حول العالم

شركات عالمية تتجسس على موظفيها بطرق مبتكرة.. تعرف عليها

بعض الشركات تقوم بتشغيل كاميرات أجهزة الموظفين للتأكد من وجودهم- جيتي

سلطت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية الضوء في تقرير لها على الطرق التي تتبعها العديد من الشركات الكبرى في العالم لـ"التجسس" على موظفيها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه لا يمكن لأحد أن يتخيل أن رئيسه في العمل يراقب أوقات مغادرته للمكتب، أو وقت ذهابه إلى الحمام، وحتى ما إذا كان يعاني من الإجهاد أو بصدد اتباع حمية سيئة. قد يبدو ذلك أقرب إلى مسلسل الخيال العلمي "بلاك ميرور" من الواقع. لكن، قد حدث الأمر بالفعل.

 وبينت أنه في السنة الماضية، قامت شركة "ثري سكوير ماركت" الأمريكية، المختصة في آلات البيع، بإدخال رقاقات إلكترونية بحجم حبة الأرز بين إبهام وسبابة موظفيها. وكان الهدف من ذلك هو السماح للموظفين بفتح الأبواب الأمنية، وتسجيل الدخول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وتسديد المدفوعات عبر آلات البيع الخاصة بالشركة.

 في المقابل، كان هدف المدير التنفيذي لشركة تود ويستبي، يتمثل في إخضاع حوالي 72 شخصا لمراقبة هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة. وفي وقت لاحق، أطلقت الشركة تطبيقا يجمع بين الرقاقة الإلكترونية ونظام تحديد المواقع العالمي للهاتف؛ مما يسمح بتتبع الموظفين خلال كامل ساعات العمل وفي كل الأيام.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ السلوك التنظيمي في كلية كاس لإدارة الأعمال، أندريه سبايسر، أن "هذه التقنية تسمح بمتابعة الموظفين في بيئة عملهم، كما تعمل بمثابة بطاقة لتسجيل الدخول والخروج من الشركة. إلى جانب ذلك تمكن هذه التكنولوجيا من معرفة عدد المفاتيح التي ضغط عليها الموظفون، وما الذي يشاهدونه على الشاشة أثناء عملهم، أو نوع اللغة التي يستخدمونها. كما تمتد هذه الرقابة حتى خارج مكان العمل".

وأضافت أن أساليب التجسس على الموظفين تختلف وتتنوع من شركة إلى أخرى. وعلى سبيل المثال، ابتكرت الشركات الصينية طرقا غريبة لمراقبة رأس مالها البشري. ومنذ بضعة أسابيع، قامت بعض الشركات في العملاق الآسيوي بزرع أجهزة استشعار في الخوذات والقبعات التي يرتديها الموظفون، لتتمكن من إنشاء مسح لموجات المخ واكتشاف حجم التعب، والإجهاد، والضغط، والحالات المزاجية للموظف.

وأوردت الصحيفة أن بعض الشركات التكنولوجية الأخرى تقوم ببيع منتجات قادرة على الحصول على لقطات صور منتظمة للموظفين أثناء العمل، ومراقبة استخداماتهم للإنترنت والشبكات الحاسوبية.

 

وتمكن هذه الوسائل أيضا من التقاط صور للموظفين في مكاتبهم، باستخدام كاميرات الويب الموجودة في حواسيبهم. كما أن العمل من المنزل ليس بمعزل عن هذه المراقبة، حيث يمكن متابعة أداء الموظفين أو مراقبة أنشطتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، عن بعد.

وأبرزت الصحيفة أن كل ابتكار تكنولوجي قد جلب معه طريقة جديدة للتجسس على الموظفين. وعلى سبيل المثال، يتم اليوم استخدام رقاقات الراديو اللاسلكية من قبل الشركات لتتبع العمال في جميع أنحاء المؤسسة. كما يتم تسجيل الأشخاص الذين يتفاعلون معهم، والوقت الذي يقضونه في الحمام.

في هذا السياق، توفر مجموعة "بيوتراكينغ" وسائل لرؤساء العمل تتيح لهم حساب عدد الخطوات التي يقوم بها الموظف في اليوم الواحد، إلى جانب حساب معدل دقات القلب. وتساعد هذه الوسائل على التعرف على ما يأكله وما يشربه الموظف، وحتى عدد ساعات نومه ومستويات هرموناته.

 وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال السنوات الأولى من ظهور الإنترنت كان يُنظر إلى المراقبة على أنها سلوك سيء. لكن، تغير الوضع في الوقت الراهن، إذ يعتقد الكثير من الموظفين أن أشكال المراقبة الرقمية الحديثة لها فوائد كثيرة. في المقابل، أكد سبايسر أن "هناك بعض الموظفين في شركة "ثري سكوار ماركت"، قد بدأوا عن طوعية في استخدام أجهزة المراقبة".

وبيّن سبايسر أنه "في وقتنا الراهن، لا يمانع الكثيرون  في مشاركة لحظات حياتهم الشخصية على موقع فيسبوك، على أمل كسب نسبة من الإعجاب. وبالمثل، قد يكون الموظفون سعداء لمشاركة المعلومات الحميمة مع رئيسهم في العمل، لأنهم يريدون أن يشعروا أن أحدا ما يهتم بحياتهم".

ونقلت الصحيفة على لسان الخبير في قانون العمل، فيل لانداو، أنه "يجب إبلاغ العامل مسبقا بطرق المراقبة التي يتم استخدامها، فضلا عن الغرض من استخدام صورهم وكيفية تسجيلها. وفيما يتعلق بنظام تحديد المواقع العالمي، فيجب أن يتم استخدام البيانات التي يتم جمعها فقط لإدارة الشركة، إذ لا يسمح أبدا بتشغيل أي جهاز جي بي أس في حال استخدم الموظف السيارة لأسباب شخصية خارج أوقات العمل".

وأفادت الصحيفة أن شركة أمازون تعد إحدى الشركات الرائدة في هذا النوع من التكنولوجيات. لكن، بدلا من استخدام جهاز تجسس مثل الرقاقة الإلكترونية، تراقب الشركة موظفيها من خلال أساور تتعقب مواقعهم في المستودع.

يقول الصحفي جيمس بلودورث، الذي أمضى شهرا في العمل في شركة أمازون إن "هذا الجهاز يساعد على تسجيل إنتاجيتنا في جميع الأوقات. كما يمكن أن يتلقى الشخص تحذيرات لزيادة الإنتاجية. إلى جانب ذلك، يتم وصف فترة الذهاب إلى الحمام على أنها فترة توقف عن النشاط".

في المقابل، نفت أمازون هذه الادعاءات وأكدت أن "أجهزة المسح هذه شائعة في قطاع الخدمات اللوجستية والتخزين، وهي مصممة لمساعدة الأشخاص على أداء وظائفهم. كما يمكن لجميع الموظفين الذهاب متى شاؤوا إلى المرافق الصحية، والتي تقع على بعد خطوات قليلة من أماكن عملهم".

ولفتت الصحيفة إلى أن شركة أوبر تعتمد أيضا وسائلها الخاصة لمراقبة عمالها. وفي السنة الماضية، تمكن سائق أوبر الشهير جيمس فارار، من كسب قضية ضد الشركة بسبب انتهاك حقوق السائقين، وحذر من جمع الشركة للكثير من المعلومات عن العمال. في المقابل، ردت الشركة أن هذه المراقبة تستخدم لضمان "رحلة أكثر سلاسة وأمانا، وتهدف إلى إعلام عمالها بكيفية القيادة".