سياسة عربية

انتقاد بموريتانيا لزيارة ابن سلمان والمعارضة تشن هجوما حادا

ابن سلمان تلقى زيارته دولا غضبا فيها بسبب سجله الحقوقي- جيتي

شهدت موريتانيا، غضبا واسعا بسبب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يوم غد الأحد، وفق ما أعلنته وسائل الإعلام الموريتانية اليوم السبت.

 

ولقيت زيارة ابن سلمان المزمعة حالة غضب مماثلة لما يحدث في الجزائر، بسبب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وحرب اليمن.

 

وسبق أن أعلنت وسائل الإعلام الموريتانية، أن ابن سلمان سيستكمل جولته الإقليمية، يزيارة موريتانيا، الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، وسيقوم بعدها بالذهاب إلى الجزائر بزيارة تستمر ليومين. 

 

من جهته، أعلن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسية في موريتانيا) رفضه للزيارة المقرر أن يؤديها ولي العهد السعودي لموريتانيا الأحد.

 

اقرأ أيضا: ابن سلمان يزور الجزائر وموريتانيا الأحد ويستكمل جولته

وقالت أحزاب المعارضة الرئيسة في بيان مشترك، وصلت نسخة منه لـ"عربي21"، إنها لا ترحب بالزيارة.

 

وأوردت في البيان سبب ذلك، قائلة: "يأتي رفضنا لما أحدثه محمد بن سلمان من مواقف أضرت بالمصالح الحيوية للعرب والمسلمين، وذلك من خلال التنسيق مع الولايات المتحدة من أجل تصفية القضية الفلسطينية، والاعتداءات السافرة على حقوق الانسان وحرية التعبير".


وأدانت المعارضة بشدة "الجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي، ونطالب بتحقيق جدي وشامل لتحديد المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة ومحاكمتهم محاكمة عادلة لينالوا العقاب المستحق".


وأضاف البيان: "يقوم غدا ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بزيارة لبلادنا. إن هذه الزيارة تأتي في ظروف تملي على كل المتمسكين بعدالة قضية الشعب الفلسطيني والمدافعين عنها في وجه الطغيان الإسرائيلي والداعمين له، وعلى كل المناضلين من أجل حقوق الإنسان وحرية الصحافة وحرية التعبير، أن يعربوا عن عدم ترحيبهم بها".

 

اقرأ أيضا: عدم ترحيب شعبي بالجزائر مماثل لتونس ضد زيارة ابن سلمان

وتساءل بيان المعارضة: "أليس محمد بن سلمان هو من جعل من بلاد الحرمين الشريفين السند القوي لدولة إسرائيل، الذي لولاه لكانت هذه الأخيرة اليوم في مأزق حقيقي، وذلك بشهادة رئيس الولايات المتحدة نفسه؟". 

 

وأضافت: "أليس حكم محمد بن سلمان هو من استدرج الصحفي جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ليتم قتله وتقطيع جثمانه وإخفائه، في جريمة نكراء لا تزال أصابع الاتهام بالمسؤولية المباشرة عنها تشير إلى محمد بن سلمان نفسه؟".


وتابع البيان: "أليس محمد بن سلمان هو من كمم الأفواه وقضى على ما كان موجودا من حرية التعبير في المملكة، وزج بالعلماء والصحفيين وأصحاب الفكر والمدونين في السجون؟".


وأكد البيان تشبث المعارضة الموريتانية "بالروابط التاريخية القائمة على الأخوة والمحبة والاحترام بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والسعودي، نعتبر أن التوجهات والممارسات التي أدخلها محمد بن سلمان على مواقف وسياسات المملكة العربية السعودية قد أضرت بصورة ومكانة بلد وشعب ظلا عزيزين على قلب كل مسلم ومحل تقدير من لدن الجميع".

 

وكان الأمير ابن سلمان قد زار ضمن جولته الخارجية الإمارات والبحرين ومصر وتونس، قبل أن ينتقل إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.

وتتزايد الضغوطات على السعودية، جراء قضية مقتل الصحفي خاشقجي، دون تقديم رواية "أكثر مصداقية" لمقتله وأسبابه، وتقديم جميع المتورطين للعدالة.

وما يثير الغضب الدولي أن قضية خاشقجي تعد "انتهاكا صارخا" للمادة 55 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، التي تنص على أنه "لا يجوز استخدام المباني القنصلية بأي طريقة تتعارض مع ممارسة الوظائف القنصلية"، وفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني.