سياسة عربية

مرصد حقوقي يدين التحريض على قتل إعلاميين مصريين

المرصد حمّل الباز المسؤولية عن حياة الإعلاميين الثلاثة- يوتيوب

أعرب المرصد العربي لحرية الإعلام عن "إدانته التامة للتحريض الصريح على القتل الذي صدر من الإعلامي المصري، محمد الباز، ضد 3 من الإعلاميين المصريين هم الدكتور أيمن نور الكاتب الصحفي ورئيس مجلس إدارة قناة الشرق، والإعلامي معتز مطر في القناة ذاتها، والإعلامي محمد ناصر في قناة مكملين".

وأشار، في بيان له، الخميس، وصل إلى "عربي21" نسخة منه، إلى أن "تحريض الباز المباشر جاء عبر برنامجه (90 دقيقة) المُذاع على قناة المحور، وأعاد نشره على صحيفة الدستور التي يرأس مجلس إدارتها وتحريرها، ويتحمل المسؤولية عما ينشر بها، والتي تتبع في ملكيتها للمخابرات المصرية".

وأكد المرصد أن "هذا التحريض على القتل يعرض حياة الإعلاميين الثلاثة للخطر، وعليه تقع مسؤولية أي ضرر يتعرضون له على هذا الإعلامي المحرض، ومن يقفون خلفه من أجهزة أمنية تمتلك المنابر الإعلامية التي يعمل بها، وتستطيع لجمه إن أرادت".

ولفت إلى أن "ما فعله الباز يخضع للمادة 171 من قانون العقوبات المصري، التي تنص على (كل من أغرى واحدا أو أكثر بارتكاب جناية أو جنحة بقول أو صياح جهر به علنا أو بفعل أو إيماء صدر منه علنا أو بكتابة أو رسوم أو صور أو صور شمسية أو رموز أو أية طريقة أخرى من طرق التمثيل جعلها علنية أو بأية وسيلة أخرى من وسائل العلانية يعد شريكا في فعلها ويعاقب بالعقاب المقرر لها)".

واستطرد المرصد قائلا: "المعروف أن الدستور المصري المعمول به حاليا، وكذا قانون تنظيم الإعلام الجديد منعا الحبس في جرائم النشر والعلانية، لكنه استثنى من ذلك جريمة التحريض مع بعض الجرائم الأخرى".

وأعلن المرصد العربي لحرية الإعلام تضامنه مع "الإعلاميين الذين تعرضوا لهذا التهديد، مطالبا بضرورة "وقف هذا التحريض ومواجهته بكل صرامة، وفقا لقانون العقوبات المصري، ووفقا لقانون تنظيم الإعلام وميثاق الشرف الصحفي، ووفقا للمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر".

وشدّد على أن "سماح السلطات المصرية بصدور هذا التحريض عبر قنوات وصحف تابعة لأجهزة أمنية مصرية، يحملها المسؤولية التامة عن أي أخطار تصيب الإعلاميين الذين تعرضوا لهذه التهديدات، التي لم تكن الأولى، فقد سبقها تحريض مماثل من إعلاميين آخرين يتفاخرون بأنهم يدافعون عن النظام الحاكم".

من جهته، أعلن المرشح الرئاسي الأسبق وزعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، تقدمه، الخميس، ببلاغ إلى النائب العام، نبيل صادق، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام، مكرم محمد أحمد، عبر ثلاثة من المحامين بشأن هذا التهديد بالقتل الذي تعرض له.

وأشار "نور" في تصريحات إعلامية إلى أنه "سيتخذ كل الإجراءات القانونية داخليا وخارجيا ضد هذه الواقعة"، مؤكدا أنه "بدأ بالإجراءات داخل مصر، ونتمنى من الهيئة الوطنية للإعلام أن تتخذ موقفا من تلك التصريحات التحريضية، التي تتصادم مع القوانين والأعراف المهنية كافة".

وأضاف: "سنأخذ هذه الإجراءات داخل مصر أولا، لأننا نثق في مؤسسات الدولة- بعكس محمد الباز- وذلك إلى أن يثبت العكس، وإذا لم يتخذوا موقفا، سيكون موقفنا القانوني في مواجهة الجميع وليس فقط محمد الباز، أما إذا حدثت إجراءات بعينها ضد الباز، ستكون إجراءاتنا وخطواتنا ضد شخص محمد الباز. وإذا كان النظام بريئا من هذه الدعاوى، فعليه أن يتخذ الإجراءات القانونية المناسبة في هذا الصدد".

وأضاف: "هم يدّعون اجتثاث الإرهاب بينما هم يزرعون الإرهاب، ويضعون بذرة الدم والكراهية في مصر، لأنهم يرون أن النظام لن يستمر في مثل هذا الصراع الصفري، وربما يفتعلون عملية اغتيال لأي معارض من المعارضين لإشعال النار وإلهاء الناس عن الحقيقة المرة، أن هذا النظام سقط في كل ما كان يتساند عليه من أكاذيب".

وأكد "نور" أن "النظام يريد أن يشعل نار الدم والعنف في مصر، ونحن فداء لمصر، ولن ندخل في هذا الصراع، ولن نقبل أن يكون الدم بالدم، ولم يُحرض أحد منا على فكرة العنف، بل على العكس ندين الدم ونقول إن الدم المصري كله حرام".

وكان الإعلامي المصري المؤيد لسلطة الانقلاب، محمد الباز، قد حرّض صراحة على قتل زعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، والإعلاميين معتز مطر ومحمد ناصر، قائلا: "لو كنا منصفين، فهؤلاء الأشخاص يستحقون القتل"، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية عما يقول.

 

اقرأ أيضا: إعلامي مصري يحرّض على قتل معتز مطر ومحمد ناصر (شاهد)

وقال، في برنامجه "90 دقيقة"، المُذاع على فضائية "المحور"، مساء الأربعاء،: "لو في حد مصري يطول أيمن نور أو معتز مطر أو محمد ناصر يقتلهم، ولو هتقول لي أنت بتحرض على القتل، آه بحرض على القتل، وإذا أتيح لأحد أن يقتلهم فليفعل".

وأضاف "الباز"، الذي يشغل منصب رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، "إننا وصلنا لمرحلة من الصدام مع هؤلاء الأشخاص بأنهم يريدون فناء الدولة، ووضعوا نفسهم في خانة العداء الكامل للدولة ويحرضون على قتل أبنائه".

وتابع: "أتعامل معاك إزاي؟ وأتناقش معاك بأي منطق؟ هؤلاء الناس وحط جنبهم كل قيادات الإخوان وكل الإعلاميين اللي موجودين هناك. هؤلاء الناس يستحقون القتل، لأنك واصل لمرحلة من الصدام مع هؤلاء الذين يريدون تخريب البلد وفناء الجيش والشرطة".

 

 

ولا يُعد هذا التحريض الواضح والمباشر على قتل المعارضين المصريين هو الأول من نوعه، فقد سبق أن أطلق بعض الساسة والإعلاميين المؤيدين لسلطة الانقلاب تصريحات مماثلة في أوقات سابقة، ودون أن يتعرض هؤلاء لأي مساءلة من أي نوع سواء من القضاء المصري أو نقابة الصحفيين أو الإعلاميين بمصر.