صحافة إسرائيلية

مستقبل التهدئة مع حماس.. هكذا يراها خبيران إسرائيليان

مستشرق إسرائيلي: الطائرات الورقية المشتعلة أظهرت أن حماس ليست بوارد الذهاب لحسم عسكري- جيتي

نشر ما يعرف بـ"معهد القدس للشؤون العامة والدولية" وهو أحد مراكز البحث المرموقة في إسرائيل، ويديره الوكيل السابق لوزارة الخارجية والسفير السابق في الأمم المتحدة، دوري غولد، مناظرة إسرائيلية حول مستقبل التهدئة مع حركة حماس في غزة.


وتضمنت المناظرة رأي خبيرين إسرائيليين يحملان موقفين متعارضين من موضوع التهدئة، أحدهما يؤيدها والآخر يرفضها، ولكل أسبابه، حسب المركز، وذلك في ظل الأوضاع التي تشهدها منطقة السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 1948 من أكثر شهرين.


ويرى المستشرق بنحاس عنبري، أن "الهدف الحقيقي لحماس من هذه الجولة التصعيدية الأخيرة هو الوصول لتهدئة طويلة مع إسرائيل، بهدف إخراج قطاع غزة من الحصار المفروض عليه، ما يعني أن الوضع الناشئ حاليا على حدود غزة مختلف كليا عن أي جولات تصعيدية سابقة". 


أدوات ضغط

 

وزعم في مداخلته -التي ترجمتها "عربي21"- أن حماس "لم تقصد هذه المرة خوض مواجهة عسكرية لتحقيق إنجاز عسكري، وإنما سعت لتفعيل أدوات الضغط على إسرائيل، لإجبارها على التوصل لتهدئة معها، عبر إقامة ترتيبات لتسهيل الحياة والمعيشة في غزة، وتمكين الغزيين من الحياة في ظروف طبيعية قدر الإمكان، ليس الحديث يتعلق بهدنة أو تهدئة، وإنما ترتيبات".


وأوضح عنبري، وهو مستشار سابق في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية للشؤون العربية، أن "المقصود بالترتيبات أقل من مفهوم الهدنة، هي عملية تتيح توفير ظروف إنسانية للفلسطينيين في القطاع دون أي صلة بعملية عسكرية قد تنشب، بحيث يتم العمل على فتح المعابر وإقامة الميناء وإعادة الحياة لطبيعتها في غزة".


ويضيف أنه "رغم رفض السلطة الفلسطينية لهذه المطالب، لكن هذا الخيار لم يخضع للاختبار الإسرائيلي بعد".


رفاهية غزة

 

وأكد المستشرق الإسرائيلي أن "الطائرات الورقية المشتعلة أظهرت أن حماس ليست بوارد الذهاب إلى حسم عسكري، وإنما إجبار إسرائيل للجلوس مع الوسطاء للتوصل لترتيبات معيشية وإدارية للوضع في القطاع، لكن الجديد أن رام الله لن تكون جزءا من الترتيب السياسي الجديد في غزة"، وفق تعبيره.


ويعتبر عنبري أن "أحد أخطائنا الكبيرة في هذه الأزمة أننا أعلنا أن رفاهية سكان غزة هي مصلحة لنا، ما دفع حماس لاتخاذ خطوات من شأنها تسخين الوضع، ولسان حالها يقول: إذا كان تحسين الظروف في غزة مصلحة إسرائيلية، فماذا يمكن أن تعطينا إسرائيل مقابل تحقيق هذه المصلحة؟".


وقال إن على إسرائيل "أن تعلن أن طبيعة حياة سكان غزة هي مصلحة لقيادة حماس، والأمر لا يعني إسرائيل في شيء، لكنها ستبدي استعداداها لتقديم المساعدة في حال توقفت حماس عن القتال". 


"تدمير إسرائيل"


في المقابل يرى الجنرال يوسي كوبرفاسر الوكيل السابق لوزارة الخارجية في مداخلته أن "حماس لا تريد التوصل لترتيبات في غزة، وإنما مواصلة الكفاح ضد إسرائيل، وما زالت الحركة تضع نصب عينيها هدف القضاء على إسرائيل، وليس شيئا آخر".


ويضيف: "هذا هو جذر الصراع الحقيقي مع حماس، وهذا الهدف أهم كثيرا بنظر قادة الحركة من تحسين الظروف المعيشية والمالية في غزة، ولذلك فهم يواصلون منذ أكثر من شهرين مسيرات العودة، وليس مسيرات تحسين ظروف السكان في غزة".


وأضاف كوبرفاسر، الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" أن "هناك في قيادات حماس من هم مستعدون للتضحية بحياتهم مقابل تحقيق هدف تدمير إسرائيل، مع العلم أن المعاناة الاقتصادية لسكان القطاع نابعة من التزامات حماس بالكفاح ضد إسرائيل، وقادة الحركة يرون أن دفع هذا الثمن معقول وطبيعي".


"ضربات قوية" 

 

وأشار إلى أنه "رغم الظروف الإنسانية الصعبة في القطاع، فإن حماس ليست بوارد التنازل عن سلاحها، أو قدراتها العسكرية، ولذلك فإن استمرار الضغط على سكان القطاع، من المتوقع أن يسفر عن انفجار في وجه إسرائيل في ظل ظروف ليست مريحة بالنسبة لها".


ويدعو كوبرفاسر لتصعيد عسكري مع حماس، ويقول إن "الأزمة القائمة في غزة ليس لها حلول سهلة، لكن ذلك يتطلب توجيه ضربات قوية حاسمة لحماس من شأنها أن تكبح جماحها عن استكمال مشوارها العسكري ضد إسرائيل، لاسيما في ظل الواقع المحلي والإقليمي الذي يعاند الحركة، ولا يساندها".


وختم بالقول إن "إسرائيل مطالبة بالتوقف عن الصراخ الدائم حول الظروف الإنسانية في القطاع، وإشعار نفسها بأنها ملزمة بتحسينها، لأن ذلك مهمة الفلسطينيين، وطالما أنهم ليسوا بوارد البدء في تحسينها، فليس هناك معنى لإجبارهم على القيام بذلك".