ملفات وتقارير

ما صحة اعتقال نجل "حفتر" لقيادات عسكرية في الشرق الليبي؟

بعض الاعتقالات تمت في وضح النهار وكانت بسيارات تحمل اسم "الجيش العربي الليبي"- جيتي

أثارت الأنباء الواردة عن قيام الكتيبة "106" بقوات اللواء الليبي، خليفة حفتر باختطاف واعتقال قيادات عسكرية في الشرق الليبي، تساؤلات عدة عن أسباب ذلك خاصة أن أغلبهم موالين ومساندين لحفتر منذ ظهوره.


وقامت الكتيبة "106" التي يقودها صدام نجل حفتر، بحسب المعلومات المنشورة، باعتقال قيادات عسكرية معروفة في المنطقة الشرقية، ومنهم: نائب رئيس المخابرات العامة: اللواء أحمد العريبي، ومدير مكتب "حفتر" للعلاقات الخارجية العميد فتحي حسونة ووزير الداخلية الأسبق، العقيد يونس القهواجي وغيرهم".


كشف المستور


وأكد مصدر عسكري ليبي، لـ"عربي21" أن "بعض الاعتقالات في الشرق الليبي تمت في وضح النهار وأمام الناس وكانت بسيارات تحمل اسم "الجيش العربي الليبي"، وخاصة في اختطاف عميد بنغازي السابق، أحمد العريبي، لكن باقي الأسماء هناك غموض حول اعتقالهم او أماكنهم"، وفق معلوماته.


وأشار المصدر،الذي فضل عدم ذكره، إلى أن "أسباب الاعتقال هو قيام بعض هؤلاء القادة بتسريب معلومات وأدلة إلى الأمم المتحدة عن عمليات الفساد والاغتيالات التي يقوم بها أبناء حفتر في الشرق الليبي لإحكام سيطرتهم هناك، وبعد وصول المعلومة لـ"المشير حفتر"، أمر باعتقالهم"، حسب زعمه.

 

إقرأ أيضا: اختطاف نائب رئيس مخابرات قوات حفتر.. من وراء ذلك؟ ولماذا؟

نفي


في المقابل، نفت القوات التي يقودها "حفتر"، علمها بمكان احتجاز "العريبي" أو من قام باختطافه، مؤكدة أن اللواء المختطف لايوجد في أي سجن تابع للقيادة العامة (قوات حفتر)، وفق تصريحات شقيقة اللواء العريبي.


وذكرت شقيقة "العريبي" أنه على " رغم جهود شيوخ وأعيان قبيلة العريبات، إلا أن العائلة لم تتمكن من مقابلة "المشير" حفتر، مطالبة بالكشف عن مصير شقيقها ونجله".


وطرحت هذه المعلومات عن حملة الاعتقالات التي يشنها "صدام حفتر" في الشرق الليبي، استفسارات حول: الأسباب الحقيقية وراء هذه الحملة؟ وكيف سيبدو المشهد العسكري هناك؟.


"لوبي فساد" عسكري


من جهته، قال عضو البرلمان الليبي عن مدينة بنغازي، جلال الشويهدي إن "الكتيبة 106 هي قوات ذات سمعة سيئة وقد قامت بالاختطاف والاعتقالات من قبل في عدة أماكن، وهي إما شريكة في حملة الاعتقالات الأخيرة أو هي من قامت بذلك كونها المسيطرة على مدينة بنغازي، فكيف تم اعتقال العريبي في رتل مكون من 30 سيارة دون علم الكتيبة".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "هناك بالفعل "لوبي" فساد يقوده أبناء حفتر ويقابله "لوبي" فساد آخر يقوده رئيس أركان قوات "حفتر" اللواء عبدالرازق الناظوري، وبينهما تناحر حول من يحصل على أموال أكثر، خاصة في "بيزنس" الخردة وتصديرها للخارج"، وفق كلامه.

 

وتابع النائب، الذي كان مقربا من "حفتر" سابقا: "وبخصوص الاعتقالات، فلربما تكون هناك تقارير استخباراتية وصلت لحفتر بقائمة لهذه القيادات لذا قام باعتقالهم عبر كتيبة ابنه، وتداعيات ذلك أنها ستزيد من "فوضوية" المشهد العسكري في الشرق، والذي تأسس أصلا على "فوضى ميليشياوية"، حسب تعبيره.

 

إقرأ أيضا: صحيفة: خليفة حفتر متمرد يتوق ليصبح معمر القذافي الجديد

 

لم الصمت؟


وقال الناشط من الشرق الليبي، أحمد التواتي إنه "حتى الآن لا يوجد ما يؤكد أن الكتيبة "106" هي من قامت بالاعتقالات، لكن المؤكد هو استحالة وقوع هذه التصرفات بدون علم الأجهزة الأمنية والقيادة العامة بها".


وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "صمت القيادة العامة (حفتر) وعدم تصريحها بالنفي أو الإيجاب هو عمل غير مبرر وسيضعها في موقف محرج أمام الشعب، خاصة أن الأمر تجاوز قضية محاربة "الإرهاب"، وما يحدث الآن ليس له علاقة بعملية "الكرامة" وهو صراع نفوذ وسيطرة"، حسب رأيه.


"سجون سرية"


الناشط السياسي الليبي، عبدالناصر بلخير، توقع من جانبه؛ أن "سبب الاعتقالات خاصة للواء العريبي هو قيام الأخير بتسليم ملف يثبت سرقة أبناء حفتر لمصرف ليبيا المركزي في بنغازي إلى المبعوث الأممي، غسان سلامة"، حسب معلوماته.


وقال لـ"عربي21" إنه "من طبيعة عملية "الكرامة" وجود سجون سرية وتعذيب وقتل وإلقاء الجثث في الشارع مثلما حدث في شارع الزيت في بنغازي، وحفتر وعائلته هم من يحكمون القوات هناك ولا قيمة لأي ضابط خارج العائلة، فهو يعتقلهم ويهينهم وهذا ليس سرا"، كما زعم.