سياسة عربية

"تدفق كبير" على منصة الوظائف القطرية يثير سخرية الأردنيين

توقعات بزيارة 2 مليون أردني لموقع تقديم الوظائف- جيتي

أثار التدفق الكبير وأعداد المتقدمين المرتفعة على المنصة الإلكترونية التي أطلقتها الحكومة الأردنية للتقدم للوظائف التي أعلنت قطر توفيرها للأردنيين موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن.

 

وعبر عدد من المغردين على موقع تويتر عن "حجم المفاجأة" من عدد المتقدمين وقال أحدهم:

"الشعب كله طالع على قطر".

 

وقالت وزارة العمل الأردنية في أرقام إحصائية لزيارات المنصة الإلكترونية إن عدد المسجلين حتى الساعة 11 صباح اليوم الخميس بلغ أكثر من 25 ألف شخص.

 

ويعاني الموقع الإلكتروني منذ إطلاقه أمس من بطء شديد وخلل في خادم الإنترنت الخاص في الموقع بسبب الدخول الكبير الذي يشهده من قبل الأردنيين الراغبين بالحصول على وظيفة علما بأن عدد الوظائف المتوفرة تبلغ 10 آلاف وظيفة فقط.

 

وكشفت الوزارة أن نحو نصف مليون شخص دخلوا إلى المنصة الإلكترونية في حين حاول مليون شخص الدخول للموقع حتى مساء أمس الأربعاء يوم إطلاقها وسط توقعات بأن يصل عدد زوارها إلى نحو 2 مليون. وقالت المغردة الأردنية "هيا":

 

ودعا أحد المغردين لقدوم قطر إلى الأردن بدلا من العكس بسبب الأعداد الكبيرة المتقدمة للوظائف: وقال المغرد عناد إنه لو فتح باب الوظائف على مصراعيه فإن "ثلثي المواطنين سيطفشوا (يهاجروا)". ووجه أحد المغردين رسالة إلى قتيبة وهو شاب خاطب رئيس الحكومة الجديد عمر الرزاز عبر حسابه على تويتر يسأله عن الهجرة بعيدا عن الأردن وقال: وسخر مغرد أردني يدعى عدي نوفل من تعطل منصة الوظائف بالقول: ودعا مغرد آخر كل من تفتح مع المنصة الإلكترونية لصلاة ركعتي شكر: الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور مازن مرجي عزا أسباب التدفق الكبير، على منصة الوظائف القطرية، إلى تردي الوضع الاقتصادي في الأردن، وارتفاع مستويات البطالة، إلى حدود قياسية أكبر من المعلن عنها رسميا.

وقال مرجي لـ"عربي21" إن حجم البطالة المعلن في الأردن يتجاوز 18.3 لكن العديد من الخبراء، يعتقدون أنه يزيد عن 30 بالمئة وهذا مؤشر لتدفق مليون شخص، للتقديم لعشرة آلاف وظيفة فقط.

ولفت إلى أن العديد من الوظائف المطروحة قطريا ربما تكون غير متوفرة في الأردن، وتلبي طموحات المتقدمين على المستوى التعليمي وعلى مستوى الخبرة العملية.

ولفت مرجي إلى "عدم وجود رضى لدى الأردنيين، عن مستويات الدخل الحالية التي تآكلت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى بحثهم عن فرص عمل أفضل، بمستويات معيشية تلبي طموحاتهم المستقبلية".

ورأى أن أزمة البطالة تعمقت في الأردن منذ نهاية الثمانينات، وتفاقمت مع الأزمة العالمية في 2008 بالإضافة إلى الأزمات التي حصلت في سوريا والعراق، وتحول المواطن الأردني من حالة الفقر إلى الفقر المدقع، فضلا عن الظروف السياسية وقضايا الفساد التي حرمت المواطن من العمل في جهاز الدولة وحتى في القطاع الخاص.

وأشار مرجي إلى أن الأردن "تحول إلى بلد طارد اقتصاديا، بعد أن كان لسنوات طويلة يوصف بأنه مصدر للعقول والكفاءات والشباب المتعلم".

وأضاف: "من يذهب للخارج الآن أشخاص قطعوا الأمل، وتقطعت بهم السبل في بلادهم، ولم يعد لهم فيها فرص للعمل".

وتابع: "الأردنيون يبحثون خارج بلادهم عن توفير فرص العمل، والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، ولو فتحت أبواب السفارات الغربية أمامهم، فلن يبقى أردني واحد داخل الأردن الجميع ربما يهاجر".