صحافة دولية

ذا هيل: ما الدليل الذي يهدد مولر بكشفه عن ترامب؟

مقربون من ترامب رفضوا الإدلاء بشهادتهم حتى لا يتمكن مولر من إثبات أي تهمة- ا ف ب (أرشيفية)

نشرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية مقال رأي للكاتب جوناثان تورلي، تحدث فيه عن الأسرار التي يهدد بكشفها المحقق الخاص، روبرت مولر، والتي من شأنها توريط الرئيس الأمريكي. ولكن المقربين من ترامب رفضوا الإدلاء بشهادتهم حتى لا يتمكن مولر من إثبات أي تهمة.

وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن شعور ترامب بالارتياب خلال هذا الأسبوع نابع من اكتشافه أن معظم الأشخاص المحيطين به يسعون في الواقع للإطاحة به. وقد زادت مخاوفه على خلفية صدور مذكرات الاستدعاء من طرف الديمقراطيين في مجلس النواب، وظهور ملفات قضائية جديدة مقدمة من قبل المحقق الخاص روبرت مولر، والاعترافات الأخيرة لمحامي ترامب السابق مايكل كوهين.

وأفاد الكاتب بأن وزارة العدل تؤكد أن ترامب هو "موضوع" وليس "هدف" التحقيق الذي يشرف عليه المحقق الخاص مولر، لكن يبدو أن ترامب بات فعلا محل اتهام. وبدأ ترامب هذا الأسبوع بخبر سار، حيث رفض جيروم كورسي، وهو أحد زملاء روجر ستون، الذي تجمعه علاقة صداقة بترامب، اتفاقية المساومة التي اقترحها مولر بذريعة أنها قد تدفعه للكذب. وكان لمسودة الاتفاق هدف واضح لا علاقة له بكورسي.

وأشار الكاتب إلى أن مسودة هذا الاتفاق تضمنت معطيات تفيد بأن الروس قد استعانوا بمنظمة "ويكيليكس" لنشر المعلومات، وأن ستون على تواصل دائم مع المرشح ترامب حسب أقوال كورسي.

 

وتحيل هذه الوثيقة إلى أن ستون قد طلب من كورسي "الاتصال" بمؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج، حيث اكتشف "وجود خطط لنشر مقالين إضافيين" يتضمنان معلومات "مدمرة".

وحسب ما ورد في هذه المسودة، فإن كورسي في مطلع سنة 2017، حذف من جهاز الكمبيوتر الخاص به جميع رسائل البريد الإلكتروني التي سبقت 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 . وفي إطار هذه التحقيقات، يعتبر كورسي الصلة المباشرة بستون، الذي له بدوره صلة مباشرة بترامب.

ونوه الكاتب بأن كوهين قد وقّع إقرارا بالذنب، اعترف فيه بالكذب على الكونغرس، موجها أصابع الاتهام نحو ترامب. كما صرح كوهين بأنه كذب امتثالا لطلبات ترامب لمحاولة وقف التحقيق الروسي، حيث قال لمولر إنه كان يعتقد أنه سيحصل على عفو رئاسي أو بعض الحماية.

وأضاف الكاتب أن أصعب الأمور بالنسبة لترامب كانت قطع علاقاته مع كوهين، على الرغم من أنه محام سيء السمعة. وبدلا من ذلك، قام ترامب بسحبه تحت جناحه والتأكيد على أنه سيظل محاميه الشخصي، واليوم قد تكلف هذه القرارات الخاطئة ترامب غاليا. ولكن اعترافات كوهين لا يمكن أن تورط ترامب ما لم يثبت أنه هو من شجعه على ذلك. وقد يتهم ترامب بالحنث باليمين وغيرها من الجرائم المحتملة، مما يثير عدة أسئلة جديدة حول مدى تورطه في جميع التهم الموجهة إليه.

وفي حين يعمل مولر على تقرير نهائي واحد على الأقل، ما زال فريقه يعمل بجد لتوريط ترامب. وهناك أيضا استراتيجية في اختيار التوقيت، حيث يبدو أن الجلسة العلنية لإقرار كوهين بالذنب قد تم تأجيلها عن قصد إلى ما بعد تقديم ترامب إجاباته المكتوبة على أسئلة المحقق الخاص. وبما أن الأدلة الحالية لا تؤكد ارتكاب الرئيس الأمريكي لجريمة واضحة، فإن الحل قد يكمن في اتباع استراتيجية تدفع ترامب لارتكاب جرائم محتملة حاليا، خاصة أن أكبر المصاعب التي واجهها خلال هذا الجدل القانوني كانت إلى حد كبير من صنع يديه.

 

اقرأ أيضا: تحقيقات مولر تقترب من ترامب شخصيا.. ما علاقة ويكيلكس؟

وبين الكاتب أن أكثر شيء يمكن أن يستفز ترامب هو التحرك ضد أفراد عائلته. ويمكن لاعترافات كوهين أن تناقض شهادة دونالد ترامب جونيور، الذي أقر بمشروع موسكو لكنه نفى معرفته أو مشاركته فيه. كما يزعم كوهين أن إيفانكا ترامب قد عملت على هذا المشروع أيضا. وقد أقر كوهين بأنه كذب ليجعل الأمر يبدو كأن الجهد المبذول لبناء برج ترامب قد انتهى في كانون الثاني/ يناير 2016 بينما استمر خلال الحملة حتى حزيران/ يونيو 2016 على الأقل. واعترف كوهين بالكذب بشأن الاتصالات التي أجراها مع المسؤولين الروس ومدى تقدم المشروع.

وإذا كان مولر سيصدر لائحة اتهام ضد ترامب جونيور، فإنه من المحتمل أن ينتظر حتى يتهم أو يضمن الحصول على مساندة معظم اللاعبين الآخرين في القضية، وهذا من شأنه أن يزيد من صعوبة فك ملابسات التحقيق والملاحقات القضائية المعلقة. ومن المرجح أن يثير أي اتهام لترامب جونيور رد فعل غاضب من طرف والده. وعلى خلاف الأحداث السابقة، لن تستطيع أي مجهودات من البيت الأبيض منع حدوث هذه المحاكمات.

وكشف الكاتب أن بعض الخبراء الدستوريين يصرون على أن إقالة محقق خاص لا تعتبر جريمة، بيد أن مثل هذه النظرة الضيقة تتناقض مع كتابات مؤسسي الدستور وتاريخ الاتهامات. وعلى الرغم من أن العديد من المخالفات لا تعد جرائم فدرالية، إلا أنها تعبر عن إساءة استخدام السلطة. وبالفعل، تضمنت مقالات ريتشارد نيكسون المتعلقة بتصنيف الاتهامات؛ تهمة إعاقة سير التحقيق، بالإضافة إلى "المعاملة الخاصة والتعاطف" حتى يظل الشهود صامتين أو يشهدوا زورا.

وأضاف الكاتب أن "لائحات الاتهام" السابقة وإفادات كورسي وكوهين لم تساعد مولر على تحديد الصلة بين ترامب والاتهامات المقدمة ضده. و قد ذكر ترامب في نهاية حملته لعام 2016 أن شركاءه قد كانوا فعلا مهتمين بمتابعة ما تنشره "ويكيليكس"، إذ لا يعد هذا العمل جريمة أمام المحاولات التي قام بها محققو حملة كلينتون لتوريط ترامب. ولا يمكن مقارنة مشروع بناء غير ناجح في موسكو، مع عشرات الملايين من الدولارات المقدمة لكلينتون كتبرعات تأسيسية، التي تبين الأخطاء التي اقترفتها هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية.

 

اقرأ أيضا: اتهامات لمدير مالي بحملة ترامب بغسيل ملايين الدولارات

وفي الختام، أكد الكاتب أنه من الصعب التصديق بأن مولر قد كرس كل هذه الجهود لمجرد مقاضاة اثنين من أشهر المحرضين مثل كورسي وستون، لإدلائهم بتصريحات كاذبة. وقد لا نعرف ما الدليل الذي يملكه مولر ضد الرئيس، لكننا بتنا نعلم بالتأكيد ما هي الأدلة التي لا يزال يبحث عنها.