صحافة دولية

صحيفة سويسرية تتساءل: كيف يظهر ابن سلمان بوجهين؟

الصحيفة: سياسة ابن سلمان القمعية قد تكون دليلا على أنه لا يشعر بالأمان- جيتي

نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية، الناطقة بالألمانية، تقريرا تطرقت فيه لـ"السياسة القمعية التي ينتهجها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان"، مشيرة إلى أن الأمير السعودي "يظهر وجهين مختلفين، تارة كمحافظ وأخرى كحداثي".


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد السعودي "قطع كل المحرمات في المملكة، حيث منح المرأة حق الدخول لملاعب كرة القدم وقيادة السيارة، وفتح الباب لإقامة الحفلات الفنية، وأقر جملة من الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار، وخلق المزيد من مواطن الشغل لفائدة الشباب والمرأة".


وتضيف أن ابن سلمان يعمل على ما سمته "نشر الإسلام المعتدل في بلاده، وجعل المجتمع السعودي أكثر انفتاحا، وظهر في زيارته للولايات المتحدة أمام العالم في ثوب الحداثي، إلا أن ما شوه الصورة الإيجابية له حملة الاعتقالات التي طالت عددا من رجال الأعمال والناشطات الحقوقيات ورجال الدين".


أحكام الإعدام


وتتحدث الصحيفة عن واضع حقوق الإنسان في السعودية، فتقول: "منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، تعرضت الناشطات الحقوقيات السعوديات، على غرار لجين الهذلول وإيمان آل نفجان وعزيزة اليوسف، للاعتقال؛ بتهمة الخيانة والعمالة للسفارات الأجنبية، كما تعرضت ثلاث ناشطات أخريات للاعتقال، من بينهن الناشطة المعروفة سمر بدوي".


وخلال الشهر الجاري -تقول الصحيفة- طالبت النيابة العامة السعودية بإصدار حكم الإعدام في حق عدد من الحقوقيين السعوديين، من بينهم الناشطة إسراء الغمغام. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تواجه الغمغام العديد من التهم، على غرار المشاركة في مظاهرات القطيف، ونشر مقاطع فيديو توثق هذه المظاهرات، وقد أفاد المدير التنفيذي لمعهد الجزيرة العربية، علي الشهابي، بأنه "من المستبعد أن تصدر المحكمة قرار الإعدام في حق الغمغام".


وتلفت الصحيفة إلى أنه "خلال العقود الأخيرة، نظمت الطائفة الشيعية العديد من المظاهرات؛ احتجاجا على تهميشها من قبل العائلة المالكة المنتمية للطائفة السنية. وفي سنة 2016، أقدمت السلطات السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي، نمر النمر، وثلاثة أشخاص آخرين".


وقبل ذلك، تعرضت الناشطة إسراء الغمغام للاعتقال رفقة زوجها، حيث اعتبرت رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، سارة ليا ويتسون، أن "الإعدام يثير الرعب، لكن المطالبة بإعدام ناشطة لم تتورط في أعمال العنف مثل الغمغام يعد أمرا فظيعا".


سياسة قمعية


وأفادت الصحيفة بأن "عصا ابن سلمان الغليظة لم تطل المعارضين والناشطات الحقوقيات فحسب، بل طالت أيضا العديد من رجال الدين الشيعة. وخلال الأشهر الأخيرة، تعرض عدد من رجال الدين المنتمين إلى "حركة الصحوة"، على غرار عوض القرني وسفر الحوالي، للاعتقال، وأكثر ما يقلق ولي العهد السعودي هو أن هؤلاء الشيوخ يحظون بعدد كبير من الأنصار".


وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان "ينتهج سياسة قمعية، متبعا بذلك خطى غيره من الزعماء الديكتاتوريين في منطقة الشرق الأوسط. ولعل هذا ما دفع أستاذة علوم الأنثروبولوجيا بكلية الملوك بجامعة لندن، مضاوي الرشيد، إلى وصفه بـ"الطاغية"، خاصة أن ولي العهد السعودي ينتهج سياسة استبدادية تحت قناع العلمانية والحداثة".


وتخلص الصحيفة إلى القول إن "سياسة ابن سلمان القمعية قد تكون دليلا على أنه لا يشعر بالأمان، خاصة أن والده الملك سلمان حطّم آمال جيل كامل من الأمراء في الوصول إلى العرش بإقدامه على تعيين ابنه وليا للعهد".