ملفات وتقارير

ماذا في كواليس إغلاق قناة "أون تي في" الإخبارية بمصر؟

شركة "إعلام المصريين" قررت وقف قناة "أون لايف" عن البث فجر اليوم- أرشيفية
تسود القنوات الإخبارية الخاصة في مدينة الإنتاج الإعلامي بمصر حالة من التقلبات المفاجئة في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها إدارة تلك القنوات، وعلى رأسها مجموعة قنوات "أون تي في" والتي تخضع لسيطرة المخابرات العامة.

وفي قرار مفاجئ؛ قررت شركة "إعلام المصريين" وقف قناة "أون لايف" عن البث، فجر اليوم، وإنهاء مشوار إحدى أشهر محطات الأخبار بمصر بعد رحلة امتدت أكثر من سبع سنوات، منذ انبثاقها من قناة "أون تي في"، برئاسة ألبرت شفيق آنذاك، وتبوأت مركزا متقدما كونها القناة الإخبارية المصرية الوحيدة الخاصة عقب ثورة 25 يناير.

وقنوات "أون" محسوبة على المخابرات العامة المصرية، بعد أن استحوذت شركة "إيجل كابيتال للاستثمارات المالية" التي ترأسها داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة وزوجة محافظ البنك المركزي الحالي، طارق عامر، على حصة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة في مجموعة "إعلام المصريين" بعد أن آلت ملكيتها من مالكها الرئيسي، رجل الأعمال القبطي، نجيب ساويرس.

استبدال الأخبار بالرياضة


وقالت الشركة في بيان، وصل "عربي21" نسخة منه إن القناة ستتوقف عن البث، مع الحفاظ على حقوق العاملين بالقناة، كما تم الإعلان عن إطلاق قناة "أون سبورت 2" على نفس ترددات قناة "أون تي في لايف" بعد توقفها".

وفي هذا الصدد، شكك عدد من الموظفين في تصريحات منفصلة لـ"عربي21" في حقيقة تنفيذ ما جاء في البيان فيما يتعلق بالحفاظ على حقوق العاملين بالقناة، ويقدر عددهم بالمئات، وأعربوا عن غضبهم الشديد من طريقة إغلاق القناة المفاجئة دون أية مقدمات.

وأكدوا أنه لم يتواصل معهم أي مسؤول من الإدارة فيما يتعلق بحقوق العاملين بالقناة سواء القدامى أو الجدد، وأن القرار يعد بمثابة كارثة لهم بعد أن فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي، وبعضهم ليس لديه فرصة عمل في مكان آخر، مع تقليص عدد القنوات الإخبارية في مدينة الإنتاج الإعلامي.

وعن أسباب إيقاف بث القناة الإخبارية، قال صحفي ومعد بالقناة لـ"عربي21": "القرار كان مفاجئا، وصادما، وأصاب مئات العاملين بالإحباط، والذهول"، مضيفا أن "مئات الموظفين بدأوا في التوافد إلى القناة غداة إعلان وقف بثها لاستطلاع الأمر".

توقيت مريب

وذكر المصدر أنه "لا أحد كان يعلم بموضوع إغلاق القناة، ولا حتى مدراء الأخبار والتحرير"، مشيرا إلى أن "رئيس القناة، خالد مرسي، ليس لديه أسباب واضحة عن إغلاق القناة، وأكد لموظفيه في اليوم التالي لإغلاقها أنه أُبلغ بإنهاء بث القناة الساعة الثانية صباحا، من خلال قراءة بيان الإغلاق في النشرة الأخيرة، التي فاجأت الكثيرين".

وأضاف المصدر أن "وقف بث القناة الإخبارية يأتي في توقيت مثير للتساؤل، إذ أن القناة كانت قد أنهت استعدادها للمؤتمر الوطني للشباب بحضور السيسي بجامعة القاهرة، وإنهاء خطة التغطية الإخبارية من خلال توزيع المراسلين، وإعداد التقارير، وقبل انتهاء الشهر بثلاثة أيام فقط، وفي تكتم شديد ومريب".

وتوقع "أن تقوم إدارة القناة بعدم الاحتفاظ بالصحفيين والمذيعين والمعدين والمصورين خاصة أنها أبلغتهم أن موظفي الموارد البشرية سوف يجلسون معهم لإنهاء أوضاعهم المادية"، مشيرا إلى أن "غالبية الموظفين غير مؤمن عليهم، ولا نتوقع الكثير منهم، فمكتب العمل دائما ضد حقوق العامل أيا كان وضعه أو وظيفته".

وعلق المذيع السابق بقناة "أون تي في" وأحد المؤسسين لها، حسن فودة، رغم تحفظه على أدائها، عن بالغ أسفه وصدمته من إغلاق القناة، وكتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "لم أفاجأ، ولعلي من أوائل من تحدثوا وتوقعوا محنة الإعلام الإخباري في مصر من عدة سنوات، لكن ذلك لم يحل دون صدمتي وحزني رغم كثير من تحفظاتي على أداء القناة - وغيرها من القنوات المحلية- مؤخرا".

إعلام العسكر

وبأن ما يواجهه الإعلام المصري من عمليات إغلاق ودمج، ووضع ومستقبل إعلاميها بعد سنوات من العمل، أكد الخبير الإعلامي، حازم غراب، لـ"عربي21": "فِي إعلام الطغاة لا حقوق لمن باعوا شرفهم المهني وارتضوا أن يكونوا أحذية في أقدام الانقلاب، وما أسهل على أولئك الطغاة أن ينتهكوا كل المواثيق والعقود".

مضيفا أنه "منذ زمن الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر لا يزيد موقع الصحفي كبيراً أو صغيراً عن كونه عسكري مراسلة يؤمر فينفذ ما يؤمر به، بل وأحيانا تصله مواد مكتوبة ويأمره مرسلوها بنشرها باسمه دون أن يغير فيها حرفا أو يزيد عليها فاصلة أو نقطة".

وأكد أن ما يحدث يأتي في سياق "صنع الأذرع الإعلامية"، قائلا: "ارجع إلى التسريبات التي جاءت على لسان السفاح (السيسي) ومدير مكتبه عن صناعة الأذرع وعن الواد يوسف الحسيني والبت عزة … إلخ".