

 

اقرأ أيضا: صحيفة فرنسية: ما برنامج ماكرون في كردستان سوريا؟

 

من جهته، ظن الجانب الفرنسي أنه يهدئ الوضع مع أنقرة، من خلال اقتراح الوساطة في الصراع الكردي التركي، بشرط أن تلتزم قوات التحالف العربي الكردي بعدم التعامل مع حزب العمال الكردستاني.

 

لكن، قوبلت هذه المبادرة بالرفض من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي رد عليها بالقول إنه "لا يريد الوساطة الفرنسية من أجل التفاوض مع منظمة إرهابية".  
 
وتطرقت الصحيفة إلى جانب آخر من الصراع الدبلوماسي، الذي تمثله كل من تركيا وإسرائيل.

 

وجدّ هذا التوتر إثر اندلاع المواجهات العنيفة في غزة، الجمعة الماضي.

 

وقام الجيش الإسرائيلي خلال هذه الأحداث بقتل قرابة 17 متظاهرا فلسطينيا شارك في المظاهرات الحاشدة، التي انطلقت بمحاذاة الجدار العازل بين غزة وإسرائيل.
 
وأوردت الصحيفة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اعتبر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إرهابيا".

 

في المقابل، رد نتنياهو على هذه التصريحات بالقول إن "جيشه لا يتلقى دروسا في الأخلاق من شخص يقصف المدنيين بشكل متواصل منذ سنوات".
 
وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة انتقدا الرد الإسرائيلي، وأعلنا إجراء "تحقيق مستقل" بشأن العنف المسلط على المتظاهرين في غزة.

 

وفي السياق ذاته، وصف وزير الحرب الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان، التحقيق الذي سيجرى "بالنفاق".

 

اقرأ أيضا: ماكرون يلتقي وفدا من قوات سوريا الديمقراطية

 

واعتبرت الصحيفة أن اشتعال فتيل العنف ينبئ بخطورة التصعيد، حيث يحاصر قطاع غزة، الذي يخضع إلى سيطرة حركة حماس، من الجانب المصري والإسرائيلي على حد سواء.

 

ويضاف إلى ذلك، عدم توصل حماس إلى اتفاق مع حركة فتح التي يقودها محمود عباس.

 

وأدت هذه التطورات إلى تدهور الوضع أكثر في القطاع؛ ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية أو إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل.
 
وأوضحت الصحيفة أن التوترات يعد الرئيس، رجب طيب أردوغان، جزءا منها لم تتوقف عند هذا الحد، إذ كان لتركيا ردة فعل غاضبة ضد كوسوفو، التي استقلت عن صربيا سنة 2008، التي تضم غالبية مسلمة.

 

وعلى وجه الخصوص، تتورط كوسوفو في عملية أمنية مشتركة بين الاستخبارات في تركيا وكوسوفو، أسفرت عن تسليم معارضين لأردوغان إلى أنقرة.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن رئيس الحكومة الكسوفي، راموش هاراديناي، قام بإقالة وزير الداخلية والمخابرات، ردا على العملية الأمنية السابق ذكرها. ونتيجة لذلك، انزعج الرئيس التركي وتوعد الكوسوفيين بدفع الثمن.