سياسة عربية

"عربي21" تكشف تفاصيل لقاءات حماس ومصر وميلادينوف

ميلادينوف التقى قيادة "حماس" في غزة مرات عدة خلال الأيام الأخيرة- جيتي

كشفت مصادر قيادية فلسطينية مطلعة، بعض تفاصيل اللقاءات التي تجرى بين كل من حركة حماس ومصر ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف، بشأن الأوضاع في غزة.

وأوضحت في حديث خاص لـ"عربي21"، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، قدم إلى غزة مؤخرا عدة مرات من أجل "منع المقاومة من الرد على انتهاكات وجرائم الاحتلال، ونزع فتيل الأزمة التي كانت ستؤدي إلى حرب جديدة"، مؤكدة أن الفصائل أبلغت المبعوث الأممي بأنها متمسكة بمعادلة "القصف بالقصف" ولن تجري أي تغيير على قواعد الاشتباك.

وذكرت المصادر أن ميلادينوف، طرح خلال زياراته لغزة عودة المعابر لما كانت عليه قبل 30 آذار/ مارس الماضي (يوم انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار)، إضافة لبعض التسهيلات، منها: العودة لمسافة 9 أميال للصيد، وتزويد محطة الكهرباء بالوقود لتتمكن من العودة لبرنامج الثماني ساعات وصل، وتحسين نسبة دفع رواتب موظفي غزة التابعين للسلطة الفلسطينية.

ونوهت إلى أن مقترحات ميلادينوف السابقة، كانت في مقابل "العودة لاتفاق التهدئة عام 2014، وإيقاف الطائرات والبالونات الحارقة بالكامل، والابتعاد عن الخط العازل مسافة 200 إلى 700 متر".

في حين شددت حركة حماس، على مطالبها التي قدمتها لمبعوث الأمم المتحدة خلال زيارته لغزة، وهي: "فتح كافة المعابر بشكل كامل ودائم، وعودة مسافة الصيد إلى 12 ميلا، ورفع العقوبات التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس بشكل كامل وبضمانات دولية، ودفع رواتب موظفي غزة التابعين للسلطة والموظفين الذي تم توظفيهم عبر الحكومة في غزة، إضافة إلى الفصل الكامل لملف الأسرى الإسرائيليين بغزة عن أي موضوع إغاثي أو إنساني".

مصر منزعجة


وأكدت "حماس" والفصائل لميلادينوف، أن رفع الحصار هو حق أساسي لشعبنا، ورفضت أن تتم "مقايضته بأي حلول سياسية".


ومن بين الطلبات: "تدشين ممر مائي بحري- سواء عبر قبرص أو مصر، وإعادة إعمار مطار غزة، وإقامة محطة توليد للكهرباء ومحطة تحلية مياه الشرب، إضافة إلى إيجاد فرص تشغيل"، وفق المصادر المطلعة التي أكدت أن "حماس" تفاوض بصلابة، "وهي ترى أن مقترحات ميلادينوف دون المستوى المطلوب ولا توازي تضحيات الشعب الفلسطيني".

وأكدت المصادر القيادية، أن لدى عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله "مخاوف كبيرة" من أن يتم تجاوز السلطة واعتماد طرف ثالث دولي للتعامل مع غزة في مختلف القضايا التي تتعلق بها، مثل إعادة الإعمار ورواتب الموظفين.

 

اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21" وفد حماس برئاسة العاروري يتوجه إلى غزة

وبشأن ما يجري الحديث عنه حول "اتفاق تهدئة طويل الأمد"، بينت أن مصر ومعها ميلادينوف، أبلغا عباس بأنه "في حال لم تستجب لمتطلبات التهدئة، فسيتم تجاوز السلطة ودفع رواتب كامل الموظفين في غزة (التابعين لرام الله، والموظفين الذين قامت الحكومة بغزة بتوظيفهم والمقدر عددهم بأكثر من 40 ألفا) عبر أموال المقاصة (أموال الضرائب التي تجنيها إسرائيل لصالح السلطة عن البضائع القادمة لغزة) من خلال طرف ثالث".

وذكرت المصادر، أن مصر تريد أن تبقي ملف غزة "حصريا" لها، وهي "منزعجة" من تدخل كافة الأطراف؛ ومن بينهم مبعوث الأمم المتحدة الذي تمكن من جمع نحو 650 مليون دولار حتى الآن، مؤكدة أن القاهرة "تسعى في أن تكون كافة التحسينات التي قد تطرأ على غزة من خلالها هي من أجل الاستفادة الاقتصادية".

الأسرى الإسرائيليون

ولفتت إلى أن "مصر غير موافقة على تدشين ممر مائي؛ لا عبر قبرص ولا حتى بور سعيد، في حين أن قطر متشجعة وتدعم بشكل كبير إنشاء ممر مائي عبر قبرص".

وحول صفقة تبادل للأسرى جديدة بين المقاومة والاحتلال، كشفت المصادر الفلسطينية، أن ميلادينوف "نقل لحركة حماس، موافقة إسرائيل على طلب المقاومة فصل ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة عن باقي الملفات، التي يجري الحديث عنها؛ وذلك عقب إصرار المقاومة على فصل الملف وعدم ربطه بأي قضايا إنسانية أو غيرها".

وأكدت المصادر القيادية البارزة في حديثها الخاص مع مراسل "عربي21"، أن "إسرائيل ما زالت غير جاهزة للبدء في مفاوضات جادة حول ملف جنودها الأسرى، لذا فهي تتحمل المسؤولية عن بقاء جنودها في يد المقاومة".

ومع ما يجري حاليا في مصر وعبر زيارات الوفود المختلفة لغزة لبحث "ترتيبات جديدة من أجل تخفيف الحصار عن غزة"، نبهت إلى أن موقف كافة الفصائل العاملة في غزة، هو "استمرار مسيرات العودة، وتواصل استخدام الطائرات والبالونات الحارقة بما يخدم الأهداف والمطالب الوطنية الفلسطينية".

 

اقرأ أيضا: ميلادينوف يصل غزة ويلتقي هنية في محاولة لوقف التصعيد

ولفتت المصادر، إلى أنه للمرة الأولى "يجري التعامل المباشر من قبل الأمم المتحدة وعدة أطراف دولية مع حركة حماس، وهذا يتم بضوء أخضر أمريكي وإسرائيلي"، منوهة إلى أنه "لم يطلب من قيادة حماس خلال اللقاءات التي جمعتها مع تلك الأطراف ترك السلاح، ولا الاعتراف بقرارات الرباعية الدولية ولا نبذ الإرهاب، ولا حتى الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين السلطة والاحتلال".

وقالت: "ما يجري من تدخلات من عدة جهات دولية؛ هو تدخلات فاعلة؛ لكن مصالح تلك الجهات والأطراف تختلف من طرف لآخر".